شاركت المملكة العربية السعودية في معرض هافانا الدولي للكتاب2014م الذي أقيم مؤخراً وتتولى وزارة التعليم العالي الإشراف على مشاركات المملكة في معارض الكتاب الدولية بالتعاون مع بعض الجهات السعودية و الجامعات والمكتبات الوطنية بالإعداد والترتيب لهذه المشاركة. وحققت المشاركة نجاحًا باهرًا وذلك من خلال الإقبال الكبير من قبل الجمهور الكوبي على زيارة جناح المملكة الذي تبلغ مساحته 350 مترًا مربعًا ، حيث تم ترتيب دخولهم على شكل أفواج لتمكينهم من الدخول بيسر وإطلاعهم على محتويات الجناح من الكتب والمشاركة في الأنشطة المختلفة ككتابة الاسم ورسم الحناء و الأزياء السعودية وغير ذلك من الأنشطة. وتُعد هذه المشاركة هي الثانية للمملكة في هذا المعرض والذي تكرر فيه حصول جناح المملكة على المركز الأول من بين أكثر من 40 دولة و 500 دار نشر مشاركة. و يتخذ المعرض من حصن سان كالوس دي لاكابانيا موقعًا له، إذ شيّد الحصن خلال القرن الثامن عشر على سلم هافانا قبالة المركز التاريخي للمدينة، ويعدّ المعرض الدولي للكتاب أهم حدث ثقافي في كوبا يشارك به سنويًا العديد من الدول وكبريات دور النشر المحلية والأجنبية, وجاءت أغلب دور النشر المشاركة من دول أمريكا الجنوبية والوسطى وأوروبا وكذلك حضرت دول من قارة آسيا كالصين وإيران وتركيا ، وتُعد المملكة هي الدولة العربية الوحيدة المشاركة في المعرض. وقد زار المعرض أعداد كبيرة من القراء و المهتمين ذوي الصلة بالإنتاج العلمي والثقافي والكتاب، كما زار المعرض شخصيات مهمة في مجالات الأدب والفنون والتعليم من الكوبيين والشخصيات الأجنبية الموجودة في كوبا وكذلك كان لطلبة الجامعات حضورًا قويًّا. وصاحب المعرض كعادته في كل عام برنامج ثقافي مكثف بالإضافة إلى عروض دور النشر المختلفة وعروض تجارية أخرى في أجنحة متعددة. وتولت وزارة التعليم العالي ممثلة في الإدارة العامة للتعاون الدولي الإشراف على المشاركة والتنسيق مع سفارة المملكة في هافانا في جميع الترتيبات للمشاركة كما خاطبت الجهات السعودية المشاركة للحصول علي ما لديها من إصدارات للمشاركة بها في هذه المناسبة ، ووجهت الدعوة لبعض الجهات السعودية وهي (وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ، ودارة الملك عبدالعزيز، ومكتبة الملك عبدالعزيز العامة، ووزارة الثقافة والإعلام). وبلغت المساحة الإجمالية لجناح المملكة 350 مترًا مربعًا موزعة على صالتين كبيرتين متجاورتين في منتصف المعرض تقريبًا، حيث تطل على حديقة مقابلة للشاطئ، ويحيط بجناح المملكة من اليمين واليسار دور نشر مختلفة. وقد تم توزيع المعروضات والأنشطة المختلفة على الصالتين حيث تُعد الصالة الأولى هي المكان الأول لاستقبال زوار الجناح، حيث تم عمل الترتيبات بين المندوبين لعمل اللازم في استقبال الزوار والضيوف، حيث يقع في مدخل الصالة خريطة المملكة وكوبا وتم تحديد موقعهما من العالم بلون مميز، وكذلك يجد الزائر في المقدمة علم المملكة وشعارها ثم كلمة ترحيبية مكتوبة باللغة الإسبانية . وبعد ذلك تتم إتاحة الفرصة للزوار والضيوف بأخذ جولة على أقسام هذه الصالة. كما يحتوي الجناح على قسم المطبوعات والكتب، وقد تم توزيع هذه المطبوعات على عدد من التصنيفات الموضوعية وهي القرآن الكريم وترجمات معانيه المتعددة و الكتب الدينية و كتب تعليم اللغة العربية و كتب التعريف بالمملكة و آثارها وقسم الكتاب الأكاديمي وكتب إصدارات المناسبة . وقد وصل إجمالي ما تم عرضه من إنتاج فكري وثقافي وأدبي وأكاديمي قرابة 764 عنوانًا، وتميز الإنتاج المعروض بالتركيز على اللغة الإسبانية واللغة الإنجليزية، وأغلب الإصدارات هي من إنتاج الجهات السعودية المشاركة، بالإضافة إلى إصدارات بعض الجامعات السعودية. كما ضم جناح المملكة قسم الخط العربي حيث رافق المشاركة خطاط سعودي تم ترشيحه ليتولى الشرح للزوار عن كيفية كتابة الأحرف العربية وكتابة أسماء الزوار على لوحات خاصة وصور تذكارية عن المملكة. وقد شهد قسم الخط إقبالاً كبيرًا من قبل الزوار الراغبين في كتابة أسمائهم على لوحات تذكارية. وقد تم توفير كتاب عن الخط العربي باللغة الإسبانية للزوار، حيث يتم توزيعه مجانًا للراغبين في اقتنائه. وشملت المشاركة قسم اللباس السعودي والتصوير حيث ضم نماذج من اللباس التقليدي والحديث، حيث يتم إتاحة الفرصة للزوار تجربة ارتداء الملابس السعودية، وقد تم إحضار ملابس متنوعة وبمقاسات مختلفة للأطفال والشباب والكبار من الجنسين. وقد لقي هذا القسم إقبالا شديدًا من الزوار الكوبيين، بالإضافة إلى أخذ الصور التذكارية. وقسم العرض المرئي حيث تم تخصيص مكان خاص بالعرض المرئي حيث يتم عرض فيلم تعريفي عن المملكة وحضارتها وتاريخها وقد أُعد خصيصًا لهذه المناسبة وهو من إنتاج دارة الملك عبدالعزيز. وقد تم تجهيز شاشة عرض كبيرة ومقاعد للجلوس. وفي هذا الركن يتواجد أحد المندوبين للإجابة على الاستفسارات والأسئلة التي يتم طرحها من قبل الزوار. كما ضم الجناح قسم الحناء الذي يُعد أحد تقاليد التجميل للمرأة السعودية قديمًا ، إذ لقي ركنا عمل الحناء إقبالاً شديدًا من قبل السيدات الكوبيات بمختلف الأعمار، حيث تقوم سيدتان بعمل الحناء في أيدي من يرغبن بذلك. وقامت الوزارة بترجمة وطباعة العديد من إصدارات باللغة الإسبانية بغرض توزيعها على الزوار الكوبيين. وقد تم تخصيص مكانين للتوزيع، حيث يتم عرض كتب التوزيع مع الصور التذكارية والهدايا الرمزية في هذين المكانين. واحتوت الصالة الثانية في جناح المملكة على قسم مجسمي الحرمين الشريفين حيث تم إحضار مجسمين كبيرين للمسجد الحرام والمسجد النبوي تم وضعهما في وسط الصالة الثانية، وبجانبهما مندوب سعودي يتولى الشرح للكوبيين عن هذين المجسمين وأهميتهما بالنسبة للعالم الإسلامي. كما يتم توزيع الكتب الثلاثة التي أعدتها الوزارة باللغة الإسبانية وهي الحرم المكي والحرم النبوي وكسوة الكعبة على من يرغب من زوار هذا القسم. وقسم تاريخ المملكة العربية السعودية الذي يحتوي على مجموعة من اللوحات والصور الفوتوغرافية التي تعرف بنشأة المملكة وتأسيسها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وتطورها التاريخي في عهد الدولة السعودية الحديثة. بالإضافة إلى توزيع ذاكرة حاسوبية مخزن عليها معلومات تاريخية عن المملكة. كما احتوت الصالة الثانية على قسم التصوير الضوئي الذي يعرض 30 لوحة من لوحات التصوير الضوئي لفنانين سعوديين، حيث ترتبط هذه الأعمال بالمملكة وثقافتها وحضارتها. وقد أعدت الوزارة كتابًا صدر بهذه المناسبة باللغة الإسبانية عن التصوير الضوئي بالمملكة ويتم توزيعه للمهتمين بالتصوير الضوئي ولمن يرغب من الزوار. وشمل جناح المملكة قسم مكتبة الطفل الذي يحتوي على عشرات النسخ من كتب قصص الأطفال المترجمة إلى اللغة الإسبانية من قبل الوزارة ومكتبة الملك عبدالعزيز العامة.واشتمل هذا القسم على مرسم خاص بالرسم للأطفال. ويتم في هذا القسم توزيع هدايا رمزية كالقبعات والأقلام وأدوات الرسم بالإضافة إلى قصص الأطفال المترجمة إلى اللغة الإسبانية، وقد أشرفت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة على هذا الجناح. وكان للفنون التقليدية حضورًا في جناح المملكة إذ شارك عازف للربابة بتقديم هذا الفن الصحراوي الذي لقي إقبالاً شديدًا من قبل الزوار الكوبيين.