يعتبر جلد الانسان ذا اهمية كبيرة لدى كل الاعمار فهو عضو للتعبيرات العاطفية وتظهر عليه علامات القلق كما يساعد الجلد على النمو العاطفي للطفل. ونظرا لان الجلد والجهاز العصبي في علم الاجنة يصدران من مكان جيني واحد, وجدت علاقة وثيقة بين الجلد والحالة العصبية للانسان ويمكن تقسيم الامراض الجلدية والنفسية والعلاقة بينهما الى امراض نفسية ذات تأثير على الجلد وامراض جلدية ذات تأثير نفسي وامراض جلدية تزداد مع القلق. ويعد حب الشباب من اكثر الامراض ارتباطا بالحالة النفسية لانه قد يؤدي الى ضغوط نفسية شديدة وصعوبة في التعامل بين الاهل والمصابين علما ان معظم الحالات يمكن علاجها بنجاح. وحب الشباب غير مرتبط بمرحلة معينة فقد يظهر في الشهور الاولى من العمر او في الطفولة قبل المراهقة او لدى البالغين غير ان اكثر الحالات شيوعا تكون لدى المراهقين. تأثير حب الشباب في حياة الاشخاص النفسية كالانسحاب من الحياة الاجتماعية والنقص في قدرة التحمل واضعاف الثقة في النفس والاحراج والشعور بالاكتئاب والغضب والاحباط والادمان وزيادة معدل البطالة. وهذه الآثار متصلة ببعضها البعض وتؤدي الى محاولة الفرد الانسحاب من الحياة والانعزال سواء في العمل او المدرسة او اجتماعيا وقد اثبتت الدراسات العلمية التأثير الاجتماعي والنفسي السلبي الناتج عن حب الشباب لدى المصابين فالكثير منهم يمتنعون عن التفاعل مع الآخرين كالمشاركة في رياضة جماعية او الخروج في دعوة لتناول الطعام خارج المنزل ويفضلون الانعزال, كما لوحظ تأثر مستوى التحصيل العلمي لمن لديهم حب شباب شديد مقارنة بغيرهم, وكذلك لوحظ ارتفاع نسبة البطالة لدى من لديهم حب شباب شديد. وهناك حب الشباب العصبي وغالبا ما يحدث هذا النوع بين الفتيات وينتج عن حالة لا ارادية وعصبية تقوم اثناءها الفتاة بوخز الجلد باظافرها مما يؤدي الى وجود ضمور وندبات دائمة في مناطق عديدة بالوجه. تتميز المصابة بهذا النوع بحرصها الشديد على تنظيف وجهها وتستخدم غالبا مرآة مكبرة للبحث عن بثور صغيرة لوخزها. ويكون هذاالمرض مصاحبا لنقص سيروتونين (Serotonin) ويعالج بتحفيز هذه المادة بالمخ والتي قد ينتج عند نقصانها مرض آخر مشابه لحب الشباب العصبي وهو مرض هوس تقصف الشعر (Trichotillomania) وهنا يقوم المريض بنزع شعر الرأس او الحواجب واحيانا الرموش العليا او شعر العانة ويتم علاجه بتحفيز مادة السيروتونين في المخ. اما الامراض النفسية ذات التأثير على الجلد فهي هوس الاصابة بالطفيليات (Paracytosis) يتوهم المريض ويعتقد اعتقادا خاطئا رغم وسائل الاقناع المختلفة بوجود حشرة (طفيل) في الجلد وهو يصف ان هناك حشرة تضع بيضا وتزحف حول الجلد ويكون تفاعل المريض طبيعيا مع بقية نواحي حياته. وينتج هذا المرض من زيادة مادة ديوبامين في المخ ويعالج بمادة تدعى بيمازايد (اوراب) تحت اشراف اخصائي امراض نفسية ويصعب اقناع مريض هذا المرض بتناول العقار المعالج. ومرض عدم الاقتناع بالشكل (Dermatological non Disease) Dysmorphophobia: اعتقاد خاطئ تجاه وظيفة او تركيب جزء من الجلد رغم عدم وجود اي خلل وظيفي او تشريحي في الجلد. الاعراض الاكلينيكية للمرض تظهر في الوجه: حرقان وتخيل احمرار وزيادة نمو الشعر وغالبا ما يكون سبب ذلك هو الاكتئاب. وفروة الرأس: زيادة سقوط الشعر, حكة وحرقان في الرأس. وفي غياب اي علامات مرضية تشخص بسبب الاكتئاب او متاعب زوجية. ومنطقة العانة والاعضاء التناسلية: حيث يكون الرجل اكثر شكوى من المرأة ويكون عبارة عن احساس بالالم واحمرار وغالبا لا يستجيب للعلاج الموضعي. وآلام اللسان والفم: خاصة لدى النساء ويكون الالم في طرفي اللسان (حرقان) وفي تجويف الفم والشفاة. ويحتاج مريض هذه المتلازمة المزمنة الى عناية خاصة واهتمام من الطبيب المعالج لانه يكون عرضة للاصابة بالاحباط بسهولة وقد تصل بعض الحالات الى الاقدام على الانتحار ويجب ان يعالج تحت اشراف طبيب امراض نفسية بأخذ نوعين من العلاج ولا يتوقف قبل شهر حتى لو احس بتحسن ومريض هذا النوع يحتاج الى مراقبة طبية دائمة اثناء العلاج. كما ان هناك الالتهابات الجلدية الناتجة عن الحكة العصبية (Dcrmatitis Artifacta) يحدث مريض هذا النوع اضرارا بالجلد بنفسه لكي يلفت الانتباه الى مشكلة ما وتكون النساء اكثر عرضة لهذا المرض من الرجال ويكون الشفاء من هذا المرض عند حل المشكلة وعادة ما يكون مكان الاصابة في متناول يد الشخص مثل الوجه لو الذراع. وشكل غريب غير منتظم. ولا يشبه اي مرض جلدي معروف كما ان المريض ينكر تماما انه من قام بذلك. ويختلف الشكل للجلد حسب سبب الاصابة وطريقة الاصابة بها كالأظافر او آلة حادة او حقن مادة تحت الجلد, ويتم العلاج من هذا المرض بزيارة الطبيب النفسي ويجب مراعاة عدم حضور الاهل خلال هذه الزيارات حتى يتمكن الطبيب من معرفة السبب الحقيقي وراء هذا المرض كما يجب على الاهل تجنب المواجهة المباشرة ومحاولة تغيير اسلوب حياة المريض ومساعدته في حل مشاكله. وقد وجدت علاقة حميمة بين التوتر واستمرار وزيادة كثافة مرض الصدفية وكذلك بالنسبة للثعلبة والتي تزداد مع القلق النفسي والاكتئاب. الدكتور لطفي الحفناوي اخصائي الجلدية والتناسلية مستوصف الدمام الطبي