«الاستثمار العالمي»: المستثمرون الدوليون تضاعفوا 10 مرات    قيود الامتياز التجاري تقفز 866 % خلال 3 سنوات    رئيسة (WAIPA): رؤية 2030 نموذج يحتذى لتحقيق التنمية    سعود بن مشعل يشهد حفل "المساحة الجيولوجية" بمناسبة مرور 25 عامًا    السد والهلال.. «تحدي الكبار»    ظهور « تاريخي» لسعود عبدالحميد في الدوري الإيطالي    أمطار على مكة وجدة.. «الأرصاد» ل«عكاظ»: تعليق الدراسة من اختصاص «التعليم»    «التعليم»: حظر استخدام الهواتف المحمولة بمدارس التعليم العام    إسماعيل رشيد: صوت أصيل يودّع الحياة    من أجل خير البشرية    وفد من مقاطعة شينجيانغ الصينية للتواصل الثقافي يزور «الرياض»    محمد بن راشد الخثلان ورسالته الأخيرة    مملكتنا نحو بيئة أكثر استدامة    نيوم يختبر قدراته أمام الباطن.. والعدالة يلاقي الجندل    في الشباك    بايرن وسان جيرمان في مهمة لا تقبل القسمة على اثنين    النصر يتغلب على الغرافة بثلاثية في نخبة آسيا    قمة مرتقبة تجمع الأهلي والهلال .. في الجولة السادسة من ممتاز الطائرة    وزير الخارجية يشارك في الاجتماع الرباعي بشأن السودان    الكرامة الوطنية.. استراتيجيات الرد على الإساءات    نائب أمير الشرقية يكرم الفائزين من القطاع الصحي الخاص بجائزة أميز    ألوان الطيف    ضاحية بيروت.. دمار شامل    «بنان».. جسر بين الماضي والمستقبل    حكايات تُروى لإرث يبقى    جائزة القلم الذهبي تحقق رقماً قياسياً عالمياً بمشاركات من 49 دولة    نقاط شائكة تعصف بهدنة إسرائيل وحزب الله    أهمية قواعد البيانات في البحث الأكاديمي والمعلومات المالية    الأمير محمد بن سلمان يعزّي ولي عهد الكويت في وفاة الشيخ محمد عبدالعزيز الصباح    تطوير الموظفين.. دور من ؟    السجن والغرامة ل 6 مواطنين ارتكبوا جريمة احتيالٍ مالي    قصر بعظام الإبل في حوراء أملج    كلنا يا سيادة الرئيس!    القتال على عدة جبهات    معارك أم درمان تفضح صراع الجنرالات    الدكتور ضاري    التظاهر بإمتلاك العادات    مجرد تجارب.. شخصية..!!    كن مرناً تكسب أكثر    نوافذ للحياة    زاروا المسجد النبوي ووصلوا إلى مكة المكرمة.. ضيوف برنامج خادم الحرمين يشكرون القيادة    الرئيس العام ل"هيئة الأمر بالمعروف" يستقبل المستشار برئاسة أمن الدولة    صورة العام 2024!    ما قلته وما لم أقله لضيفنا    5 حقائق من الضروري أن يعرفها الجميع عن التدخين    «مانشينيل».. أخطر شجرة في العالم    التوصل لعلاج فيروسي للسرطان    محافظ صبيا يرأس اجتماع المجلس المحلي في دورته الثانية للعام ١٤٤٦ه    وزير الخارجية يطالب المجتمع الدولي بالتحرك لوقف النار في غزة ولبنان    استعراض السيرة النبوية أمام ضيوف الملك    أمير الشرقية يستقبل منتسبي «إبصر» ورئيس «ترميم»    الوداد لرعاية الأيتام توقع مذكرة تعاون مع الهيئة العامة للإحصاء    أمير الرياض ونائبه يؤديان صلاة الميت على الأمير ناصر بن سعود بن ناصر وسارة آل الشيخ    أمير منطقة تبوك يستقبل القنصل الكوري    البريد السعودي يصدر طابعاً بريدياً بمناسبة اليوم العالمي للطفل    الدفاع المدني يحذر من الاقتراب من تجمعات السيول وعبور الأودية    الأهل والأقارب أولاً    الإنجاز الأهم وزهو التكريم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



توفير الضمان الاجتماعي للمواطنين خارج بلادهم وداخل المجلس
قمة "التعاون" تختتم بالتأكيد على الهوية الموحدة

اختتم أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بعد ظهر أمس أعمال الدورة الخامسة والعشرين للمجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي التي عقدت في المنامة برئاسة جلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة ملك مملكة البحرين الشقيقة والتى استمرت يومين. وترأس وفد المملكة نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ال سعود صاحب السمو الملكى الامير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثانى لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام. وفى بداية الجلسة الختامية تلى الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالرحمن بن حمد العطية البيان الختامى الصادر عن الدورة الخامسة والعشرين للمجلس الاعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ( قمة زايد ) فيما يلى نصه:
تلبية لدعوة كريمة من صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة ملك مملكة البحرين عقد المجلس الاعلى دورته الخامسة والعشرين فى مدينة المنامة بمملكة البحرين يومى الاثنين والثلاثاء 8 و 9 من ذى القعدة 1425ه برئاسة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة ملك مملكة البحرين رئيس الدورة الحالية للمجلس الاعلى وبحضور اصحاب الجلالة والسمو، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة، صاحب السمو الملكى الامير سلطان بن عبدالعزيز ال سعود النائب الثانى لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام فى المملكة العربية السعودية، صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان، صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة ال ثانى امير دولة قطر ، صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح رئيس مجلس الوزراء فى دولة الكويت، وشارك فى الاجتماع معالى عبدالرحمن بن حمد العطية الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
وعبر المجلس الاعلى عن خالص تهانيه وتمنياته لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة ملك مملكة البحرين وحكومته الرشيدة وشعبها العزيز بمناسبة اليوم الوطنى المجيد الثالث والثلاثين متمنين لمملكة البحرين وشعبها دوام التقدم والازدهار.
وعبر المجلس الاعلى عن عميق مشاعر الاسى والحزن لوفاة المغفور له باذن الله تعالى حضرة صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة تغمده الله بواسع رحمته ورضوانه الذى انتقل الى جوار ربه بعد حياة مليئة بالاعمال الجليلة والانجازات الكبيرة ورحلة حافلة بالعطاء الصادق والعمل المخلص الدؤوب لما فيه خير دولة الامارات العربية المتحدة وتقدمها وازدهارها ورخاء شعبها.
وقدم المجلس خالص العزاء وصادق المواساة لدولة الامارات العربية المتحدة قيادة وحكومة وشعبا وللامتين العربية والاسلامية لهذا المصاب الجلل كما عبر المجلس الاعلى عن صادق تقديره لدور الفقيد الراحل فى تعزيز مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية واسهامه الكبير فى تأسيسه ولما قدمه رحمه الله من جهد كبير لخدمة قضايا الامتين العربية والاسلامية وسلام المنطقة والعالم مباركا مبادرة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى الى خليفة ملك مملكة البحرين اطلاق اسم قمة زايد على أعمال الدورة الخامسة والعشرين للمجلس الاعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
ورحب المجلس الاعلى بحضرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة واعرب عن ثقته التامة بان سموه سيعزز بحكمته المشاركة الفاعلة لدولة الامارات فى دعم مسيرة مجلس التعاون المباركة.
كما عبر المجلس الاعلى عن عميق مشاعر الاسى والحزن لوفاة الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات الذى انتقل الى جوار ربه بعد حياة مليئة بالنضال من اجل اعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني واقامة دولته المستقلة على ترابه الوطنى وقدم المجلس خالص تعازيه ومواساته للشعب الفلسطينى وللامتين العربية والاسلامية فى هذا المصاب الجلل تغمد الله الفقيد بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته.
واستعرض المجلس الاعلى ما تحقق من انجازات فى مسيرة التعاون المشترك منذ دورته الماضية فى كافة المجالات واجرى تقييما شاملا للقضايا السياسية والامنية على كافة المستويات الاقليمية والدولية فى ضوء ماتمر به منطقة الخليج والعالم من أحداث وتطورات.
وحرصا على تعزيز مسيرة التعاون المشترك استعرض المجلس الاعلى التوصيات وتقارير المتابعة المرفوعة من المجلس الوزارى واتخذ القرارات اللازمة بشأنها وذلك على النحو التالى:
إجراءات لتعزيز المواطنة
حرصا على تعزيز المواطنة الخليجية وتوفير الحماية التأمينية لمواطنى دول المجلس الذين يعملون خارج دولهم فى دول المجلس الاخرى اقر المجلس الاعلى ما توصلت اليه اللجان المختصة بشأن مد المظلة التأمينية لمؤسسات التقاعد والتأمينات الاجتماعية لتغطية مواطنى دول المجلس العاملين خارج دولهم فى دول المجلس الاخرى لما فى ذلك من ضمان اجتماعى لهم ولاسرهم.
وفى هذا الصدد رحب المجلس الاعلى بالقانون الصادر عن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة ملك مملكة البحرين والقاضى بالسماح لمواطنى دول مجلس التعاون من الاشخاص الطبيعيين والاعتباريين بممارسة جميع الانشطة الاقتصادية والمهن المتفق عليها فى اطار المجلس معتبرا ذلك دعما للتعاون المشترك والمواطنة الخليجية.
واستعرض المجلس ماتوصلت اليه الدراسات الاولية بشأن الجدوى الاقتصادية لمشروع انشاء شبكة سكك حديد تربط بين دول المجلس وتسهل تنقل المواطنين بينها وتعزز حركة النقل التجارى وانسيابها بين دول المجلس ومشروع الربط المائى بين دول المجلس ووجه باستكمال الدراسات اللازمة للمشروعين.. واطلع المجلس الاعلى على تقرير حول ماوصل اليه تنفيذ مشروع البطاقة الذكية لدول المجلس لتكون بمثابة هوية وطنية لمواطنى دول المجلس ووجه باستكمال العمل فى المشروع ووضع الاليات المناسبة لتطبيقها بين دول المجلس.
قوانين اقتصادية جديدة
وبهدف تكامل وتوحيد الانظمة والسياسات الاقتصادية لدول المجلس أقر المجلس الاعلى عددا من القوانين الموحدة فى المجالين الزراعى والصناعى من بينها قانون التنظيم الصناعى الموحد لدول مجلس التعاون والذى من اهم اهدافه تشجيع وتنمية المشاريع الصناعية وزيادة مساهمة القطاع الصناعى فى الناتج الاجمالى وتوسيع قاعدة الترابط الاقتصادى فى دول المجلس.
وفيما يتعلق بعلاقات دول المجلس الاقتصادية مع الدول والمجموعات الدولية اخذ المجلس الاعلى علما بالتطورات التى تمت فى هذا الشأن خلال العام 2004م وما تم توقيعه من اتفاقيات اقامة مناطق تجارة حرة واتفاقيات اطارية للتعاون الاقتصادى بين دول المجلس وهذه الدول والمجموعات الدولية. وانطلاقا من اهمية معالجة الاثار الناتجة عن تزايد العمالة الوافدة فى الدول الاعضاء اطلع المجلس على مذكرة الامانة العامة فى هذا الشأن ووافق على التصورات والمقترحات المتعلقة بشأن معالجة اثار العمالة الوافدة على دول المجلس واعتبر هذا الموضوع من الموضوعات الحيوية والمتغيرة تبعا للمستجدات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية.
وادراكا من المجلس الاعلى لاهمية حماية البيئة ومواردها الطبيعية وافق المجلس الاعلى على المعايير والمقاييس البيئية الموحدة فى مجال الضوضاء وجودة الهواء والمياه العادمة باعتبارها تمثل الحد الادنى من التشريعات الواجب تبنيها عند اعداد او تطوير المعايير والمقاييس الوطنية فى دول المجلس.
وفى مجال حماية البيئة البحرية من التلوث اكد المجلس الاعلى ضرورة الاسراع فى استكمال انشاء مرافق استقبال مياه التوازن اللازمة وعلى انضمام الدول الاعضاء لاتفاقية ماربول (73/78).
وتفعيلا للعمل البيئى المشترك وجه المجلس الاعلى بالاسراع فى خطوات التنسيق والتنفيذ لدفع مسيرة العمل البيئى المشترك نحو تحقيق الاهداف المرجوة لحماية البيئة مؤكدا ان الحفاظ على البيئة ومواردها الطبيعية المتجددة والحياة الفطرية وانمائها اصبح ضرورة حتمية لتحقيق التنمية المستدامة التى تهدف الى تحسين مستوى حياة الانسان ورفاهيته فى دول مجلس التعاون.
ويدعو المجلس الاعلى الجهات المختصة الى الاسراع فى ترجمة الانظمة والقوانين والمقاييس والمعايير البيئية الى برامج عملية يتم تنفيذها وفقا للخطط التنموية مع التركيز على تدريب الكوادر البشرية الوطنية وتكثيف برامج التوعية من خلال وسائل الاعلام والمناهج التعليمية وتوثيق التعاون والتنسيق فيما بين الأجهزة المختصة في البيئة فى دول المجلس والمنظمات والهيئات الإقليمية والدولية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
كما اطلع المجلس الاعلى على تقرير المتابعة الخاص بقراره المعنى بالتطوير الشامل للتعليم وأكد على ان تكون الاولوية فى التنفيذ للقرارات الصادرة عن المجلس الاعلى ووجه اللجان المعنية بضرورة الاسراع فى تنفيذ الخطط والبرامج الواردة عن القرارات الصادرة بهذا الشأن ووضع الاليات المناسبة لتطبيقها.
ورغبة من أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس فى تعزيز التعاون القانونى اعتمد المجلس الاعلى وثيقة الكويت للنظام (القانون) الموحد لرعاية اموال القاصرين ومن فى حكمهم لدول المجلس كقانون استرشادى لمدة اربع سنوات.
كما وافق المجلس على تمديد العمل بوثيقة مسقط للنظام (القانون) الموحد للاحوال الشخصية لدول مجلس التعاون بصفة استرشادية لمدة اربع سنوات أخرى لاعطاء الدول الاعضاء مزيدا من الوقت للاستفادة منه. وعلى تمديد العمل بوثيقة الرياض للنظام (القانون) الموحد للاجراءات الجزائية لدول مجلس التعاون بصفة استرشادية الى ان تتم مراجعته واعتماده بصيغته النهائية. وفى مجال التعاون والتنسيق العسكرى اطلع المجلس الاعلى على نتائج الاجتماع الدورى الثالث لمجلس الدفاع المشترك وصادق عليها.
كما وافق المجلس الاعلى على استحداث نوط يمنح للمنتسبين لقوة درع الجزيرة من أبناء القوات المسلحة بدول المجلس وفقا للشروط والضوابط الاجرائية المحددة لذلك.
وعبر المجلس عن ارتياحه لسير التعاون العسكرى فى مجالاته المختلفة ولما تم من خطوات وانجازات فى هذا الشأن.
ولاهمية تعزيز التنسيق والتعاون فى المجال الامنى اطلع المجلس الاعلى على تقرير مفصل حول ما تتخذه الدول الاعضاء من اجراءات وتبادل للمعلومات وتنسيق مستمر بين الاجهزة الامنية تنفيذا للقرارات الصادرة فى هذا الشأن والتى كان اخرها قرارات اصحاب السمو والمعالى وزراء الداخلية فى اجتماعهم الثالث والعشرين الذى عقد خلال شهر أكتوبر 2004م فى دولة الكويت وعبر عن ارتياحه للجهود التى تبذل والانجازات التى تحققت فى مجال التعاون الامنى.
واستعرض المجلس الأعلى ما يشهده العالم من أعمال إرهابية خطيرة إقليميا ودوليا وفى هذا الإطار جدد المجلس الأعلى إدانته ونبذه للإرهاب بكافة أنواعه وأينما كان وأيا كانت مصادره او دوافعه ومبرراته مؤكدا فى الوقت ذاته على ثوابت مواقف دول المجلس الواضحة لمحاربة ظاهرة الإرهاب ومكافحتها وقطع مصادر تمويلها بكافة الوسائل المتاحة ومعالجة أسبابها ودوافعها محليا واقليميا ودوليا داعيا الى ضرورة التمييز بين الارهاب وبين الحق المشروع للشعوب في مقاومة الاحتلال ووفقا لقرارات الشرعية الدولية.
وفى هذا السياق أعرب المجلس الاعلى عن ادانته للعمل الارهابى الذى تعرضت له مؤخرا قنصلية الولايات المتحدة الامريكية فى محافظة جدة بالمملكة العربية السعودية والذى أسفر عن قتل عدد من الابرياء.. وعبر عن تعازيه ومواساته لاسر الضحايا وأشاد المجلس بقدرة قوات الامن فى المملكة العربية السعودية وتمكنها من التعامل مع الحادث الارهابى وانهائه بسرعة واقتدار.
وجدد المجلس الاعلى دعمه المطلق وتضامنه مع المملكة العربية السعودية فى جهودها وكافة الاجراءات التى تتخذها للحفاظ على الامن والاستقرار والقضاء على الفئة الضالة التى تتخذ من الاعمال الاجرامية الارهابية منهجا مرفوضا من كافة الشرائع الدينية والقيم والمبادىء الانسانية والاخلاقية مؤكدا ان الدين الاسلامى الحنيف يقوم على اساس العدل والرحمة والتسامح ويحرم ويجرم القيام بأي عمل يؤدى الى الاعتداء على الابرياء وايذائهم فالاسلام صان النفس البريئة وحرم قتلها وتهديدها وتعذيبها. وتأكيدا لدعم دول مجلس التعاون للجهود الاقليمية والدولية فى مجال مكافحة الارهاب رحب المجلس الاعلى باستضافة مملكة البحرين للمكتب الاقليمى لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا لمكافحة جرائم غسل الاموال ومنع تمويل الارهاب.
وفى مجال عمل الهيئة الاستشارية للمجلس الاعلى اطلع المجلس الاعلى على مرئيات الهيئة الاستشارية حول دور القطاع الخاص فى تعزيز التواصل بين ابناء دول مجلس التعاون ومعوقات التبادل التجارى بين دول مجلس التعاون وموضوع قضايا الشباب ووسائل رعايتهم وقرر اعتمادها واحالتها الى اللجان الوزارية المختصة لوضع الاليات اللازمة لتنفيذها ووافق المجلس على ان تستمر الهيئة الاستشارية فى دراسة موضوع تقييم مسيرة مجلس التعاون عبر الثلاث والعشرين سنة الماضية كما كلف المجلس الاعلى الهيئة الاستشارية بدراسة ظاهرة الارهاب خلال دورتها القادمة.
وفيما يتعلق بالتعاون الاعلامى استعرض المجلس الاعلى مسيرة التعاون الاعلامى بين دول المجلس ووجه بتبنى الاليات المقترحة من وزراء الإعلام لتنفيذ مرئيات الهيئة الاستشارية حول قضايا الاعلام التى أقرها المجلس الأعلى فى دورته الثانية والعشرين في مسقط.
قضية الجزر مع إيران
وفيما يتعلق باستمرار احتلال جمهورية ايران الاسلامية للجزر الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى التابعة لدولة الامارات العربية المتحدة اكد المجلس الاعلى على مواقفه الثابتة والمعروفة والتى اكدت عليها كافة البيانات السابقة بدعم حق سيادة دولة الامارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وابوموسى وعلى المياه الاقليمية والاقليم الجوى والجرف القارى والمنطقة الاقتصادية الخالصة للجزر الثلاث باعتبارها جزءا لايتجزأ من دولة الامارات العربية المتحدة.
كما عبر المجلس الاعلى عن الاسف لعدم احراز الاتصالات مع جمهورية ايران الاسلامية الى الان اية نتائج من شأنها الاسهام الفعال في حل القضية مما يسهم فى امن واستقرار المنطقة.
كما اكد المجلس الاعلى على الاستمرار بالنظر فى كافة الوسائل السلمية التى تؤدى الى اعادة حق دولة الامارات العربية المتحدة فى جزرها الثلاث وان تستجيب جمهورية ايران الاسلامية لمساعى دولة الامارات العربية المتحدة والمجتمع الدولى لحل القضية بالطرق السلمية او اللجوء الى محكمة العدل الدولية.
الوضع في العراق
وتدارس المجلس الاعلى استمرار عدم الاستقرار الامنى ومدى انعكاسات ذلك على الاوضاع الداخلية فى العراق الشقيق وعبر المجلس بشكل خاص عن قلقه لما يطال المدنيين العراقيين والبنية التحتية العراقية وما يترتب على ذلك من تفاقم معاناة الشعب العراقى الشقيق، وفى هذا الاطار جدد المجلس الاعلى التأكيد على ثوابت مواقفه التى عبرت عنها بياناته السابقة والمتمثلة فى تعاطفه وتضامنه الكامل مع الشعب العراقى الشقيق فى معاناته الراهنة ورفضه لكل ما قد يؤدى الى تجزئة العراق وضرورة الحفاظ على سيادة العراق واستقلاله ووحدة اراضيه وعدم التدخل فى شؤونه الداخلية ودعوة الاطراف الاخرى للاخذ بالنهج ذاته.
وعبر المجلس عن أمله في أن تعمل الادارة الامريكية بفاعلية مع الامم المتحدة والمجتمع الدولى فى كل ما من شأنه تمكين الشعب العراقى بكافة فئاته للاسهام فى العملية السياسية فى العراق المتمثلة فى اجراء الانتخابات والتى من شأنها أن تؤدى الى تمكين الشعب العراقى من تحديد مستقبله السياسى والاقتصادى وتوفير الامن والاستقرار وعودة العراق ليكون عضوا فاعلا وايجابيا فى محيطه الخليجى والعربى والدولى وفقا لقرار مجلس الامن 1546.
وفى اطار حرص قادة دول المجلس على تحقيق ما يتطلع اليه الشعب العراقى الشقيق أدان المجلس التفجيرات والاعمال الارهابية التى تستهدف المدنيين والمؤسسات الانسانية والدينية وخطف الابرياء والتنكيل بهم كما عبر المجلس عن تعازيه ومواساته لاسر وعائلات ضحايا هذه الجرائم وتضامنه مع دولها. كما أدان المجلس الاعلى عملية القتل الجماعى المتعمد للعراقيين والاسرى والمحتجزين الكويتيين وغيرهم من رعايا الدول الاخرى والتى ارتكبها النظام العراقى السابق وما تم اكتشافه من مقابر جماعية تمثل انتهاكا صارخا وجسيما لحقوق الانسان والمبادئ الاسلامية والاخلاقية والقيم العربية. وطالب المجلس مجددا الامم المتحدة بالتعاون مع الحكومة العراقية المؤقتة لبذل الجهود اللازمة لوضع حل نهائى لاعادة الممتلكات الكويتية والارشيف الوطنى لدولة الكويت التى استولى عليها النظام العراقى السابق خلال فترة احتلاله لدولة الكويت. واستعرض المجلس الاعلى تطورات الاحداث على الساحة الفلسطينية واستمرار الحكومة الاسرائيلية فى ممارساتها العدوانية ضد أبناء الشعب الفلسطينى الاعزل وتحدى الاعراف والمواثيق وقرارات الشرعية الدولية وتجاهل المبادرات العربية والدولية ووضع كافة العراقيل فى طريق محاولات احياء عملية السلام.
ونوه المجلس الاعلى بما أبدته القيادة الفلسطينية من حكمة وشعور بالمسئولية فى انتقال السلطة بكل يسر الامر الذى من شأنه دعم الامن الداخلي وتعزيز الشرعية الدولية ودور المؤسسات السياسية وتكريس وحدة الشعب الفلسطينى مع ضرورة وأهمية استغلال الظروف الملائمة والفرص المتاحة لخدمة قضيته العادلة بما يمكنه استعادة حقوقه المشروعة بما فيها اقامة دولته المستقلة على ترابه الوطنى وعاصمتها القدس الشريف.
وأعرب المجلس الاعلى عن تمنياته للقيادة الفلسطينية بالتوفيق فى استمرار التكاتف والتعاون فى مواجهة التحديات المقبلة.
كما أعرب المجلس الاعلى عن أمله في أن يولى فخامة الرئيس جورج بوش خلال فترة ولايته الثانية قضية الشرق الاوسط أولوية قصوى فى السياسة الخارجية للولايات المتحدة الامريكية وبما يؤدى الى الوفاء بالالتزامات والوعود باقامة دولة فلسطينية قابلة للبقاء تعيش فى أمن وسلام الى جانب دولة اسرائيل.
الأرض مقابل السلام
كما أعرب المجلس عن تطلعاته الى مواصلة اللجنة الرباعية الدولية جهودها نحو تحريك عملية السلام فى الشرق الاوسط وفق الاسس والمتطلبات التى تضمنتها خارطة الطريق والمبادرة العربية اضافة الى مواصلة جهودها الرامية الى تهيئة الاجواء الملائمة لتسهيل سير العملية السياسية الفلسطينية.
وطالب المجلس الاعلى اسرائيل بالانسحاب الكامل من كافة الاراضى العربية المحتلة فى فلسطين ومن مرتفعات الجولان السورى المحتل الى خط الرابع من حزيران / يونيو / 1967 م ومن مزارع شبعا فى جنوب لبنان. وأكد المجلس الاعلى حرصه على دعم دول المجلس للاستقرار السياسى والاقتصادى والامنى فى لبنان الشقيق وادانة الاعتداءات الاسرائيلية على سيادته واستقلاله. كما طالب المجتمع الدولى بالعمل على جعل منطقة الشرق الاوسط خالية من كافة أسلحة الدمار الشامل بما فيها منطقة الخليج والضغط على اسرائيل للانضمام الى معاهدة عدم انتشار الاسلحة النووية واخضاع كافة منشآتها النووية لنظام التفتيش الدولى التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية واعتبار ذلك شرطا أساسيا لاية ترتيبات أمنية مستقبلا. وعبر المجلس الاعلى عن تقديره للجهود الكبيرة التى يبذلها الامين العام واسهامه الفعال فى تعزيز مسيرة المجلس وقرر تجديد تعيين معالى عبدالرحمن بن حمد العطية أمينا عاما لمجلس التعاون لدول الخليج العربية لمدة ثلاث سنوات أخرى تبدأ من الاول من أبريل 2005 م متمنيا لمعاليه التوفيق والنجاح فى مهامه خلال الفترة القادمة.
وفى اطار حرص دول المجلس وجهودها المتواصلة لتحقيق استكمال العملية الجارية السياسية والاقتصادية والاجتماعية فى دولها أكد المجلس على موقف ورؤية دول المجلس والموقف العربى الذى عبر عنه اعلان القمة العربية التى عقدت مؤخرا فى تونس والمتمثلة فى التأكيد على ضرورة أن يكون التطوير والتحديث نابعا من دول المنطقة وأن تراعى خصوصيات وظروف هذه الدول من النواحى السياسية والاقتصادية والثقافية والدينية وأن التدرج فى جنى ثمار هذا التطوير والتحديث من شأنه تحسين فرص الاستقرار والامن والرخاء فى المنطقة.
وعبر المجلس الاعلى عن بالغ تقديره وامتنانه للجهود الصادقة والمخلصة التى بذلها حضرة صاحب السمو الشيخ جابر الاحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت وحكومته الرشيدة أثناء ترؤس سموه للدورة الرابعة والعشرين للمجلس الاعلى وما تحقق من انجازات هامة دفعت بمسيرة التعاون المشترك لمجلس التعاون الى مجالات وافاق ارحب والى مزيد من التقدم والرخاء لشعوب المنطقة.
كما عبر المجلس الاعلى عن بالغ تقديره وامتنانه لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة ملك مملكة البحرين رئيس الدورة الحالية للمجلس الاعلى ولحكومته وشعبه الكريم للحفاوة وكرم الضيافة ومشاعر الاخوة الصادقة التى قوبل بها اخوانه قادة دول مجلس التعاون كما نوه القادة بما اولاه صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى الى خليفة ملك مملكة البحرين رئيس الدورة الحالية للمجلس الاعلى لهذا الاجتماع من اهتمام ورعاية كريمة وادارة حكيمة مما كان له اكبر الاثر فى التوصل الى نتائج وقرارات هامة معبرين عن ثقتهم بأن مملكة البحرين اثناء ترؤسها لهذه الدورة بقيادة جلالته ستسهم فى تعزيز مسيرة المجلس الخيرة والمضى بها نحو افاق ارحب فى ظل الظروف المحلية والاقليمية والدولية الراهنة وبما يحقق طموحات وتطلعات شعوب دول مجلس التعاون.
ويتطلع المجلس الاعلى الى اللقاء فى دورته السادسة والعشرين ان شاء الله فى دولة الامارات العربية المتحدة خلال شهر ذى القعدة من عام 1426ه الموافق ديسمبر 2005م وذلك تلبية لدعوة كريمة من حضرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد ال نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة..
وبعد انتهاء الامين العام للمجلس من تلاوة البيان الختامى.. أعلن جلالة الملك حمد بن عيسى ال خليفة ملك مملكة البحرين الشقيقة انتهاء أعمال الدورة الخامسة والعشرين للمجلس الاعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية مؤكدا أن قادة دول المجلس سيتولون متابعة تنفيذ القرارات والتوصيات التى توصلوا اليها تحقيقا لمصالح الدول الاعضاء وشعوبها وصولا الى تكاملها ووحدتها ان شاء الله سائلا الله ان يوفق الجميع للعمل معا فى ظل مايجمع دولنا جميعا من مصالح مشتركة ووحدة هدف ومصير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.