ان قصة شركة اتحاد اتصالات وتأسيسها ودخولها الى السوق السعودي اشبه بقصة تحولت الى فيلم سينمائي، الفيلم عادة يبدأ من قصة الفها مؤلف، وحتى تتحول هذه القصة الى فيلم تمر بعدة مراحل، فيأتي من يعمل الحوار (السيناريو) ويأتي من يعمل الديكور والتصوير ومرحلة اختيار ابطال الفيلم كل حسب دوره وشهرته وتأتي المرحلة الأخيرة وهي مرحلة الاخراج، وبدون الدخول في هذه التفاصيل لكن لا احد يختلف معي على ان المخرج هنا هو هيئة سوق المال، وحيث ان القصص كثيرة وممتعة حول تأسيس الشركة وتوزيع حصصها وادارة اكتتابها وتوزيع اسهمها وتخصيصها وتأخير طرحها على شاشات التداول، كل هذه الاسباب جعلت شركة اتحاد اتصالات تحت المجهر وان موعد عرضها في دور العرض (شاشات التداول) سيحدد مصداقية وكفاءة المخرج وبعد كل السلبيات التي احاطت كل مراحلها فكان من الواجب ان يكون موعد عرضها ناجحا بكل المقاييس، ولكن يوم الاثنين 20/12/2004م سجل فشلا ذريعا يضاف الى ما سجلته من فشل في المراحل السابقة. وهذا الفشل محسوب على المخرج هيئة سوق المال رغم قوة قصة الفيلم واثبتت هيئة سوق المال رغم الاسماء الرنانة التي تديرها وحرفيتها المصرفية ورغم دورات تشيس مانهاتن بنك نيويورك، الا انها تفتقد الى الواقعية والديناميكية ولاتتحرك بسرعة السوق، وان شركة اتحاد اتصالات وموضوع طرحها على الشاشات لم تأخذ من وقت هيئة سوق المال ما يكفي ظروف طرحها وتداولها على الشاشات حتى يتم اخراجها جيدا لتغطية كل السلبيات السابقة، وانا ليس عندي سبب لذلك الا عدم مواكبة السوق والقصور في ذلك، واني اكيدانه لم يتم الاجتماع في هيئة السوق لوضع خريطة لدراسة يوم افتتاح اتحاد اتصالات على الشاشات وان موظفي هيئة سوق المال المحترفين لم يدرسوا احتمالات التداول ولا معالجة السلبيات بصورة آنية اثناء فترة التداول الصباحية يوم 20/12، وان كان اجتماع الهيئة قد حصل فعلا فالمصيبة اعظم وهو دليل اخر على عدم المرونة والتوقع لهيئة سوق المال مع احداث السوق السريعة، وسأثبت لكم فشل تداول الفترة الصباحية ليوم 20/12 الاثنين بالوقت وبالدقيقة والثانية وللعلم فان كمية الاسهم المنفذة لفترة التداول الصباحية المنتهية في الساعة 00ر12 ظهرا بالتمام هو 32295 سهما صباح يوم الاثنين كانت الطلبات مرصوصة وحسب افضلية الادخال بالوقت وكان اجمالي الكمية المطلوبة عند افتتاح السوق 6ر5 مليون سهم بسعر الافتتاح 300 ريال ولايوجد عرض وكانت الطلبات المرصوصة بحدود 500 و600 سهم للفرد الواحد الى ان جاء طلب يسمى بحائط الصد وقدره (50) الف سهم بسعر 300 ريال الى فرد واحد مستثمر وكان الوقت حوالي الساعة 35ر10 وكانت الاسهم المنفذة حوالي 19 الف سهم وعند اقفال السوق باجمالي كمية اسهم منفذة 32295 سهما فيكون هذا المستثمر صاحب حائط الصد قد اشترى حوالي 13 الف سهم وان السوق ولمدة ساعة ونصف الساعة يشتغل لحسابه وحده، فعليكم اخواني القراء تصور هذه المصيبة يعني كل شاشات البنوك على مستوى المملكة كلها وبدون تحديد محصورة في (خانة اليك) كما يقول لاعبو الطاولة تنفذ لهذا المستثمر ولنا ان نتصور جمهور المستثمرين العارضين الحاملين لعدد من الاسهم تتراوح من 5 اسهم ولغاية 30 سهما يبيعون وبالدور المحدد لهم حسب توقيت نظام تداول وبسعر 300 ريال سعر نظام تداول الم تفكر هيئة سوق المال بهذه الخصوصية لهذا السهم حيث لايملك المستثمر فيه كما يملك في سابك او النقل البحري حيث يستطيع اي مستثمر كبير ان يطرح مليونا او مليوني سهم في أمر بيع واحد. اذن لماذا لم تترك هيئة سوق المال سهم شركة اتحاد اتصالات يحدد قيمته بصورة مفتوحة وبدون نسب حسب القاعدة المعروفة العرض والطلب، خصوصا اننا قد مررنا بتجربة شركة صحراء للبتروكيماويات وهي شركة صغيرة مقارنة باتحاد اتصالات حيث تم افتتاحها بسعر 150 ريالا ووصلت الى 5ر219 ريال بنسب تصاعدية قصوى 10% لمدة خمسة ايام على اساس المتوالية العددية. ان الضرر الوحيد في قاعدة العرض والطلب والنسبة المفتوحة سيقع على المستثمرين المشترين فقط وفي خاصية option سعر السوق markat valre او market RATE ولا اعرف اذا كانت هيئة سوق المال تدرك هذا الضرر اوالخطورة ام لاتدركها؟؟ الخطورة تتلخص في ان من يطلب (المستثمر المشتري) بسعر السوق وقد يقابله بائع محترف يكون قد عرض السهم بسعر 1000 ريال (الف ريال) فان نظام تداول يتمم الصفقة وينفذها وهذا ضرر مؤكد على المشتري لان سعر 1000 ريال هو سعر غير عادل لسهم اتحاد اتصالات، اذن المطلوب من هيئة سوق المال ان تلغي هذه الخاصية لتداول اليوم الاول 20/12 اما بصورة آلية او بالتعميم على المتعاملين في شاشات البنوك بألا يقبلوا اوامر شراء مشروطة بسعر السوق، وهنا يتركون السهم محكوما بقاعدة العرض والطلب خصوصا ان البائعين والمشترين هم كاملو الأهلية الشرعية. وبهذه الطريقة فان المستفيد الوحيد هو المستثمر الصغير ذو الحصص الصغيرة. هل تعلم هيئة سوق المال ان وضع السهم في سعر 300 ريال هو وضعه في مصيدة وبالتالي وضع صغار المستثمرين في مصيدة اخرى، لماذا؟ لان كبار المستثمرين الذين اشتروا بسعر 300 ريال وهو سعر اليوم سوف يستخدمون اسهمهم هذه ضد اسهم المستثمرين الصغيرة وسوف يبدأون بعد فترة قصيرة بضغط السهم وهنا تبدأ العروض ويفقد المستثمر الصغير حقوقه في المناورة والبيع بأعلى سعر مطلوب. ان سهم شركة اتحاد اتصالات اثبت فشل مخرج الفيلم هيئة سوق المال واثبت انها هيئة غير محترفة لاتواكب حجم السوق السعودي وحجم عشرة مليارات ريال يوميا و250 مليارا شهريا وثبت انها هيئة ضد صغار المستثمرين ولاتتجاوب مع رغباتهم، تحتاج الى هيئة سوق مال مستوردة بمواصفات يابانية او صينية، تقدم اوراق استقالتها مع فشل مشاريعها، ان هيئة سوق المال تغض النظر عن زيادات رأس مال لبنوك عملاقة يتذبذب سعر سهمها 100 ريال و200 ريال في اسبوع دون متابعة المستفيدين من المعلومات السرية الداخلية تحت زيادة رؤوس اموال بنوك سابقة دون اثارة وسيأتي الان دور سامبا وسابك والاتصالات السعودية والنقل البحري والسوق المحلي ملئ بالاشاعات والجدول المبين يوضح تحليل الوقت غير المسحوب في قياس هيئة سوق المال كما يلي: من 10 صباحا الى 11 صباحا، وفي نهاية التداول اي بتداول مقدار ساعتين تم تداول ما مقداره 32295 سهما أي ما معدله 269 سهما في الدقيقة (لاحظوا هبوط المعدل في دقيقة واحدة من 358 سهما الى 269 سهما) وما معدله 48ر4 سهم في ثانية واحدة (لاحظوا الهبوط من 6 أسهم الى 4ر4) وهنا يظهر بوضوح تأثير التعب على المتعاملين على مستوى المملكة بسبب الادخال، فعلينا ان نتخيل كم من الوقت سوف يستغرق تنفيذ 22ر6 مليون سهم مطلوبة، علما بان سعر الافتتاح غدا ان شاء الله هو 330 ريالا مالم يحدث تغيير بعد طبع هذا المقال الذي تم اعداده قبل افتتاح الدورة المسائية للسوق، رسالة موجهة الىهيئة السوق، اطلقوا سراح هذا السهم والغوا خاصية سعر السوق، عملا بمبدأ الاقتصاد الشهير (دعه يعمل دعه يمر) كان الله في عون هيئة سوق المال المتواضعة الاداء وكان الله في عوننا على هيئة سوق المال، والله الموافق.