استقبلت الأوساط الإقتصادية في المملكة والمنطقة خبراً ساراً جديداً وبارزاً لم تشهد مثله منذ فترة تكاد تكون طويلة، وتمثل ذلك بإعلان التحول النوعي لشركة «ارامكو» من شركة نفط وغاز الى شركة طاقة و بتروكيمياويات، وذلك برسالة الكترونية تلقفها موظفو الشركة على عجل من قبل رئيسهم التنفيذي، تكلّم فيها عن رؤية الشركة الجديدة، والتحول الذي ستقوم به في خضم إطلاق برنامج « Accelerated Transformation Program» او «تسريع التحول» في 22 من مايو 2011 لتكون مثار إعجاب عالمي ببصمات محلية رائدة تعِد بالكثير في المستقبل القريب. والسؤال المتبادر الى الأذهان هنا: ما التأثير المرتقب من هذا التحول على خارطة الاقتصاد الوطني؟ وهل سيدفع هذا التحول ارامكو الى الإستفادة من فوائض ميزانية مبيعات النفط لاستخدامها في مشاريع التطوير والبحث عن الطاقة البديلة مثل مبادرة الطاقة النووية، او الطاقة الشمسية؟، وكيف سيستقيم ذلك إذا ما علمنا ان تكلفة إنتاج الكيلو واط الواحد في المملكة يساوي تقريباً 10 هللات، وتكلفة الانتاج بالطاقة الشمسية تساوي 16هللة تقريباً؟، وهل ستكون أرامكو السعودية منتجاً للطاقة، ويقتصر دورها على انتاج الطاقة و ايصالها للمستفيد النهائي أيضاً؟، وهل سنشهد توسعاً لها بشكل يجعلنا نراها في كل مكان في العالم مثل شركة «شل» او «شلمبرجير» الشهيرتين في مجال البحث والتنقيب عن النفط؟. والسؤال المتبادر الى الأذهان هنا: ما التأثير المرتقب من هذا التحول على خارطة الاقتصاد الوطني؟ وهل سيدفع هذا التحول ارامكو الى الاستفادة من فوائض ميزانية مبيعات النفط لاستخدامها في مشاريع التطوير والبحث عن الطاقة البديلة. ولاتزال الأسئلة تدور في الآفاق، فهل يمكن ان ينعكس مثل هذا التحول على مستوى التقدم الاستثماري لدى المملكة، ويعمل على صياغة أطر جديدة تفتح الباب واسعاً امام إتاحة فرص عمل جديدة للشباب السعودي، وفتح أسواق جديدة للشركات الصغيرة والمتوسطة؟، وكيف يمكن ان يؤثر هذا التغير في استراتيجية ارامكو على الناتج المحلي للملكة؟. لقد احتفلت أرامكو في عام 2010 بتقديم 125 براءة اختراع تقريباً، فيما تمتلك الشركات المنافسة 1000 براءة اختراع والكثير منها يستخدم استخداماً تجارياً، لكن كم من هذه الاختراعات في ارامكو يستخدم تجارياً؟ وهنا يبدو التحدي كبير جداً، و يعتمد نجاحه على الاستثمار الواعد في الطاقة البشرية. اما بخصوص البتروكيمياويات فهل سوف تكون ارامكو منافساً لشركة سابك، ام ستلعب دوراً تكامليا معها؟ و كيف ستؤثر هذه المنافسة في هوامش ربحية سابك؟ وهل ستتغير حصص توزيع الغاز على الشركات في المستقبل؟ وماذا تم في مشروع داو كيميكل وهو مشروع شراكة مع أرامكو السعودية الى الآن وقد مرت اربع سنوات تقريباً على الدراسات؟ ماذا سيحدث في سوق البتروكيميكل بدخول عملاق مثل أرامكو فيها؟. ويبقى السؤال الأهم في خضم الأسئلة المثارة، هل سيكون هناك دور للقطاع الخاص بالاستثمار في هذا التحول، بمعنى هل ستقوم ارامكو السعودية بتأسيس شركات تابعة لها، وتسمح للقطاع الخاص بالاستثمار في هذا التحول بشكل يسهم في تحريك عجلة النمو، ويوزع الفائدة في ميدان الجميع؟ أسئلة تحتاج إجابات شافية. [email protected]