شهدت المملكة في السنوات الأخيرة تطورا في ثقافة العمل التطوعي بمجتمعنا، حيث بدأنا نرى الكثير من الجمعيات والمؤسسات وكذلك الفرق التطوعية التي تقدم خدماتها للمجتمع دون مقابل، وأفرادها من الشباب والشابات الذين استقطعوا جزءا من أوقاتهم لتقديم خدمات مفيدة للمجتمع. وتقول وفاء العتيبي رئيسة فريق «بالعطاء نرتقي» والذي يحرص على المشاركة في المهرجانات الخيرية التي يعود ريعها لأيتام المنطقة الشرقية: نحن حريصون على أن يشارك الفريق بركن يحتوي علي فعاليات للاطفال تتمثل بتزيين الكب كيك والكوكييز والرسم على الوجه و"البوب كورن" وشعر البنات وركن التصوير. وأرى أن الانشطة التطوعية المتعلقة بالأيتام إلى الآن تحتاج إلى متطوعين اكثر ووعي أكثر واهتمام بمتطلبات الايتام بالإضافة لعمل برامج تدريبية وتأهيلية لإخراجهم إلى المجتمع والاعتماد على انفسهم لأن هذه الفئة تحتاج لتضافر الجهود لدعمهم ويجب أن لا تتركز البرامج التي تقدم للأيتام على الترفيه فقط فهم يحتاجون أيضاً للتدريب والتأهيل لتطوير قدراتهم في أكثر من مجال لكي يستفيد اليتيم نفسه مما يقدم له بالإضافة لاستفادة المجتمع مما سيقدمه اليتيم، ومن أفضل الأعمال التطوعية هي تلك الموجهة لأبنائنا الأيتام لما لها من فضل كبير وأجر وفير حيث وعد المصطفى كافل اليتيم بمرافقته في جنات النعيم. إلا أن الملاحظ على الكثير من المبادرات التطوعية الموجهة لهذه الفئة الغالية علينا جميعاً تركز في الغالب على الترفيه مما يجعلنا نتساءل كيف شخصنا أن ما يحتاجه اليتيم منا هو الترفيه، وعندما نعود لملامسة واقع هذه الفئة نجد أن الترفيه يقع في أواخر احتياجاتهم ويسبقه الكثير من الاحتياجات الصحية والتعليمية والتربوية والاجتماعية وبذلك فإننا نحتاج للتركيز على كل ما يحقق لليتيم الاكتفاء الذاتي والأسري من خلال إطلاق مبادرات تطوعية تصمم بناء على دراسات ميدانية توضح احتياج الأيتام لنتمكن خلالها من دعمهم ومساندتهم بما يحقق النماء لشخصياتهم ولتهيئتهم للتعامل مع ظروف الحياة التي تحملوا فيها جزءا أكبر من مسؤوليات أقرانهم بسبب فقدان الوالد الذي يعد المربي والموجهة والقدوة. تواجد وحضور متميز بالجنادرية وفي ذات السياق شرف صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية ركن بناء بمهرجان الجنادرية، حيث شاركت الجمعية للمرة الأولى في المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية التاسع والعشرين بمقر بيت المنطقة الشرقية. وأوضح المشرف على المشاركة علي الأسمري أن هذه المشاركة تأتي من منطلق اهتمامها بالتواجد في المحافل الوطنية التي تحرص من خلالها على مد جسور التواصل مع المجتمع والتعريف ببرامجها وخدماتها المقدمة للأيتام وأسرهم وتتيح لأفراد المجتمع المشاركة في رعاية هذه الفئة الغالية، وجاءت زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية بمثابة الدافع الكبير الداعم لاستمرار الجمعية في اداء رسالتها المنوطة تجاه تلك الفئة الغالية بالمنطقة الشرقية، وتضمنت المشاركة ركنا تعريفيا ولوحات توضح رسالة وقيم وأهداف الجمعية التي تركز على تقديم برامج وخدمات نوعية بريادة وتميز وذات جودة عالية من خلال شراكات فاعلة مع المؤسسات الحكومة والخاصة والتي تصب في تحقيق الرعاية الشاملة لأبنائنا الأيتام وأسرهم وحشد الرأي العام لصالح اليتيم، كما تم توزيع مطبوعات وبروشورات الجمعية وهدايا متنوعة والشرح للزوار عن دور الجمعية في خدمة المجتمع. وحظي ركن جمعية بناء باقبال كبير من الزوار خلال أيام المهرجان حرصاً منهم على التعرف على ما تقدمه الجمعية وبرامجها بالإضافة لطرح الاستفسارات عن كيفية كفالة الأيتام وأنواع الكفالة التي تقدمها الجمعية.