إذا نظرت إلى قبر تشارلز ميلر الموجود في ركن في إحدى مقابر مدينة ساو باولو البرازيلية، فربما لا تفكر ان هذا الرجل كان له تأثير هائل على حياة مئات الملايين في هذه البلاد. وميلر يعود إليه الفضل في إدخال كرة القدم إلى البرازيل، التي أصبحت الوطن الروحي لكرة القدم، والدولة الوحيدة التي تفوز بكأس العالم خمس مرات، والتي ستستضيف كأس العالم 2014 بداية من اليوم الخميس. لكن قبره يختفي وراء بوابة مغلقة، دون وجود أي إشارة تفيد بوجود قبر واحد من أعظم أبناء البرازيل في المكان. وكان ميلر ولد في البرازيل لأب اسكتلندي وأم برازيلية، إلا انه تلقى تعليمه في انجلترا أواخر القرن التاسع عشر، وعاد إلى ميناء سانتوس البرازيلي في 1894. وأحضر ميلر معه كرة ومنفاخا وأحذية للعب كرة القدم، إلى جانب كتاب يتضمن قواعد اللعبة. وسرعان ما بدأ الرجل في تنظيم مباريات لكرة القدم، وفي غضون عشر سنوات نظم أول بطولة للدوري في البرازيل. وخصصت المباريات الأولى للوافدين، إلا أن البرازيليين سرعان ما أحبوا اللعبة، وبحلول العقد الثاني من القرن العشرين كانوا يخوضون مباريات دولية في مواجهة الأرجنتين، كما شاركوا في أول بطولة لكأس العالم في 1930.