هو عبد الله بن الزبير بن العوام ويقال له: أبو خبيب القرشي الاسدي أول مولود ولد بعد الهجرة في المدينة من المهاجرين. وأبوه هو الزبير بن العوام حواريُّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وابن عمته أما أمه فأسماء بن أبي بكر والتي تلقب بذات النطاقين وخالته هي عائشة أم المؤمنين زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - وكانت تحبه حبا شديدا, بل كانت تكنى باسمه (أم عبد الله) وقد هاجرت والدته إلى المدينة وهي حامل به فولدته بقباء فور وصولها ثم حملته وأتت به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فحكنة وسماه عبد الله ودعا له, ثم أخذه جده الصديق رضي الله عنه فأذن في أذنه وفرح المسلمون بولادته فرحا شديدا واخذوا يطوفون به شوارع المدينة لاغاظة اليهود الذين زعموا انهم قد سحروا المهاجرين فأصابهم العقم ولن يولد لهم في المدينة. وقد كان رضي الله عنه اسمر, نحيفا, يرى بين عينيه, اثر السجود, خفيف اللحية , وكان كثير العبادة, شهما فصيحا صواما قواما, شديد البأس ذا أنفة ونفس شريفة وهمة عالية. وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يحبه حبا شديدا. ويروى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - احتجم يوما ثم جمع دم الحجامة واعطاه لابن الزبير وقال له: يا عبد الله اذهب بهذا الدم فاهرقه حيث لا يراك أحد فأخذه وانطلق به ليهرقه في مكان طاهر ولكنه خشي ان اهرقه على الأرض أن تصيبه نجاسة فنثر به ثم رجع فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: ما صنعت بالدم؟ قال: اني شربته لازداد به علما وإيمانا, وليكون شيء من جسد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في جسدي, وجسدي أولى به من الأرض فاعجب النبي - صلى الله عليه وسلم - بذكائه ووفائه وقال له: ابشر لا تمسك النار أبدا, وويل لك من الناس وويل للناس منك) وقد قتل في زمن عبد الملك بن مروان على يد الحجاج بن يوسف الثقفي.