تعودنا أن تسود اجواء من التوتر معظم فترات المباريات الكروية الكبيرة خاصة ذات الطابع التنافسى الحاد والتى تجمع فرقا تتميز بالندية والتكافؤ والمبررات التاريخية لاحتدام الصراع .. وينعكس هذا التوتر غالبا فى اللجوء الى التكتل الدفاعى لكل فريق أمام مرماه، مع تكرار فقدان الكرة على الصعيدين الفردى والجماعى. اضافة الى كثرة الأخطاء فى القرار والتنفيذ .لكن ما حدث قبل يومين بملعب نوكامب فى لقاء القمة الاسبانية بين برشلونة وريال مدريد، كان شيئا آخر.بدا الفريق الكاتالونى واثقا من نفسه ومن قدراته، سعى للمبادرة بالهجوم منذ بداية المباراة ولم يترك أى مجال لعمالقة نادى القرن.. قاده ذو الشعر الطويل لقبوه حين بزغ نجمه قبيل عدة سنوات ب (تشوباكابرا) وهو اسم تتناقله الأساطير اللاتنية، يقال انه قادر على أن يأتى بالإبداع.. وقد كان ذاك هو دأب (رونالدينهو)، أحد ابرز اللاعبين المرشحين بقوة للفوز بالكرة الذهبية كافضل لاعب باوروبا فى هذا الموسم ...فرض هيمنته على الجانب الأيسر من الملعب فاستعرض وموه وخادع ومرر وسجل..يقابله على الجانب الأيمن للملعب (ايتو) قناص كاميرونى، ابنوسى العود، يتلوى يتثنى ثم يلدغ كالحية. افلح مدربهم الهولندى (ريكارد) فى تشكيل هذا المزيج العجيب المتمثل فى الطاقة الافريقية والإبداع اللاتينى والذكاء الأوروبى ..فما اروع تلك اللوحة التى رسمها فتية برشلونة على الملعب الأخضر .. وما أجمل الدروس التى تلقيناها فى تلك الأمسية .. دروس كروية قيمة فى التمرير والاستلام، فى السيطرة والتهديف، فى الانقضاض والالتحام، فى القرار والتنفيذ. أما أهم هذه الدروس فيتلخص فى تأكيد أن الكرة تخضع لمن يروضها بالجهد والعطاء والحركة.. وأنه لا فائدة ترجى من اجساد بلا حياة.. وان الأسماء وحدها لم تعد كافية لارهاب الخصوم مهما بلغت قيمتها أو شعبيتها او رصيدها من الألقاب حتى وان ضمت القائمة امثال بيكهام وزيدان ورونالدو وفيجو وروبرتو كارلوس. البيان الاماراتية