يبدو أن حجم العنف في داخل الكثيرين منا يكون كبيراً وخصوصاً عندما نتعامل مع من يخالف قناعتهم ورغباتهم ومصالحهم؛ ولذلك نجدهم يعبرون عن ذلك بوسائل عنيفة. ورغم أنني قد تحدثت عن موضوع العنف في مجتمعنا سابقاً؛ ولكن ما أعادني إليه مرة أخرى هو الميزات العنيفة الإضافية التي استجدت لدينا لهذا الاختراع الإبداعي الذي نضعه فوق عقولنا والمدعو "عقال" !!. في بداية الحكاية قادت المرأة السعودية السيارة لعشرات السنين رغم أنه لم يسمح لها رسمياً بذلك؛ ولكنها فعلت ذلك في القرى والهجر والصحاري وفي التجمعات المغلقة لقضاء شئون حياتها؛ وكلنا كنا نعلم ذلك ولم تكن هناك مشكلة؛ وفي مقابل تلك الصورة السابقة؛ شاهدوا كيف تعاملنا كمجتمع وكإعلام مع السيدات اللاتي قمن بقيادة السيارة في الخبر والقطيف وبيشة والقصيم مؤخراً !!. قبل عدة سنوات قامت جريدة الرياض بتحقيق عن تاريخ العقال الذي نلبسه حالياً وكانت بعض إجابات السعوديين في هذا التحقيق غريبة ومنها حديث أحدهم بأنه يعتبر العقال أداة للدفاع عن النفس!!؛ والآخر قال بأن للعقال أهمية كوسيلة للتربية حيث قال : "الأب في المنزل يستطيع أن يخوف أبناءه بمجرد التلويح بالعقال أو برفعه من الرأس"!!؛بداية الحكاية قادت المرأة السعودية السيارة لعشرات السنين رغم أنه لم يسمح لها رسمياً بذلك؛ ولكنها فعلت ذلك في القرى والهجر والصحاري وفي التجمعات المغلقة لقضاء شئون حياتها؛ وكلنا كنا نعلم ذلك ولم تكن هناك مشكلةوهنا فهمت لماذا أصبح جزءا كبيرا من الجيل الحالي لا يريد أن تكون له صلة بالعقال ولا بكل ما يرتبط به من ملابس!!. أعود إلى أحداث قيادة بعض سيدات مجتمعنا للسيارة وما صاحبها من إثارة إعلامية ومجتمعية وربطها بحملة تدعو لقيادة المرأة على صفحة "بالفيس بوك"؛ مما تسبب بإطلاق حملة رجالية مضادة لها باسم "العقال" وباختصار أترككم مع تصريح لمؤسس الصفحة الذي قال "الاهتمام هو عدم قيادة المرأة للسيارة بكل ما أوتينا من قوة وبقوة"؛ لاحظوا التأكيد على كلمة القوة؛ ولأن العقال هو مصدر قوة لهؤلاء الرجال فإنهم سيستخدمونه لتحقيق هدفهم في ضبط جنوح النساء!!. ولكن بعض النساء لم يقبلن تهديدهن بالعقال والتلويح به نحوهن من قبل هؤلاء الرجال وقلن في ردهن على إطلاق هذه الحملة بأنهن سيواجهن حملة "العقال" للدفاع عن أنفسهن بالسلاح الأبيض!!؛ وعند هذا المشهد العنيف اعذروني فسأتوقف وسأترك لكم تقدير حجم العنف لدينا!!. [email protected]