القراءة في العالم العربي تفقد مساحة كل يوم بفقدان القراء, ولعل ذلك يرجع إلى انتشار الأمية الأبجدية في المقام الاول, إضافة الى عدم اهتمام الأسرة بتعويد الأبناء على القراءة. في هذا الاستطلاع نحاول القاء الضوء على استعدادات بعض المكتبات المصرية لاستقبال دور النشر زوارها خلال المواسم المختلفة، كما نلقي الضوء على اهم العناوين التي تستقطب القراء. في البداية يؤكد ابراهيم فريح مستشار النشر في مكتبة مدبولي ان المكتبة تنشر الكتب التي تهتم بالقضايا والمشكلات السياسية والدولية الآنية وان سعيهم الدائم يكون في جعل الناس تشارك في المجتمع من جميع المجالات سواء السياسية كالمشاركة في الانتخابات والسعي نحو مجتمع مدني بمعنى الكلمة، وايضاً الكتب العلمية وكتب تخص العناية بالطفل في ضوء المعطيات العلمية الحديثة واكتشاف امراض حديثة وفيما يخص الزراعة والمحاصيل الزراعية وهو ما يعني ان عملية النشر رسالة خصوصاً للشباب حيث تنقصهم المعرفة في الكثير من المجالات وعموماً نحن ننشر الكتب التي تمكن المواطن العادي من ان يضع قدمه في اول الطريق في بداية القرن الواحد والعشرين لجعله يؤيد التفكير العلمي وينبذ الخرافات. وبسؤاله عن اكثر الكتب من حيث المبيعات قال: ان الكتب الدينية هي الاكثر مبيعاً وبنفس القدر وعلى الجانب الآخر تقف الكتب ذات طابع الإثارة، يلي ذلك الكتب التي تمس حياة الانسان كالامومة والطفولة وهو ما يساعد على الكشف عن سلبيات الحياة. وفيما يتعلق بالمبيعات قال: ان المبيعات في تزايد مستمر وذلك شيء بديهي يتمثل في زيادة الاحتياجات البشرية والمعارف الانسانية والتكنولوجيا المعرفية ادى الى زيادة المبيعات، وبخصوص اقبال الشباب على المكتبات وعلى الكتب وتأخر حالتهم الثقافية ان الشباب هم نتاج جهد جماعي ونتاج مؤسسات التربية كلها وهذه المؤسسات حدث بها نوع من الانهيار مما ادى الى انهيار عقول الشباب، ولهذا فهو يأمل ان تتحسن حالة الشباب في الفترة القادمة بحيث يكون على وعي وطني قومي، وذا قدرة على قراءة الواقع والمناقشة ورفع الكفاءة المهنية. وعن العناوين الاكثر مبيعاً يؤكد علي حربي المسئول عن البيع في مكتبة الشروق والتي اسست في الثلاثينيات ان الكتب السياسية مثل كتب الدكتور هيكل والاسلاميات هي التي تشهد اقبالا جماهيريا، وايضاً الروايات والقصص لها جانب من الاقبال، وهي ثورة ثقافية مرتبطة اساساً بالوضع الراهن والواقع المعاش، وهناك بعض الكتب ذات معدل ثابت كروايات نجيب محفوظ واحسان عبد القدوس ومثل كتاب (كلام في السياسية) للدكتور هيكل وكتاب (انبياء الله) لاحمد بهجت، وكتب الامام الغزالي. وفيما يخص المبيعات، فهو يلاحظ زيادة في المبيعات بسبب زيادة المعارف الانسانية واتساع مجالات البحث، وايضاً تؤثر شبكة الانترنت على هذه الزيادة حيث تتيح شبكة الانترنت نوعاً من المعرفة مما يدفع الراغبين في المعرفة الى الاستزادة عن طريق شراء الكتب وهو ما يعني زيادة المبيعات، وهو يلاحظ ان الشباب مقبل على الكتب الابداعية والمعلوماتية. وعن المكتبات المتخصصة كمكتبة دار النهضة العربية والتي تختص بنشر وبيع الكتب القانونية والاقتصادية اوضح عادل محمد مسئول البيع في المكتبة ان الاقبال على هذه الكتب يكون بقصد الدراسة لانها كتب متخصصة جداً كما اوضح ان العرب لا سيما السعوديين هم الاكثر شراء لهذه الكتب وذلك لانهم يقومون بالابحاث والدراسات في اطار الجامعات المصرية. وعن الانشطة التي تمارسها بعض المكتبات خلال فصل الصيف يؤكد محمد حمدي مدير مكتبة القاهرة الكبرى بالزمالك، ان المكتبة وضعت برنامجاً متعدد الانشطة في اطار مهرجان القراءة للجميع الذي ترعاه السيدة سوزان مبارك حيث حرصت المكتبة هذا العام على المشاركة في الدورة الحالية للمهرجان من خلال سلسلة ندوات وورشات عمل ودورات تدريبية بالتركيز على عدة محاور منها تنمية جهود محو الاميات الثلاث ونشر ثقافتهم وهي الامية الهجائية والامية الثقافية والامية المعلوماتية (امية الانترنت والكمبيوتر) ونشر ثقافتهم وهي ثقافة العلوم الاجتماعية والانسانية من جانب وثقافة العلوم الطبيعية والتكنولوجية من جانب آخر.. وذلك بهدف تشجيع اكبر قطاع من الجمهور للدخول في دائرة القراءة والمعلومات للجميع والتعريف بالمشروعات التنموية الشاملة القومية الكبرى اضافة الى دور المكتبة في تنمية الحاسة الثقافية لدى الجمهور كما تسعى تلك الندوات لابراز دور الحضارة الاسلامية الريادي في مختلف المجالات العلمية والفنية والتراثية واصدار دليل بالمواقع التي تتناول الحضارة الاسلامية على شبكة الانترنت وسيعرض هذا الدليل بالجناح العربي بمعرض الكتاب الدولي بفرانكفورت في اكتوبر القادم ويستضيف العالم العربي كضيف شرف.. وكذلك التدريب على استخدام تكنولوجيا المعلومات الجديدة (الانترنت - النظم الرقمية - قواعد البيانات الالكترونية - المالتي ميديا).