للعادات سطوة كبيرة على نفس الانسان قد ينشأ بها او قد يكتسبها من مجتمعه المحيط ولا يمكن ان نتصور جماعة بدون ان تلفها عاداتها التي تراكمت عبر السنين فهناك العديد من الشعوب التي تتحكم بها عاداتها لدرجة مزعجة فشعب كشعب الصين ذي الحضارة القديمة الذي استطاع بسواعد ابنائه ان يبني السد العظيم هو نفسه الشعب الذي تتلاعب به عاداته وتتحكم بمصير شعبه. اطياف من الناس استطلعنا آراءهم في المساحة التالية حول هذا الأمر. احمد الغامدي يعقب على الموضوع قائلا: اعتقد ان عاداتنا تتحكم كثيرا في علاقاتنا فنجد الكثيرين يقولون عاداتنا لا تسمح فسطوة العادات قوية على المجتمع بالنسبة لي فأنا اسير للعادات وعادتي هي انني لا استطيع التحرك من امام الكمبيوتر لساعات طويلة تاركا مصالحي والجلوس مع عائلتي, حتى ان كثيرا من اقاربي يمكث مدة طويلة في المستشفى ولا ازوره والسبب العادة السيئة. وتقول آمال. ع وهي موظفة بالبنك ان عادتها المجاملة مما يجعل الكثير يظن انها ساذجة وقد حاولت تغيير هذه العادة دون فائدة وتعترف انها اسيرة لهذه العادة الجميلة. الشيخ ابو فهد يقول من عادتي الكرم الزائد فلا يستقر بي الحال الا اذا صرفت آخر ريال في جيبي مما يسبب لي الكثير من الضائقات المالية والمشاكل الاسرية. بندر العبيد موظف باحدى الدوائر الحكومية يقول بالفعل نحن عبيد لعاداتنا فمثلا من جماعتنا هناك دورية متعودون عليها كل اربعاء تجتمع سبع عوائل بأطفالها من صلاة العصر الى ساعات متأخرة من الليل واذا اعتذرت فالله يعينك على صفة البخل والغرور التي سينعتونك بها فلا مفر من مجاراة هذه العادة السيئة التي تضيع المال والوقت. وتتناول ام احمد زاوية اخرى قائلة: من عاداتنا اننا لا نزوج البنت الا ابن عمها مهما كان فاشلا ولا يستحقها وان تمردت ورفضت فهي حتما لن تخرج عن نطاق قبيلتها ولا اعرف متى سننتهي من هذه العادة التي اسرتنا وادمت قلوبنا. اما موضي. س: فلها وجهة نظر في هذا الموضوع فهي تقول ان جلساتنا نحن السيدات لا تخلو ابدا من تقطيع لحم الغافلين, فإن نصحتهن غضبن واذا لم تشاركيهن قلن (ثقيلة دم) واذا قفلت باب دارك عليك فأنت حتما ستشعرين بالعزلة, لذلك اتمنى ان تتوقف النساء عن هذه العادة التي أسرتنا. ويرى علي الخالدي ان مجتمعنا السعودي متعود ومعروف بطيبته الزائدة وكرمه لذلك يحاول كل فرد ان يثبت ذلك, مما يجعلنا نعاني من استغلال البعض وبالنسبة لي فمن عادتي قراءة الصحف كلمة كلمة مما جعلني اشعر الآن بضعف نظر فظيع. الخاله: ام محمد تقول: ثلاثون سنة مع ابو محمد على عادة الكرم و(سموا حياكم الله) فكل يوم اطبخي استقبلي ومازالت هذه العادة فهناك احد اقاربنا يأتي في نهاية كل شهر لزيارة الطبيب وفي كل مرة يأتي لابد من ذبيحة او يغضب كما يقول لأن قدره ان نذبح له كل شهر , فهذه العادة اعتقد انها اضرتنا في مجتمعنا السعودي. الاستاذة ام ريان ابت الا ان تشارك معنا لأنها رأت انه موضوع جيد للطرح فتقول من عادة اهل الزوج ان يطلبوا الكثير من زوجة الابن فهذه العادة استعبدت الكثير من الزوجات خاصة في بداية حياتهن وتضغط على نفسيتهن وتهدد حياتهن الزوجية. مجتمعنا السعودي لديه الكثير من العادات الجميلة الرائعة فنحن مجتمع اسلامي ربت مفاهميه كل اعرافنا وتقاليدنا. من خلال هذا التحقيق تلمسنا العديد من العادات التي بمرور الزمن اصبحت ثقيلة سمجة لا تتمشى مع روح العصر وايقاعه السريع وما علينا هو ان نحاول تغيير بعض هذه العادات وذلك فقط بالوعي والثقافة التي هي السلام الوحيد لقتل عادات قديمة تشبثت في بقايا اسمال ملابسنا, ومحاولة انعاش وتشجيع العادات التي تدفع المجتمع ليكون مثاليا كالترابط الاسري وعيادة المريض والسؤال عن الجار والرحمة والحث على العمل الجاد المفيد والعطف على الصغير وتقديم فروض الطاعة والاحترام للكبير والسؤال عن الجار والتودد له, ومساعدة المحتاج بدلا من هدر اموالنا على الاريحية الزائدة التي نهى عنها ديننا ويشجعها المجتمع. وما يحز في نفسك انك تسمع الكثيرين يقولون نفعل ذلك مجارة للعادات والتقاليد التي لا يتجرأون على مخالفتها وما اجمل المجتمع الذي يقول افعل ما يأمر به ديننا فهو الذي وضع برنامجا دقيقا لكل شؤون الحياة الأسرية والاقتصادية والسياسية ولم يغفل حتى ادق جوانب حياتنا وتعاملاتنا. الاكل في المطاعم اسراف وتبذير