لعل من التوفيق ان تتزامن زيارة سيدي صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني - حفظه الله - الى ربوع المنطقة الشرقية مع حدثين حملا الخير والبركة, الاول: هطول المطر ومجئ البركات من السماء واخضرار الصحراء. فمرحبا بسموه تراحيب المطر, اما الحدث الثاني: فهو صدور ميزانية العام القادم حيث اكد سموه اكثر من مرة انها ميزانية الخير بما فاضت به وجادت من خير على ربوع الوطن, وانها تحمل بشارات مشاريع التنمية والرخاء في كل مكان من ربوع هذا الوطن الكبير وبشكل متوازن. واذا اردنا ان نتحدث عن سيدي سمو ولي العهد فلن نوفيه حقه, وسيجف المداد قبل ان نحيط بعظيم خصاله وافعاله. فاذا تحدثنا عن الامير عبدالله رجل الدولة نجده صاحب المبادرة الرائعة بالحوار الوطني لتقريب وجهات النظر ودعم العمل الوطني الموحد ونبذ الخلافات التي من شأنها تبديد الجهد واضعاف التماسك بين ابناء البلد الواحد, وهذا ما رأيناه في اللقاءات الاربعة للحوار الوطني حتى الآن, حيث يحرص سموه على لقاء المشاركين في هذه الحوارات ويقدم لهم دعمه وتشجيعه لايمانه العميق بان الحوار يفجر الطاقات للصالح العام ويقرب بين وجهات النظر المتصارعة ويؤلف بين القلوب. واذا تحدثنا عن ابي متعب الانسان سنجد انه صاحب المبادرة الرائعة التي اطلقها في العام 1423ه حيث اعلن سموه عن قيام مؤسسة الامير عبدالله لوالديه للاسكان التنموي وكان قبلها زار حيا من احياء مدينة الرياض الفقيرة ضاربا اروع الامثلة في النزول الى المواطن العادي وتلمس احتياجاته عن قرب والاحتكاك به في الوقت الذي تنعزل فيه زعامات دول العالم شرقا وغربا عن شعوبها وما صاحب ذلك من استراتيجية لمكافحة الفقر والاعلان عن صندوق خاص لمعالجة الفقر. وقد انعكس ذلك على مشاريع مساكن الفقراء في ربوع الوطن لينعم الجميع بالرخاء والعيش الهانئ. واذا تحدثنا عن ابي متعب الانسان ايضا لا يمكن ان نتغافل عن اعلان سموه بالعفو عن عناصر الفئة الضالة التي تسلم نفسها طواعية, الامير عبدالله اظهر لنا في هذه اللحظة التاريخية انسانية لا حدود لها, وهنا تظهر عظمة المسؤول فما اسهل من الانتقام, ولكنه تصرف كأب. لقد احس بلوعة الآباء والامهات على فلذات الاكباد المغرر بهم, لقد اعاد الحياة لعشرات الشباب الذين ضاعوا في غياهب الضلال, واعاد الحياة لآبائهم وامهاتهم بعد ان ابيضت عيونهم من البكاء عليهم وكان سموه صادقا فيما وعد. وسيدي سمو ولي العهد عودنا دائما نحن اهالي الشرقية على زيارات ميمونة بين الحين والآخر رغم مشاغله الجسام. فأهل الشرقية كانوا ومازالوا يحتلون مكانا خاصا في قلب وعقل سموه وليس ادل على ذلك من المشاريع المباركة التي يدشنها او يضع حجر اساسها في كل زيارة, وهكذا شأن سموه دائما في جميع المناطق ليعم الخير بالتساوي بينها وعلى مواطنيها. ان المتابع لنشاط رجل بحجم الامير عبدالله يجد العجب العجاب ان مسؤولا في هذا العالم بحجم ابي متعب يجد الوقت الكافي لاستقبال المواطنين بشكل شبه يومي يستمع لشكاواهم, يمسح آلامهم, يسعد بآمالهم, يتكلم بلغتهم, يتحدث معهم لا اليهم. كل ذلك بصبر جميل وفي بساطة متناهية, ولم لا؟ فوالده المغفور له - بإذن الله - الملك عبدالعزيز مؤسس الكيان الكبير واول من ارسى سياسة الباب المفتوح وعلى هذا النهج سار ابناؤه واحفاده الميامين من بعده. فلم نسمع مرة ان الامير عبدالله اغلق الباب في وجه احد او اشاح بوجهه عن احد بل كان الاب والاخ والصديق لجميع المواطنين وقت الفرج والضيق. ان هذا غيض من فيض حميد خصال الامير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود, ذلك الرجل الذي يجعلنا نشرف بكوننا ننتمي لهذا الوطن, وزيارة سموه الى المنطقة الشرقية تسعدنا وتشرح صدورنا, زيارة خير وبركة ننتظرها كل حين بفارغ الصبر. فمرحبا ابا متعب في ربوع الشرقية.. مرحبا بك تراحيب المطر. * نائب شيخ قبيلة الدواسر بالدمام ومملكة البحرين