كشفت مصادر مطلعة من رئاسة الجمهورية الجزائرية عن وجود مفاوضات جادة مع الدبلوماسي الجزائري الكبير، الأخضر الإبراهيمي لتولي منصب رئيس لجنة المشاورات السياسية في الجزائر المزمع أن يتم تعيينها من طرف بوتفليقة في الأيام القليلة القادمة، كأول محطة من ورشة الإصلاحات التي تعهد بالقيام بها. بعد أن أوكل كما هو معلوم رئاسة الحكومة إلى مدير حملته الانتخابية عبدالمالك سلال وعينه على في منصب وزير أول، فيما اكدت معلومات ان الابراهيمي المبعوث الدولي لسوريا ابلغ مسؤولين عربا وامميين نيته الاستقالة من منصبه كمبعوث دولي في غضون ايام قليلة. وقالت نفس المصادر لموقع CNN بالعربية، ان السمعة العالمية التي يتمتع بها الإبراهيمي وشبكة العلاقات الدولية التي استطاع أن ينسجها عبر مسيرته الطويلة من خلال مهامه المختلفة سواء في الخارجية الجزائرية أو لدى هيئة الأممالمتحدة تصب في صالحه، وتخدم أكثر بوتفليقة لتأكيد ما سبق وأن قطعه على نفسه حينما أدى اليمين الدستوري الإثنين 28 أبريل/ نيسان، وأكد على إحداث عدة إصلاحات ستلقى دون شك بتدعيم شخصية كبيرة كالأخضر الإبراهيمي صدى إعلامي عالمي. ولو أن الإبراهيمي البالغ من العمر 81 عاما لم يكشف صراحة إن كانت لاستقالته عن المهمة التي أوكلت له في سوريا من طرف الأممالمتحدة، لها علاقة بالمنصب الذي يهيئه له الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، إلا أن المتتبعين للشأن الجزائري ومن بينهم عبدالرحمن حديبي قال لموقع CNN بالعربية إن اللقاء الذي جمع بوتفليقة والإبراهيمي ليلة الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم 17 أبريل لم يكن بريئا، وواصل بالقول: "هو لقاء أسال الكثير من الحبر سواء من حيث التوقيت أو من حيث ما دار بين الرجلين، كما أن حديث بوتفليقة حول مجريات الحملة الانتخابية وتصريحات الابراهيمي عقب لقائه بالرئيس لا يخرج عن خانة التزكية المطلقة من الإبراهيمي لبوتفليقة، خاصة لما نعلم أن الرجلان هما أصدقاء للنضال الوطني في وقت مضى". مكانة خاصة وما يعزز فرضية موافقة الإبراهيمي على طلب بوتفليقة لتولي منصب رئاسة لجنة المشاورات السياسية، حسب حديبي، يكمن في أن الإبراهيمي يحظى بمكانة خاصة لدى رجال الدولة ولدى شريحة واسعة من المعارضة وكذا من الشخصيات الوطنية. ومن جهة أخرى قال الأستاذ عمر لافي عضو الحركة الجمعوية بالجزائر، إن بوتفليقة بحث عن شخصية توافقية تحظى باحترام وتقدير الكثيرين في الجزائر، وهذا لإعطاء مصداقية أكثر للجنة المشاورات السياسية، ولم يجد أحسن من الإبراهيمي لتولي هذا المنصب، مقارنة بالمرة الماضية أي في سنة 2012، وأضاف الأستاذ لافي قائلا إن: "المرة السابقة حينما عين بوتفليقة على رأس اللجنة رئيس مجلس الأمة عبدالقادر بن وصالح وإلى جانبه المستشار برئاسة الجمهورية محمد علي بوغازي والجنرال السابق محمد تواتي، فإن هذه التركيبة لم تحقق الإجماع المطلوب والتجاوب الكبيرين، بينما الإبراهيمي بتاريخه ومشواره الدبلوماسي الحافل من دون شك سيكون لتعيينه رئيسا للجنة المشاورات السياسية قبول ورضا لدى مختلف الألوان السياسية". وكان دبلوماسي أوروبي في الأممالمتحدة كشف عن أن المبعوث الدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي استقال من مهمته. واكد المصدر الذي رفص الافصاح عن هويته الاسبوع الماضي أن استقالة الإبراهيمي، الذي كان قد تولى هذه المهمة في أغسطس 2012 خلفا لكوفي أنان، لم يعلن عنها رسميا بعد، فيما بدأ البحث عن بديل، وقالت مصادر إنه يوجد عدة مرشحين محتملين لخلافة الدبلوماسي الجزائري المخضرم، منهم وزير الخارجية التونسي السابق كمال مرجان. وعلى مدى أكثر من عام لم يخف الإبراهيمي أنه يفكر في ترك منصبه بشأن سوريا، وقال في وقت سابق للصحفيين قبل عام في نيويورك إنه يفكر في الاستقالة. وأمس قال دبلوماسي غربي كبير للصحفيين إنه يتوقع أن يعلن الإبراهيمي نيته الاستقالة أثناء وجوده في نيويورك. كما أكد دبلوماسي كبير آخر هذه التصريحات. وكان سلف الإبراهيمي الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان قد استقال محبطا في أغسطس/آب 2012، وشكا مثل الإبراهيمي من أن الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي لم يمكنهم التوحد وراء دعواته لإنهاء العنف وإجراء انتقال سياسي سلمي. وكان الإبراهيمي قد حذر في “مارس” الماضي من أن اجراء الانتخابات الرئاسية في سوريا في ظل استمرار النزاع “سيضر العملية السياسية ويعرقل احتمالات التوصل إلى حل سياسي”. يشار إلى أنه في يناير وفبراير جرت جولتا تفاوض في جنيف بإشراف الإبراهيمي، بين وفدين من الحكومة والمعارضة السوريتين، بهدف إيجاد حل للنزاع، من دون أن تفضيا إلى نتيجة.