الحوارفي حد ذاته مبدأ لا غنى للبشرية عنه فما زال الناس يتحاورون في امورهم الخاصة والعامة, وفي شئونهم وقضاياهم ومعنى الحوار مراجعة الكلام وهم يتحاورون (اي يتراجعون الكلام, والمحاورة مراجعة المنطق والكلام في المخاطبة ومنه قوله تعالى: ( قال له صاحبه وهو يحاوره) الكهف 37 وقوله تعالى: ( قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الى الله والله يسمع تحاوركما) المجادلة 1 ولسنا هنا بصدد اقرار ما هو مقرر وواقع ومسلم به, لكننا بحاجة الى معرفة ضوابط الحوار وحدوده ومعرفة ادبه خصوصا عند الاختلاف, لأنه من المؤسف حقا ان نرى ونسمع ونشاهد أمورا يندى لها الجبين عند كثير من الحوارات من خروج الحوار عن مساره الصحيح, وتحوله الى (حلبة مصارعة) وتبادل التهم واتهام النيات, واساءه الادب وغير ذلك من الامور المخجلة, لذا فنحن بحاجة الى أن نؤصل ادب الحوار في نفوسنا ولدى الناشئة والحوار المؤدب تكون ثماره يانعة باذن الله فما آداب الحوار؟ أولا: من اهم الاداب احترام المقابل وما يترتب على هذا الادب من أمور كثيرة من عدم احتقاره ومقاطعة حديثه والتعريض به واتهام نيته. ثانيا: الرغبة في الوصول الى الحق, ورغبة الاصلاح, يقول الامام الشافعي رضي الله عنه: ( ما حاورني احد الا وتمنيت ان يكون الحق معه) انظر الى سلامة القصد وحسن النيات فما بالنا هذا الزمان نجانب ما كان عليه الاوائل في حوارهم ونقاشهم حتى فشلنا في كثير من حواراتنا. ثالثا: من اداب الحوار حسن الكلام والتأدب في الخطاب وقد دلت نصوص الكتاب والسنة على هذا الادب بل وأكدت عليه كما ان الواقع والتجارب تشهد ان خلاف ذلك لن يكون للحوار نتيجة وثمرة مرجوة يقول تعالى:( وقولوا للناس حسنا). ويقول صلى الله عليه وسلم:( ان الرفق ما كان في شيء الا زانه وما خلا من شيء الا شانه) ان الحوار بين المسلمين لا يهدف إلى إقامة الحجة ضد بعضهم البعض بقدر ما يستهدف الوصول إلى الحكمة وهي ضالة المؤمن في كل زمان ومكان لذلك حث الإسلام على الحوار على أن يكون هذا الحوار بالحكمة والموعظة الحسنة ان للحوار ادابا أخرى .. ما ذكرته ابرزها.. * رئيس قسم التوعية الاسلامية بتعليم المنطقة الشرقية