قبل عدة شهور، كانت مشاركة حارس المرمى إيكر كاسياس مع المنتخب الأسباني لكرة القدم في المباريات موضع استفسارات عديدة بسبب غيابه عن التشكيلة الأساسية لفريق ريال مدريد الأسباني على مدار معظم فترات الموسمين الماضيين. لكن كاسياس استفاد من خبرته الطويلة وبرهن مجددا على أنه الحارس الأمين القادر على حماية عرين المنتخب الأسباني في رحلة الدفاع عن لقبه العالمي ببطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل. وعلى مدار عام واحد مضطرب وحافل بالأحداث، قلب المخضرم كاسياس أوضاعه رأسا على عقب بفريق ريال مدريد ليصبح مجددا هو المرشح الأقوى لحراسة مرمى الماتادور الاسباني في المونديال البرازيلي بعدما أحرز مع الريال لقب دوري أبطال أوروبا. وقبل عام واحد فقط، بدا كاسياس وكأنه على وشك الرحيل من النادي الملكي بعدما فقد مكانه في التشكيلة الأساسية للفريق لصالح دييجو لوبيز كما بدا مكانه في التشكيلة الأساسية للمنتخب الأسباني مهددا بالخطر في ظل عدم مشاركته مع الريال في النصف الثاني من موسم 2012/2013 تحت قيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو. ورغم تألق فيكتور فالديز حارس مرمى برشلونة والتساؤلات التي واجهت المدرب فيسنتي دل بوسكي المدير الفني للمنتخب الأسباني بشأن حراسة المرمى، لم يصغ دل بوسكي كثيرا وحرص على منح الثقة لكاسياس من خلال الاستعانة به في مباريات بطولة كأس القارات التي وصل فيها الفريق للنهائي قبل أن يخسر أمام المنتخب البرازيلي. وأصبح السؤال الذي تردد في أذهان الكثيرين وفي مقدمتهم دل بوسكي هو: كيف يمكن الدفع بحارس شارك في حفنة فقط من مباريات الموسم حتى وإن كان هذا الحارس لعب دورا بارزا في فوز الفريق بكأس العالم 2010 وبكأس أوروبا في 2008 و2012؟! ولكن كاسياس قلب الوضع لصالحه مثلما نجح في هذا دائما منذ مشاركته الأولى مع الريال في 1999 عندما كان لا يزال حارسا شابا في الثامنة عشرة من عمره ليبهر الجميع بعروضه رغم وجهه الطفولي. والآن، تبدو الفرصة سانحة أمام كاسياس للتأكيد على أن خبرته لا تقارن وأنه لا يزال الحارس الأول في العالم مثلما كان في السنوات الماضية. ويحلم كاسياس باللقب الرابع مع المنتخب الأسباني بعدما قاده للفوز بلقبي يورو 2008 و2012 ولقب المونديال الماضي عام 2010 بجنوب أفريقيا.