ادى تأخر اقرار انشاء اول جمعية خيرية لمكافحة امراض الدم الوراثية بالمملكة الى حالة من الاحباط لدى النشطاء والمهتمين بمكافحة امراض الدم الوراثية بالرغم من موافقة وزارة الشؤون الاجتماعية في 1425/2/16ه في وقت ترتفع فيه معدلات الاصابة بأمراض الدم بصورة لافتة في مختلف المناطق وبخاصة محافظة الاحساء وبالتالي تزداد معاناة المرضى. ولمعرفة اسباب تاخر انشاء اول جمعية خيرية لمكافحة امراض الدم الوراثية، والجهود التي بذلت والدور المنتظر التقينا ب (احمد الحداد) احد المهتمين والقائمين على انشاء اول جمعية خيرية لمكافحة امراض الدم الوراثية بالمملكة عبر الحوار التالي: @ في رأيك ما اسباب تأخر انشاء الجمعية؟ لا شك في ان المهم في انشاء الجمعية هو مساعدة وتوعية مرضى الدم الوراثية الذين ينتشرون في الاحياء والمنطقة الشرقية وتشتد الحاجة الضرورية في هذه الاثناء لانشاء الجمعية التي ستصبح مرادفة للمراكز الحكومية وبالتالي القيام بالدورة والمساهمة في تحقيق معاناة بانشاء جمعية خيرية لمكافحة امراض الدم الوراثية وحصلت على الموافقة في 1425/2/16ه. اما تاخير الانشاء فيعود الى دخول اطراف اخرى من اجل انشاء الجمعية ولاشك ان هذا الامر يمثل هدفا نبيلا نعمل معا لتحقيقه. وقد علمت ان الدكتور سعدون السعدون له دور كبير في تسريع نشأة الجمعية ويبدو ان المسألة في حاجة لمزيد من التنسيق. @ اين موقعك في مكافحة الدم الوراثي؟ لا احب ان اكشف عما قدمته من اجل مكافحة هذا المرض الذي فتك بزوجتي رحمها الله وهذا نابع من داخلي كمواطن يحب بلده ولهذا عملت على التخطيط من اجل مكافحة هذا المرض الخطير. وقد انشئ مشروع مكافحة الدم الوراثي وقدمت الافكار والدراسات لتنشيط مركز تكسر الدم الوراثي بمستشفى الملك فهد مبتدئا بالاجتماع مع مدير الشؤون الصحية الدكتور عبدالله النافع في شهر صفر عام 1420ه ومنها تقدمت بطلب لصاحب السمو الامير بدر بن محمد بن جلوي آل سعود لتكوين لجنة التوعية الأهلية لمكافحة امراض الدم الوراثي المنجلي والترشسيميا وبالفعل تمت موافقة سموه وتم تكوين لجنة شملت جميع الدوائر الحكومية بحضور الدكتور يوسف الجندان وعبدالكريم بوخمسين وغيرهما ومنذ ان بدأنا في عمل المحاضرات للجميع بهدف توعية الجمهور بخطورة المرض بعدها التقينا في خطوة مهمة بصاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز بمكتبه في الرياض واستمع للمعاناة التي يعيشها المرضى وكانت في معيتي ابنتي دعاء التي القت قصيدة ابكت سمو الامير طلال بعد سماعها متأثرا لينبثق من هنا قرار الفحص قبل الزواج على مستوى المملكة بعد ان تم رفعها الى مجلس الوزراء في عام 2002م. وقد تبرع سموه ب 200 الف ريال وتم شراء جهاز دسفي رول لمرضى الدم الثلاسيميا لازالة الحديد لتتوالي بعدها الاجتماعات بسموه على مستوى المملكة لعدد من الجهات المتخصصة منها وزارة الداخلية ووزارة الصحة ومراكز البحوث وغيرها. وقد بدأ العمل الجاد لمشروع الفحص قبل الزواج. @ كيف وجدت نسبة المصابين بالمرض في الأحساء؟ لاشك في ان التجربة التي مررت بها كانت قد اعطتني الكثير للكشف عن هذا المرض فقد قرأت كثير عنه وبعد اطلاعي على دراسة اجريت في عام 1990م ان نسبة الاصابة بمرض الدم الوراثي في الاحساء بلغت 20 بالمائة والمصابون 3 في المائة والحاملون 16 في المائة ومما لاشك فيه ان هذه النسبة ارتفعت ومنها عملت على البحث المستمر ووجدت ان 10 الاف طفل في الاحساء حديثي الولادة نسبة الاصابة بالمرض مرتفعة عندهم. وقد غاب الوعي بهذا المرض الفتاك. @ كيف تعاملت مع هذا الوضع الخطير؟ * عملت على التفكير في انشاء الجمعية الخيرية لمكافحة امراض الدم الوراثية على اعتبار ان الزامية الفحص ستجلب الكثير من المشاكل الجديدة ولابد من التحرك من اجل التوعية وانشاء الجمعية الخيرية لمكافحة امراض الدم الوراثي الذي من المفترض ان يكون دورها نشر الوعي عند الجميع لرفع شعار (لا يوجد طفل مصاب بمرض وراثي باذن الله تعالى) ناهيك عن جود الاطباء والمتخصصين للزوجين لتوعيتهما. @ هل تعتقد ان تأخر انشاء الجمعية سيتسبب في ازدياد عدد المصابين؟ المجتمع بحاجة الى توعية حتى يدرك حجم المشكلة وتأخيرها ليس له معنى ومن هنا فالتأخير الذي طال انتظاره للقيام بدوره في خدمة امراض الدم الوراثي من خلال اعداد الدراسات والبحوث في هذا المجال. فالمصابون يزدادون يوما بعد يوم وتشتد المعاناة ولهذا فالحاجة اصبحت ملحة اكثر من اي وقت مضى لكي تقوم الجمعية بدورها والمساهمة في تخفيف معاناة المصابين بالمرض. @ كيف وجدت تعاون الجميع معك؟ * لاشك في ان اليد الواحدة لا تصفق ولهذا كان لوجود عدد من الاخوة امثال المهندس عبدالله الشايب وعبدالكريم بوخمسين في مخاطبة الوزارات والذهاب الى الرياض والمتابعة وكذلك بعض المؤسسين من ابناء الأحساء لانشاء الجمعية دور في ذلك ولاننسى عندما التقيت بالأخت هدى المنصور وطلبت منها الاطلاع على بعض التحاليل وطرحت عليها فكرة الفحص الطبي وكذلك البحث معا في مشروع مكافحة امراض الدم الوراثيه وبدأت العمل في تنفيذه وكان معنا ايضا الدكتور خليفة الملحم ولا انسى الدور الكبير الذي قام به صاحب السمو الامير بدر بن محمد بن جلوي امير الاحساء في دعم المشروع والدكتور عبدالله النافع ومجموعة من الاخوة الزملاء الذين اكن لهم كل تقدير واحترام. @ كيف تنظر لتقديم الدكتور سعدون السعدون طلبا مماثلا لتأسيس جمعية خيرية لمكافحة الدم الوراثي؟ ابدا فالهدف واحد والمهم هو ان نقوم بهذا العمل الانساني الوطني لان الهدف سام لخدمة وحماية الطفولة البريئة من عذاب المستقبل ومشوار المعاناة والوقاية خير من العلاج.