كشف قيادي كردي رفيع في بغداد أن كتلة التحالف الكردستاني برئاسة الزعيم الكردي مسعود بارزاني أبلغت «التحالف الوطني» الشيعي العراقي وأطرافاً إيرانية نافذة بشكل رسمي معارضتها التامة لتولي رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي ولاية ثالثة في الحكم. وقال القيادي الكردي القريب من بارزاني: إن الأخير أوصل رسائل واضحة وحاسمة للقيادات العراقية الشيعية في مقدمتها رئيس «المجلس الأعلى» الإسلامي عمار الحكيم بأن الأكراد لن يكونوا جزءاً من حكومة يرأسها المالكي في المستقبل وبالتالي على أطراف التحالف الشيعي أن تحسم أمرها بشأن الشخصية البديلة من الآن. قال القيادي الكردي القريب من بارزاني: إن الأخير أوصل رسائل واضحة وحاسمة للقيادات العراقية الشيعية في مقدمها رئيس «المجلس الأعلى» الإسلامي عمار الحكيم بأن الأكراد لن يكونوا جزءاً من حكومة يرأسها المالكي في المستقبل، وبالتالي على أطراف التحالف الشيعي أن تحسم أمرها بشأن الشخصية البديلة من الآن وأضاف أن على حزب «الدعوة» أن يبحث عن شخص آخر غير المالكي لترشيحه لرئاسة مجلس الوزراء، مضيفاً أن «بارزاني كان صريحاً للغاية مع قيادات عراقية وإيرانية زارته في الفترة القريبة الماضية وقد أبلغهم بحزم أن القيادة الكردية ستفكر بشكل استثنائي في الذهاب إلى الانفصال عن العراق، وإنشاء دولة كردية مستقلة إذا أصرت الأطراف المعنية ببقاء المالكي لولاية ثالثة في السلطة». وبحسب معلومات القيادي في «الحزب الديمقراطي الكردستاني» لصحيفة «السياسة» الكويتية في عددها أمس، ربما نجح المالكي في تكثيف الضغوط الايرانية على قادة الشيعة العراقيين، ما يفسر قرار مقتدى الصدر الأخير بترك العمل السياسي، «وهذا التطور مثل أحد أهم المؤشرات على وجود تعهدات من طهران بمساندته لرئاسة الحكومة العراقية بعد انتخابات البرلمان المقررة نهاية شهر ابريل المقبل». وأشار إلى أن بعض التسريبات التي وصلت القيادة الكردية، «تفيد بأن القيادة الإيرانية وعدت المالكي بتولي رئاسة الحكومة للمرة الثالثة في العراق، شرط أن يحصد ائتلافه «دولة القانون» على مقاعد أكثر بقليل من مقاعد بقية الاطراف الشيعية الاخرى، لأنه في هذه الحالة ستكون مهمة الطرف الايراني اسهل في الضغط وإقناع القيادات الشيعية العراقية بولاية ثالثة». وذكر أن المالكي أجرى قبل أيام قليلة تقييماً بشأن الأطراف الشيعية، وبعض الأطراف الأخرى التي يمكن أن تدعمه في رئاسة الحكومة المقبلة، وقد خلص هذا التقييم الى أن حزب «الفضيلة» الشيعي بزعامة وزير العدل الحالي حسن الشمري وبعض المستقلين الشيعة بزعامة نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني سيدعمانه بقوة، كما أخذ وعوداً من منظمة «بدر» برئاسة وزير النقل الحالي هادي العامري، وشخصيات من حزب «الاتحاد الوطني الكردستاني» بينها هيرو طالباني زوجة الرئيس جلال طالباني وهي عضو في الحزب، بتأييد تجديد رئاسته للحكومة العراقية، كما تشمل القائمة حزب «حركة التغيير» برئاسة المعارض الكردي نور شيروان مصطفى أمين، القريب من إيران، والذي لا يعارض على الإطلاق تولي المالكي الحكومة لمرة ثالثة. وأكد أن من بين السيناريوهات المطروحة لإبقاء المالكي على رأس الحكومة، تحالفه مع القوى الأخرى الصغيرة «وربما يحصل على دعم شخصيات متفرقة داخل القوى السياسية الكبيرة، مقابل بعض الإغراءات في المناصب، وكل ذلك سيحدث بدعم خاص من إيران، ما معناه أن الحكومة التي يخطط لها المالكي بإشراف إيراني ستكون من ائتلافه السياسي، إضافة إلى بعض القوى الشيعية والكردية والسنية الصغيرة المعارضة أو المنشقة عن القوى الرئيسية». وحذر القيادي الكردي من أن الأطراف التي تفكر بدعم المالكي لولاية ثالثة، عليها أن تدرك طبيعة المخاطر والتداعيات التي ستترتب على هذا الدعم، وفي مقدمها أن المالكي سيزداد شراسة في مواجهة السنة والأكراد عسكرياً. ولفت إلى أن معلومات القيادة الكردية أشارت الى أن المالكي تحدث الى مقربين منه عن حرب مقبلة ضد اقليم كردستان بسبب النفط، وبالتالي هناك قيادات في «ائتلاف دولة القانون» وقيادات في القوات العسكرية الخاصة التابعة له بشكل مباشر، من رأى أن «الجولة المقبلة ستكون في اربيل بعد محافظة الانبار». وقال القيادي الكردي: إن «هذا أمر خطير، ولذلك على قادة التحالف الشيعي ان يدركوا خطر اعادة تولي المالكي ولاية ثالثة، وعليهم ان يجيبوا عن سؤال: إلى أين سيقود المالكي الوضع العراقي في الأربع سنوات المقبلة؟».