قضية الحوادث المرورية من القضايا الجادة التي لا مزاح فيها. إلا أن بعض رسائل القراء تجمع بين الفائدة والطرافة. قارئ طَالَبَ بنظام «حافر» لمعالجة الحفر في الشوارع, و»حَوِّل» لمعالجة التحويلات المفاجئة على الطرق السريعة معتبرا أن الحفر والتحويلات من أهم أسباب الحوادث. هذا الكلام منطقي وأتفق معه فيه ولكنني أعتبر أن الأسرة هي المسئولة عن معظم الحوادث التي يذهب ضحيتها أحد أبنائها. فالأسرة هي التي تشتري السيارة وهي التي لا تراقب أبناءها ولا تسألهم أين؟ ومع من ذهبوا أو تصاحبوا؟. والأم التي تبكي بحرقة إذا ما فقدت ابنها هي التي تضغط على الأب ليشتري له السيارة, وهي التي تغدق عليه المال ليتفاخر أمام أصحابه دون أن تعلم أنها بتصرفها هذا تدفعه للموت. في مثل هذا الوقت من كل عام حيث يستعد فيه شبابنا لأداء الامتحانات واستقبال الإجازات الصيفية تتضاعف الحوادث المرورية ومعها يتضاعف أعداد المتوفين والمعاقين فتزداد المصائب والأحزان. وكم أتمنى من كل أم, وكل أب زيارة المستشفيات المتخصصة لاستقبال الإعاقات ليشاهدوا المآسي وليسمعوا بأنفسهم قصص الكثير من الشباب الذين كانوا يحلمون بمستقبل مشرق فإذا بهم كتلة من اللحم لا حراك فيها. وليتخيلوا لو أن أحد أبنائهم كان مكان هؤلاء المعاقين حتى يتعظوا. ولكم تحياتي [email protected]