في مشاركة مع إحدى القنوات الفضائية العراقية كانت لي مداخلة عابرة في برنامج أدبي مميز إبداعيا عن ضيف الحلقة الشاعر العراقي المتوهج «مهند جمال الدين» نجل شاعر العراق الأكبر «مصطفى جمال الدين»، وكنت من المتابعين للبرنامج مساء كل اثنين حيث يستعرض فيه معده ومقدمه الشاعر والناقد معن سبَّاح لقاءات وتجارب عدد من أدباء العراق المعاصرين والشعراء، من بينهم الشاعرة والناقدة الأكاديمية الدكتورة ناهضة ستَّار أستاذة الأدب والنقد في جامعة القادسية والتي من خلالها استبشرتُ خيرا بمستقبل العراق الأدبي الزاهر بوهج تلك التجارب الأدبية المتباينة الأطياف الفنية بتعدد مشاربها وشتى مدارسها. يبقى السؤالُ حاضرا هنا: هل ناهضة ستار وبلقيس حميد حسن ستتمكنان من استرجاع وهج نازك الملائكة ولميعة عباس عمارة وعاتكة الخزرجي؟ جالت بي الذاكرة لحقبات العراق التاريخية التي منها تشكل واقع الثقافة العراقية التليدة وأدبه الأثيل الذي ضاهى الآداب العالمية ابتداء من أبي الطيب المتنبي ومعروف الرصافي وجميل صدقي الزهاوي وأحمد مطر ومحمد مهدي الجواهري وبدر شاكر السياب وعبدالرزاق عبدالواحد ومظفر النواب وسعدي يوسف وعبد الوهاب البياتي ونازك الملائكة وعاتكة الخزرجي وشاعرة الرجل المهيبة لميعة عباس عمارة تلك الأسماء اللامعة التي أمتعت الروح بعذب أشعارها وأغنت الفكر بأعمق إبداعاتها وما من شاعر عربي إلا واستقى من فيض أجملها ومع موجات الغبار الداكنة التي غطت سماء عراقنا العربي الجميل وتيارات السياسة القاتلة التي أودت بالأخضر واليابس بدأ الأدب العراقي المتوهج في الخفوت وكأنه يميل للأفول نوعا ما غير أن الفرات الأبيّ أبى إلاَّ وأنْ يضُخَّ شِعرا وينبع دجلة الخير من بين البساتين عذبا رقراقا يَبُلُّ الصَّدى ويُنعِشُ الفؤاد لتتكامل معا أيقونة الأدبِ العربي المشنفة للأسماع بأرق الألحان وأروع التموسق الشعري المنساب انتشاء من ألسن شعراء الرافدين وعراق الحضارات العريقة وأمجاد الأمم.تحية لعراق الأدب ولأدباء العراق الأشاوس وأثباج اللغة وأصحاب السيادة الإبداعية الجمالية التي لطالما تغنينا عمرا بروائعهم وانتشينا طربا بآمالهم المعلقة على أسعف نخيلها الباسقات من على ضفاف دجلتها والفرات.ويبقى السؤالُ حاضرا هنا: هل ناهضة ستار وبلقيس حميد حسن ستتمكنان من استرجاع وهج نازك الملائكة ولميعة عباس عمارة وعاتكة الخزرجي؟ وهل مهند جمال الدين ومعن سباح قادران على إكمال مسيرة مظفر النواب وسعدي يوسف وعبدالرزاق عبد الواحد؟ وهل سيعودُ أدبنا العراقي العريق إلى وهجه؟ مسؤولية كبرى وطريقٌ غاية الوعورة لجمالٍ عربيٍّ مُرتقب [email protected]