أكتب هذا المقال في هذه المساحة قبل ساعات على انطلاقة ديربي العاصمة والقمة العاصفة التي ستدور رحاها بين النصر والهلال هذه الليلة، والتي قد يكُتب خلالها النصر للنصر ويتوج باللقب دون خسارة، وربما يكتب عكس ذلك ويتلقى أول خسارة منذ ثلاثين مباراة ونيف، ويؤجل جاره تتويجه باللقب للجولات المقبلة التي قد تشهد بعض التقلبات وربما بعض المفاجآت. ففوز النصر إن حدث فإنه لن يكون مستغربا بل منطقيا وفقا للغة الأرقام التي وضعته في الريادة بكل جدارة، وفرضية الواقع التي لا تقبل التشكيك وتؤكد أن اللقب لا يستحقه سوى فارس نجد، عطفا على ما قدمه في هذا الموسم الاستثنائي من مستويات ونتائج أبهرت الجميع. أما إذا فاز الهلال فإنه سيكون بذلك قد حقق ما عجز عنه الآخرون، وجنى مكتسبات عدة، منها الثأر من جاره الذي هزمه في ذهاب الدوري قبل أن يجرده من لقبه في مسابقة كأس ولي العهد، وكذلك العودة من الباب الواسع لصلب المنافسة على اللقب بعد أن قلص الفارق إلى ست نقاط، إضافة إلى إلحاق منافسة أول خسارة هذا الموسم. وبالعودة للنصر «العريس» المنتظر فإنه بالتأكيد لن يفرط في نتيجة مباراة الموسم، بل مباراة العمر لاسيما أنه يلعب بفرصتي الفوز أو التعادل لحسم البطولة والتتويج باللقب للمرة السابعة في تاريخه، وبعد غياب دام تسعة عشر عاما وقبل نهاية البطولة بثلاث جولات. ويأمل العالمي بدعم جماهيره التي أضحت مضربا للمثل في حضورها وتفاعلها وإبداعها أن ينسج خيوط شمسه الذهبية هذا المساء في ملعب الدرة، وينثر شلال الفرح في أرجاء الوطن العربي من محيطه إلى خليجه، ويحول ليل الرياض إلى نهار، خصوصا في ظل تكامل صفوفه ورغبة نجومه في حسم البطولة رسميا قبل التفكير في مواصلة تحطيم الأرقام القياسية وإنهاء البطولة دون خسارة. وبلا شك أن إدارة النادي والجهاز الفني واللاعبين كل منهم يعي دوره المناط به جيدا، ويدرك أهمية المباراة وخطورة الموقف وأبعاد الخسارة فيما لو حلت بالفريق في الجولات المتبقية التي سيواجه خلالها فرقا صعبة، وسيدخلها تحت ضغط رهيب قد ينعكس سلبا على نتائجه، وبالتالي فإن التركيز سيكون عميقا والمجهود سيكون مضاعفا كيلا تتحول الأحلام بين ليلة وضحاها إلى كوابيس بعد أن أضحت واقعا ملموسا. أخيرا.. إن فاز النصر وتوج باللقب فهو حق مكتسب له، وإن تأجل تتويجه فعلى جميع مكوناته الثبات واعتبار المباراة في طي النسيان، والتفكير في بقية المواجهات التي يحتاج خلالها إلى ست نقاط، وربما سبع ليتوج باللقب دون النظر لنتائج منافسه الهلال، ولكن يبقى السؤال المطروح الذي مازال يدور في خلد كل مهتم بالشأن الرياضي: هل سيحسمها نصر كارينيو أم يؤجلها هلال سامي ؟ هذا السؤال بالتأكيد سيتم التعرف على إجابته بشكل قطعي في العاشرة والربع.