فقد الوطن احد اهم شخصياته المعروفة الشيخ ابراهيم بن محمد الحسون الذي انتقل الى رحمة الله صباح يوم الاثنين الماضي في مدينة عرعر حيث قام عدد كبير من اهالي منطقة الحدود الشمالية من مسئولين ومدنيين بتشييع جثمان الفقيد الذي عرف بحبه للخير وتواضعه واهتمامه رحمه الله بالعلم والمعرفة والادب لاسيما وانه من اوائل خريجي مدارس الفلاح بمكة المكرمة التي خرجت كبار رجال الدولة واساتذة العلم والمعرفة. محطات في حياة الفقيد ينتمي الشيخ ابراهيم الحسون الى آل ابي عليان الذين كان لهم الحكم فترة ليست قصيرة من الزمن في حكم مدينة بريدة احدى مدن القصيم وكانت ولادته في مدينة عنيزة ما بين 1330 - 1333 في اسرة متواضعة تتألف من اب واخ وثلاثة ابناء اما دراسته.. فتتلمذ الشيخ الحسون على يد مطوع في ذلك الزمن وهو فهيد الحمد على فترتين صباحية ومسائية حيث حفظ بعض السور وهو في سن ست سنوات. وبعد تخرجه من مدرسة الفلاح عمل مدرسا لمادة الانشاء والخطابة بدون اي مقابل وكان يدرس فيها طلاب الفصل الخامس وكان من ضمن زملاء دراسته صديقه العزيز محمد الرشيد الزغيبي وزير المواصلات السابق. الاناشيد الحماسية وكانت للاناشيد الحماسية التي كان يلقيها الطلاب دور في هز اعماق الشيخ الحسون حتى كأنه يحترق عند سماعها لانه يتمنى ان تتاح له فرصة العلم والمعرفة وتعتبر هي الشرارة الاولى التي اشعلت في نفسه الاصرار على البحث في كل ما من شأنه ان يحقق له امنية التعليم. مؤلفاته ألف الشيخ الحسون كتابه الوحيد الذي اختار له اسم (خواطر وذكريات) والذي قدم له د. عبدالعزيز الخويطر. (اليوم) قدمت واجب العزاء بزيارة لمنزل ابن الفقيد رجل الاعمال يوسف بن ابراهيم الحسون والتقت مع عدد من اقارب الفقيد حيث قال صهر الشيخ الحسون صاحب السمو الامير منصور بن عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود قبل ان اكون زوج ابنته اعتبر نفسي احد ابنائه فقد جاء رحمه الله الى المنطقة قبل فترة طويلة وعاصرناه ونحن اطفال ثم شباب والشيخ الحسون غني عن التعريف وبعد ذلك اقترنت بابنته وانا بصراحة افتخر بمصاهرته واعتز به. واضاف الامير منصور ان الشيخ الحسون من المؤرخين الذين لديهم دراية كاملة بهذه المنطقة وجميع مناطق المملكة وكان محل انظار الجميع لاسيما من قبل سمو الامير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض الذي قام بزيارته ثلاث مرات في المستشفى ولاشك ان فقد انه كان له الاثر الكبير في نفسي ولكن هذا قضاء الله وقدره والحمد لله. كما التقت (اليوم) بحفيد الفقيد الكابتن طيار سمو الأمير عبدالعزيز بن منصور بن عبدالله الذي قال: لاشك ان فقدان جدي اثر كثيرا بنفسي فقد كان يرحمه الله بمثابة الاخ والاب والصديق خاصة وانه كان قريبا للجميع فهو معروف بحبه للخير ونصحه الدائم للعمل به ويجب علينا ان نقتدي بشخصيته رحمه الله. وقال عضو مؤسسة عكاظ وابن اخ الفقيد محمد الحسون ان العم (ابراهيم) كان عبارة عن ثقافة ومكتبة متحركة وكانت ذاكرته قوية مما ساعده ان يحفظ التاريخ والاحداث وهو رجل كان يهتم بالقراءة المستمرة والجادة والبحث والتحاليل حتى استطاع ان يملك مكتبته التي اهداها الى مركزان صالح بعنيزة قبل وفاته باربع سنوات واضاف (الحسون) ما يعجبني بالعم ابراهيم انه عندما يسمع ان هناك محاضرة ادبيا او لقاء ادبي تجده رغم كبر سنه في مقدمة الحضور ولم يكن يكتفي بالاستماع بل كان دائما يحرص على النقاش والمداخلات حتى ان النادي الادبي بجدة يعرف قيمة ابراهيم الحسون وقال: اذكر انه عندما كان بمدرسة الفلاح كان اسمه محفورا بالرخام حيث كان الاول على دفعته عام 1353ه وكان يرحمه الله لديه شغف كبير بالعلم والثقافة والابحاث والمتابعة. اما من الناحية الانسانية فكان يواصل الجميع وكان يتصل ويزور ويحب ان يتفقد اصدقاءه ولا ابالغ ان قلت انه لا يوجد للشيخ الحسون اي اعداء او خصوم وكل مكان كان ينزل فيه اجد اناسا يعزون على ذكره وفي الحقيقة انا لم افقد عما بل فقدت استاذا ومرجعا وموجها. وقال حفيد الفقيد محمد بن يوسف الحسون من قسم السكرتارية الخاصة لسمو امير منطقة الرياض لقد كان جدي رحمه الله يعلمنا ونحن اطفال حفظ الاشعار ويركز عليها كثيرا وكان يسرد لنا قصص التاريخ خاصة تاريخ المملكة ويطلب منا حفظها فهو لنا كالمعلم والاديب.