لسائقي سيارات النقل الكبيرة من الوافدين قدرة عالية على السرقة في وضح الطريق، وفي ذلك قصص كثيرة شبيهة بالأفلام، آخرها القصة التي نشرتها الزميلة (الوطن) يوم الاثنين17 شوال 1425ه الموافق 29 نوفمبر 2004م العدد (1522)، لزعيم عصابة لصوص سرقة سيارات النقل الذي بلغ دخله 100 ألف ريال يوميا. ليس هناك خطأ مطبعي إنها بالفعل مائة ألف ريال تصل بهذا الوافد لدخل سنوي يبلغ ستة وثلاثين مليونا وخمسمائة ألف ريال، وثلاثة ملايين ريال كدخل شهري. تكونت ثروته الفاحشة هذه بعد أن درجت عصابته المكونة من17 سائقاً وعدداً من العمالة المتخلفة، على سرقة من 1000 إلى 1500 لتر من كل حمولة من وقود الطائرات والديزل المُرسل من شركة أرامكو بالظهران إلى قاعدة الأمير سلطان الجوية بالخرج، وتخزين المسروق بدفنه تحت أرض محطة مهجورة قرب الخرج مستأجرة بمبلغ 1200ريال سنويا، تمهيدا لبيعها على محطات بنزين تخلطها مع وقود السيارات. ولم تكن لتُكتشف سرقاتهم لدى أرامكو أو القاعدة الجوية، وقد استعدوا بمعدات تشميع مزورة مستوردة من الخارج، لكن مواطنا عابرا ذا فطنة عالية وحس أخلاقي أعلى جعله يتبع سياراتهم حتى كشفهم. مهما شُددت الإجراءات الأمنية لحماية النقليات سيجد السائقون فرصة للنهب، كما حدث ويحدث مع إحدى شركات النقل حين أعياها أمر تلك السرقات فعمدت إلى وضع أقفال إلكترونية مستحيلة الفتح، فلجأ السائقون إلى نزع مسامير أبواب الشاحنة بطريقة فنية وإعادتها بعد سرقة المقسوم. وكان تلحيم مسامير الباب حلا ارتأته تلك الشركات، إلا أن حيل السائقين في السرقة لم تتوقف مع التلحيم، فكان الأمر سجالا لا تتسع المساحة هنا لسرده. كوننا من الشعوب القليلة في العالم التي مازالت العمالة الوافدة تسيطر على مقود سيارات شحنها على الطرق السريعة، نحتاج في نهاية القصة الى أن نفتح الباب على حال هؤلاء السائقين الوافدين مقابل حال شبابنا العاطل المتهافت على استخراج بطاقة طلب عمل. قد تكون هذه القصة بادرة لدفع الشباب السعودي للانخراط في هذه المهنة بوضع هيئة أو جمعية خاصة بهم على غرار ما يحدث عالميا أو في الجوار حيث أعلنت البحرين التي لا حدود برية لها سوى جسر للسعودية عن نواة لتشكيل اتحاد النقليات. فئة سائقي سيارات الشحن على الطرق السريعة، من الفئات الأكثر شهرة في الأفلام الأميركية حيث دورها في السفر على الطرق السريعة كان مؤثرا على أحداث تلك الأفلام، التي ظهر من خلالها جزء من طبيعة عملهم.. حيث يرتبط السائقون على اختلاف شركاتهم بموجة بث لا سلكي تبقيهم يقظين من النوم ومن رادارات لاقط السرعة على الطرق السريعة. زاد من شهرتهم تصريح الأميرة آن ابنة ملكة بريطانيا، بأنها لو لم تكن أميرة لتمنت أن تكون سائقة سيارة نقل كبيرة تطوف البلاد. فهل تنتهي بطالة شبابنا وسرقة شاحناتنا معا؟ الله أعلم.