منذ سنة تحديداً، أمر خادم الحرمين الملك عبد الله حفظه الله بإنشاء «مدينة الملك عبد الله للطاقة الذرية والمتجددة»، وفي الأسبوع الماضي قرأنا في الصحف ان المملكة ستمتلك 16 مفاعلاً نووياً في 2030، وكذلك أبوظبي في الإمارات، وقبل إعلان هذا الخبر بمدة قصيرة حدث انفجار في المفاعل النووي الياباني نتيجة الزلزال الأخير الذي سبب مشكلات لجميع القطاعات هناك صحية، واقتصادية، وسياسية وقد لمس المواطن العادي تداعيات هذا الانفجار الذي أسفر عن تأخر أو توقف توريد مختلف البضائع وعلى رأسها السيارات من اليابان الى دول الخليج. هناك أسئلة كثيرة تدور في الذهن، نعم، فنحن في دول الخليج بحاجة كبيرة للطاقة الكهربائية والماء، وقيم حجم هذه المشاريع في القطاعين تعد بالمليارات، وقد شرعت دول الخليج في الارتباط المشترك عبر شبكة الربط الخليجي التي ستربطها مع أوروبا مستقبلاً للاستفادة من اختلاف الطلب بين الجانبين، إذ يتجه العالم كله الى التكامل لا سيما في المشاريع الاستراتيجية، وبما ان الطلب على الطاقة مضمون وفي ازدياد مستمر فمشاركة القطاع الخاص في مثل هذه المشاريع مضمون كذلك لو أمكن فتح باب المشاركة الواسعة أمامه. وقرأنا أن المملكة سوف تنفق نحو 100 مليار دولار في ان شاء مثل هذه المفاعلات، لكن ماذا لو صرف مثل هذا المبلغ على مشاريع الطاقة الشمسية لاسيما انها طاقة آمنة جداً بالمقارنة مع الطاقة الذرية التي تعد قنابل موقوتة يمكن ان تنفجر في أي وقت كما حدث في اليابان وهي بلاد التطور التقني والصناعي؟ وأعتقد الآن ان حساب تكلفة المخاطرة في مثل هذه المشاريع سيكون عالياً جداً، حيث قررت المانيا بلد التطور الصناعي غلق آخر مفاعل عندها في عام 2020، لتثير جدلاً كبيراً عن دوافع اتخاذ هذا القرار بعد ان انفقت المليارات على الطاقة الذرية، وتبدد الكم الهائل من الخبرة المستحصلة من طول سنوات التجارب، لتضعها جانباً وتبحث عن بديل آخر للطاقة. يجب أن ننظر الى استهلاكنا النفطي اللازم لإنتاج الطاقة التي تحتاجها المملكة ودول الخليج، وهل من الأفضل بيع هذا الإنتاج للخارج والاستفادة من عوائد الإنتاج على تطوير تقنيات الطاقة البديلة لتكون المملكة ودول الخليج في ريادة هذا المجال، أم لا؟ كلنا يعلم أن تكلفة إنتاج الكيلو واط الواحد في المملكة يصل تقريباً بين 10 12 هللة، وسوف يكون صعباً على اي استثمار ان يأتي بأقل من هذا الرقم في انتاج الكهرباء، لكن يجب ان ننظر من جهة أخرى الى استهلاكنا النفطي اللازم لإنتاج الطاقة التي تحتاجها المملكة ودول الخليج، وهل من الافضل بيع هذا الانتاج للخارج والاستفادة من عوائد الانتاج على تطوير تقنيات الطاقة البديلة لتكون المملكة ودول الخليج في ريادة هذا المجال، ام لا؟ ولم لم نسمع الى الآن ان هناك كرسياً بحثياً في جامعة هارفرد او أكسفورد مثلاً يمكن دعمه من قبل دول المجلسل لابحاث الطاقة المتجددة ؟ [email protected]