بدأت بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة اليوم أعمال الدورة العادية ال 45 لمجلس وزراء الإعلام العرب برئاسة معالي وزير الإعلام الأردني محمد المومني خلفا لنظيره اليمني علي أحمد العمراني . ورأس وفد المملكة إلى الاجتماع وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة . وتناقش الدورة الجديدة لمجلس وزراء الإعلام العرب، مشروع جدول الأعمال والتوصيات الخاصة الذي أعده المكتب التنفيذي للمجلس على مدى اليومين الماضيين برئاسة معالي الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة . وقد ألقى وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة العادية 45 لمجلس وزراء الإعلام العرب أشار فيها إلى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي وفق المنظومة الإعلامية الجديدة على الحراك السياسي والثقافي والفكري والاجتماعي خاصة بين فئات الشباب العربي الذي يمثل الشريحة الكبرى من الشعوب، لافتا الانتباه إلى أولوية هذه الوسائل لدى المتلقي العربي ، وما تتضمنه من رؤى مختلفة تجاه القضايا العربية المختلفة. ودعا معاليه أجهزة الإعلام إلى التركيز على القضية الأساس "فلسطين " وما تتعرض له من نكبات جراء الاحتلال الإسرائيلي وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من اعتداءات مستمرة. وأوضح معاليه أن من أهم المحاور التي ناقشها المكتب التنفيذي لوزراء الإعلام العرب خلال اجتماعه الثاني محور ميثاق الشرف الإعلامي والإستراتيجية الإعلامية العربية والمحور الفكري المتمثل في أهمية وضع تشريعات للبث الفضائي المرئي والمسموع وفق رؤية عربية متكاملة، ثم كان المحور الأهم والأبرز المتمثل في الإستراتيجية الإعلامية العربية المشتركة لمواجهة ظاهرة الإرهاب وهي الظاهرة الأكثر أهمية وخطورة على مستقبل الأمة العربية. واستعرض معالي الدكتور عبدالعزيز خوجة تجربة المملكة العربية السعودية في مواجهة الإرهاب حيث قامت حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بخطوات إجرائية صارمة لاجتثاث بؤر التطرف والإرهاب وتجفيف منابعه ومن ذلك على سبيل المثال : عقد المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب في شهر فبراير من عام 2005 وصدر عنه إعلان الرياض الذي اقترحت فيه المملكة إنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب والتصدي له واقتلاع جذوره. ثم جاء تبرع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بمبلغ 100 مليون دولار لدعم المركز الدولي التابع للأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، ليؤكد وقوف المملكة العربية السعودية مع دول العالم كافة لنبذ العنف والإرهاب وهذه خطوات واضحة المعالم بذلتها المملكة على المستوى الدولي لمكافحة الإرهاب. وقال معالي وزير الثقافة والإعلام " لعل من أهم ما يجب أن نقوم به في وسائل الإعلام هو تعليم لغة الحوار وليس التصادم، ولغة العقل وليس العواطف عبر وسائلنا الإعلامية التقليدية المختلفة وفي وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي". وأوضح معالي وزير الثقافة والإعلام ، أن خادم الحرمين الشريفين " حفظه الله " أكد أهمية الحوار بين الشعوب ، فكان نداء مكةالمكرمة في شهر يونيو من عام 2008 الذي أكد أن الحوار هو من أهم النوافذ التي يطل من خلالها المسلمون على العالم ، ثم إعلان مدريد في شهر يوليو عام 2008 والذي أكد على أن الحوار هو السبيل الأمثل للتفاهم والتعاون المتبادل في العلاقات الإنسانية والتعايش السلمي بين الأمم ، ثم كان حوار الثقافات والحضارات في الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر نوفمبر من عام 2008 الذي أكد فيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بأن الإرهاب والإجرام أعداء الله وأعداء كل دين وحضارة وثقافة ، وما كان ليظهر لولا غياب التسامح . ثم جاء إطلاق مركز الملك عبد الله العالمي للحوار بين أتباع الديانات والثقافات بالتعاون مع الحكومة النمساوية في شهر نوفمبر من عام 2012، حيث يهدف إنشاء المركز إلى مد الجسور بين الحضارات الإنسانية والبحث عن حلول للصراعات بتعزيز قيم التعاون بين الجماعات المختلفة. ودعا معاليه المسؤولين عن الإعلام العربي كافة بقطاعيه العام والخاص أن يتبنوا ميثاق الشرف الأخلاقي والوطني والقيمي، المنطلق من ديننا الحنيف وعاداتنا وتقاليدنا الأصيلة قبل أن يتبنوا ميثاق الشرف الإعلامي ،الذي عمل عليه خبراء الإعلام والأمانة العامة للجامعة العربية، والمكتب التنفيذي لوزراء الإعلام العرب، عادا الكلمة أمانة في أعناق الجميع وأن تكون الكلمة أداة بناء وليس معول هدم من أجل الوصول إلى صيغ مشتركة تبني من خلالها الأوطان.