أبدى عدد من المسئولين عن الثقافة في اليمن قلقهم تجاه التراث اليمني الآخذ في الضياع جراء عمليات النهب والسمسرة التي تجري في اليمن وربما تدعمها مؤسسات خارجية. ويرى هؤلاء المسئولون أهمية الحفاظ على هذا التراث ومحاولة استرجاعه بمختلف الوسائل لأنه يمثل حضارة ضربت أعماقها في التاريخ والتنازل عنها يشكل خطراً يهدد الثقافة اليمنية. وثمة دعوات متزايدة تحث الحكومة على الإسراع بإصدار تشريع خاص يجرم عمليات الاتجار بالآثار والمخطوطات وتهريبها للخارج. ويتحدث المسؤولون في الهيئة العامة للآثار والمخطوطات والمتاحف اليمنية عن نيات جادة للنبش عن ثقافة يمنية مطمورة تحت غبار الإهمال وأخرى مستغلة من قبل من يوصفون ب" سماسرة تهريب المعرفة". ويقول المسؤولون في وزارة الثقافة اليمنية إن لجنة علمية موسعة شكلت مؤخرا تضم خبراء آثار للقيام بمهمة اقتناء الآثار والمخطوطات التي بحوزة المواطنين في محاولة لإغلاق الطريق أمام مهربي الآثار والمخطوطات، إلى إجراء دراسات في المناطق التي تظهر فيها قطع أثرية أو مخطوطات أو مومياوات جديدة والتعامل مع المخطوطات التي تضبط عند محاولة تهريبها إلى الخارج. ويقول الأمين العام لدار المخطوطات في صنعاء إن الخطوة الحكومية الأخيرة جاءت لدعم مشاريع حكومية مشابهة ومنها المشروع الذي تنفذه الهيئة العامة للآثار والمتاحف والمخطوطات والهادف إلى جمع وحصر وأرشفة أكثر من 500 ألف مخطوط منتشرة في المكتبات العامة والخاصة بالمحافظات . وبلغ عدد القطع الأثرية والمخطوطات التي ضبطتها السلطات اليمنية العام الماضي بعد إحباطها عمليات تهريب عبر المنافذ الحدودية والمطارات والموانئ قرابة 3 آلاف قطعة لكن الاختصاصيين يؤكدون أن المهرب سنويا منها يفوق هذا الرقم بكثير . ويقول عبدالعزيز الجنداري مدير المتحف الوطني للآثار والمخطوطات إن عدد المقتنيات الآثارية في المتحف ارتفع العام الجاري إلى 24 ألفا و800 قطعة بعد أن سلمت السلطات للمتحف قرابة 2800 قطعة كان مهربون يحاولون تهريبها إلى الخارج . ورغم العدد الكبير للقطع المصادرة فان المسؤولين يؤكدون أن الآلاف منها لا تزال في حوزة المواطنين ولا يزال ينظر إليها بكونها هدفا مهما لسماسرة تهريب المعرفة . يقول وكيل وزارة الثقافة الدكتور يوسف محمد عبدالله إن تهريب الآثار والمخطوطات بات ظاهرة تعصف بالتراث اليمني .."فهناك مهربون محترفون على علاقة بمزادات في لندن وباريس وواشنطن وموسكو والعديد من العواصم الأوروبية.. هؤلاء يشترون الآثار والمخطوطات بمبالغ باهظة فيما المهربون مستميتون في إهدار تراثنا الثقافي ". ويؤكد الأمين العام لدار المخطوطات في صنعاء عبد المللك المقحفي إن السنوات الأخيرة شهدت تزايدا في عمليات تهريب المخطوطات إلى الخارج . ويتحدث المقحفي في هذا الصدد عن عقود طويلة من التهريب للآثار والمخطوطات اليمنية .." وربما 100 عام أو أكثر هي الفترة التي استمرت فيها عمليات تهريب الآثار والمخطوطات إلى الخارج.. لا أحد يعرف نوع المخطوطات التي هربت خلال هذه الفترة أو عددها.. لكنها بكل الأحوال كبيرة للغاية ". د. يوسف محمد