أثار التصريح الذي أدلى به الفنان عبد العزيز مخيون حفيظة المسرحيين العراقيين المشاركين في مهرجان دمشق المسرحي الذي انتهت أعماله مؤخرا حيث اتهمهم بأنهم عملاء مثلهم مثل حكومتهم، حيث قال المخرج باسم قهار: استغرب أحكاما من أن يصدر هذا الكلام من فنان عربي مهم له اسم كبير على الساحة الفنية العربية وأن يصدر أحكاما مسبقة على الأعمال المسرحية العراقية المشاركة في المهرجان وأضاف قهار في تصريح ل (اليوم): كيف يتحدث مخيون عن المسرح العراقي و يتهمه بتجاهل الوضع العراقي، مؤكدا أن المسرح العراقي مكرس للوضع الداخلي. ففي فترة الثمانينات تناول الحرب العراقية الإيرانية وفي فترة التسعينات أيضا عالج موضوع الحصار و آثاره على الشعب العراقي و الآن وبعد الاحتلال الأمريكي يتناول المسرح آثار هذا الاحتلال. من جانبه انتقد الفنان المسرحي العراقي مهند هادي ما قاله الفنان مخيون وشدد على أن الأعمال العراقية التي قدمت تناولت الوضع العراقي وتساءل هادي: هل كلف الفنان مخيون نفسه حضور أحد العروض العراقية التي كانت اكثر العروض التي حظيت بالنقاش قبل العرض وبعده ،لان هذه الأعمال تتناول الحالة العراقية الاستثنائية، وأشار إلى ان كل مخرج عراقي هو كتلة من التجريب على الفضاء وعلى الممثل والنص ومع كل ما حدث في العراق طوال ربع قرن مازال الفنانون العراقيون يتواصلون مع حركة التحديث المسرحية. وتساءل المخرج قهار: هل ما جاء على لسان الفنان مخيون يقصد به الدكتور جواد الأسدي متهماً إياه بأنه لم يقدم شيئاً عن موضوع العراق الحالي أم أن سؤاله يتركز على الحالة المسرحية العراقية؟ فإذا كان هذا ما يقصده فهو على خطأ كبير لان جميع المشاركات تركز على الوضع العراقي من كل جوانبه خاصة ضياع المواطن العراقي أمام ما يتعرض له من تحديات في كيانه ووجوده . الفنان حامد الدليمي قال: أعجب من الفنان مخيون الذي اصدر هذا الحكم على المسرح العراقي و اتهم المسرحيين العراقيين بأنهم خونة مثل الحكومة العراقية، وهو الذي أمضى فترة المهرجان في قاعة الفندق و المطعم والقاعة التي تقام فيها الندوات. وأكد هذا الرأي أيضا مهند هادي الذي أكد أنه تابع أغلب عروض المهرجان ولم يشاهد أي فنان مصري في احدى صالات العرض خاصة عبدالعزيز مخيون نفسه فضلاً عن سميحة أيوب وصلاح السعدني. أما المخرج عماد محمد فقد قال ل (اليوم) مدافعا عن عرضه المسرحي في وجه الاتهام: استفدنا في الاعداد لعملي الذي قدمته في المهرجان خاصة للروائيين عبدالرحمن منيف وغالب طعمة فرمان، إذ يطرح العرض قضية البحث عن الهوية ضمن هذا الحطام المحترق للوطن. وقد جاء العرض على شكل مشاهد متلاحقة صاخبة بدءا من مشهد الولادة والخروج من رحم الوطن وفيه يسأل المواطن المقهور السؤال الموجع من أنا؟ ومن أنت أيها الآخر الظالم الغازي الطاغية؟ وما دام محروما من الجواب " الهوية " فسيبقى هذا المواطن خادما وعبدا ووقودا لحرب لا علاقة له بها. وختم عماد محمد: نحن نريد أن نوصل رسالة إنسانية من خلال المسرح فنحن أصحاب قضية لذلك فهذا من حقنا. الفنان حامد الدليمي الفنان مهند هادي