وقع الاتحاد الاوروبي امس اتفاق الشراكة مع اوكرانياوجورجيا ومولدافيا الجمهوريات السوفياتية السابقة الثلاث التي تسعى الى التقرب من اوروبا الغربية رغم ضغوط موسكو. وصرح هرمان فان رومبوي رئيس مجلس اوروبا "انه يوم عظيم لاوروبا.. الاتحاد الاوروبي يقف الى جانبكم اكثر من اي وقت مضى". وتم التوقيع رسميا على الاتفاق في بروكسل بين رؤساء دول وحكومات البلدان ال28 في الاتحاد الاوروبي وكل من الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو ورئيسي حكومتي جورجيا ايراكلي غاريباشفيلي ومولدافيا يوري ليانكا. واكد فان رومبوي ان "لا شيء في الاتفاق من شأنه ان يؤثر على روسيا". وقال رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو ان "الاتفاق ايجابي ولا يستهدف احدا". وقال رئيس مولدوفا ايوري لينكا خلال مراسم التوقيع إن "مولدوفا قامت باختيار، وهذا الاختيار نهائي". من جانبه، قال رئيس الوزراء الجورجي إيراكلي جاريباشفيلي "إن الحصول على العضوية الكاملة في الأسرة الأوروبية الموحدة هو حلم جورجيا الثابت". وكان من المفترض بالأساس أن يتم توقيع اتفاقية التقارب بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي في نوفمبر من العام الماضي خلال قمة الزعماء الأوروبيين في ليتوانيا لكن الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانكوفيتش رفض التوقيع بضغوط من روسيا. ويقول جودي ديمسي من معهد كارنيغي اوروبا ان اتفاق الشراكة يسمح بربط تلك البلدان بالاتحاد الاوروبي دون ان يكون ذلك مقدمة للانضمام اليه. ويوفر اتفاق الشراكة الذي وصفته المفوضية الاوروبية التي تفاوضت عليه منذ 2007، بانه "رائد وطموح"، اطار تعاون متين في عدة قطاعات مثل الطاقة والقضاء والسياسة الخارجية والتأشيرات والثقافة.. ويتعين على البلدان الموقعة عليه ان تلتزم باحترام دولة القانون ومكافحة الفساد. كما يطمح ايضا الى انشاء منطقة تبادل حر مع تحديد معايير مشتركة. كما ستستفيد البلدان الثلاثة من امتياز الوصول الى السوق الداخلية في الاتحاد الاوروبي "اكبر سوق مشتركة في العالم" اذ تعد 500 مليون مستهلك. ويمكن ان تزداد الصادرات الاوكرانية بمليار يورو في السنة لا سيما في مجال النسيج والاغذية والفولاذ ما سيزيد نموها بواحد في المئة وفق دراسة اعدها الاتحاد الاوروبي. وفي المقابل سيكون على كييف وكيشيناو وتبليسي ان تنجز اصلاحات عميقة قد تكلفها ثمنا اجتماعيا وسياسيا صعبا.