سنبقى في الوطن مهما اشتدت المحن والحصار والإغلاق والإجراءات الإسرائيلية، في حال قررنا حل السلطة سأبقى في رام الله بهذه الكلمات عبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن عن موقفه الراسخ من تلك التصريحات الإسرائيلية المتبجحة التي تعزي بقاء السلطة لجيش الاحتلال. وكان الرئيس عباس قد أكد في لقاء مع نخبة من الصحفيين الفلسطينيين أن سيناريو حل السلطة وارد، مؤكدًا أنه سيبقى في مدينة رام الله كأي مواطن فلسطيني يمارس عمله القيادي في حركة فتح، ولن يتخلى عن دوره الوطني. وأضاف أبو مازن أنه جاهز الآن لتسليم مفاتيح السلطة إلى صاحب «الفندق الخمس نجوم» كما يدعون. وهذا السيناريو طرحه أبو مازن سابقًا، لكنه يجري مجددًا الحديث عنه في دائرة شؤون المفاوضات، وهو مطروح على الطاولة. بحسب عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حنا عميرة. ويضيف عميرة «لكن هناك سيناريوهات أخرى، لكن كلها في النهاية قد تقود إلى حل السلطة بقرار فلسطيني ذاتي أو بقرار إسرائيلي كرد فعل على خطوات القيادة المقبلة. ويرى عميرة أن تقوم القيادة الفلسطينية بتسليم مفاتيح السلطة إلى الأممالمتحدة بدل تسليمها إلى إسرائيل. وتدرس القيادة الآن دور السلطة وتقييم لدورها والكلام لعميرة. فضلًا عن بحث الاستمرار بالانضمام إلى مؤسسات الأممالمتحدة، لكن ذلك سيقابل برد فعل إسرائيلي وأمريكي كبير قد يقود إسرائيل إلى حل السلطة. فمستقبل السلطة أصبح غير واضح؛ لأنها أنشئت لفترة زمنية محددة وأن تقود إلى دولة فسطينية، وبالتالي إذا لم تقد إلى دولة فإن الأمور قيد المراجعة، لكن لا تزال الأمور غير واضحة، واجتماع المجلس المركزي المقبل مصيري وحاسم؛ لأنه يأتي قبل يومين من انتهاء فترة المفاوضات. محللون إسرائيليون من جهتهم قالوا: إن السلطة تحشر إسرائيل في الزاوية، ويضيف إيهود يعاري للقناة الثانية الإسرائيلية إن هناك معارضة من قبل قادة المنظمة لاستمرار المفاوضات، ويطالبون أبو مازن بتسليم مفاتيح السلطة إلى إسرائيل». وكان الرئيس عباس حذر في حوار مع جريدة «المصري اليوم» من مخاطر الاستيطان على مستقبل عملية السلام وعلى حل الدولتين، مضيفًا: الجيل الجديد من الشباب يرى أن حل الدولتين أصبح صعبًا ولا بد من دولة واحدة، وابني نفسه يعارضني فأنا أرى الحياة مع الدولتين، فهذه رؤية واقعية. وقال الرئيس: «ما دمت أنا أحمل المسؤولية وأنا قائد هذا البلد وأنا موجود، فلا بد أن أقول: إني مع (الدولتين) وليس مع الدولة الواحدة، وأنا أحترم تفكير جيل الشباب، إسرائيل تبني كل يوم مستوطنات وتقول: هذه أرض مشاع، ولذلك وقعنا على 15 معاهدة دولية لنصبح أعضاء في المجتمع الدولي بشكل رسمي. وأضاف أبو مازن: «القدسالشرقية التي احتلت عام 1967 هي عاصمتنا، ولن نرضى عنها بديلًا كعاصمة لفلسطين، و«عندنا كنيسة القيامة والمسجد الأقصى المبارك لا نتخلى عنهما، وليس عندنا مسلم أو مسيحي فنحن شعب واحد لا فرق»، وذكر أن المسلم والمسيحي دائمًا شريكان في القضية والكفاح الوطني.