انتهت مسابقة المسرح المفتوح للعروض القصيرة التي أقامتها جمعية الثقافة والفنون بالدمام السبت الماضي، ولكن بحسب راشد الورثان رئيس قسم المسرح بالجمعية والذي رأس المسابقة أيضاً فإن ذلك اليوم هو بداية انطلاقة العمل المسرحي الذي يعتمد على الشباب، وليس نهايته. كان حفل الاختتام بمثابة العرس الذي حضره غالبية المسرحيين في المنطقة الشرقية والمهتمون نظراً لما تحمله هذه المسابقة من أهمية قصوى في تفعيل الحركة المسرحية. تميز وإذا كانت الفقرات شبيهة لما يقدم في مثل هذه المناسبات فإن اللجنة المنظمة حرصت أن يكون فيه نوع من التميز والتغيير، فقد كانت الموسيقى على سبيل المثال حاضرة بقوة كما حضرت في سائر فعاليات المسابقة والذي عدها البعض بحق أحد أبطال المسابقة رغم أنها لم تحظ بأي جائزة، لكن لجنة التحكيم وهي تلقي التوصيات اقترحت تقديم جوائز لتقنيات المسرح منها الموسيقى والمكياج بدل جائزة أفضل عرض متكامل. وتوقع الكثير من المتابعين بأن يكون للموسيقى دور كبير في المهرجان القادم، كونها كانت تقدم بطريقة العرض الحي في بعض المسرحيات مثل مسرحية كسر حاجز الصوت ومسرحية الضوء الأسود.. تفاعل كرمت جميع الفرق في بداية الحفل بعد أغنية كتبها عبدالله الجفال ولحنها محمد الحلال وغناها عازف العود محمد الصفار، وكانت تتحدث عن المسرح.. كلماتها جعلت الجمهور يتفاعل معها، لتبدأ تسليم الجوائز التقديرية للفرق وهي فرقة الماسة (لم تحصل على أي جائزة في التحكيم) أمواج- آفان- أنترمس- النورس- مواهب- الشعلة (لم تدخل ضمن المسابقة). وقدم الفنان مجتبى المدلوح كلمة الفرق أشار فيها لأهمية الانحياز للمسرح، وهو الأمر الذي ميز هذه المسابقة. تكريم اللجان المشاركة وتكريم ضيوف المسابقة (خالد العبودي وناصر المبارك ومحفوظ المنسف وعبدالناصر الزاير، عدته اللجنة المنظمة عملاً مهماً نظراً لما يتمتع به المكرمون من تاريخ مسرحي حافل، حيث أشار الزاير في كلمته إلى أهمية العمل المتواصل والدؤوب من أجل قيام عمل مسرحي جاد، وقال إنه الوسيلة الوحيدة لتحقيق إنجازات تستحق التسجيل في تاريخ الحركة المسرحية. شخصية العام وإذا كانت اللجنة المنظمة قد اختارت الكاتب المسرحي عبدالله الجفال كشخصية مميزة لعام 2004/2005، فإن هذا الاختيار جاء مناسباً نظراً لما يتميز به الجفال من نشاط وحركة دائبة من أجل تقديم نشاط مسرحي يليق بتاريخ المسرح في المنطقة، فهو بالإضافة إلى ذلك شارك في اللجنة التنظيمية، وتعد نصوصه من أفضل النصوص التي قدمت رغم أن جائزة أفضل نص ذهبت لنص أوسع من الحب للكاتبة السورية بهيجة أدلبي وهو الأمر الذي أدى لاعتراض البعض على هذا الاختيار نظراً لكون النص غير محلي. ويتوقع للجفال بحسب العديد ممن سألناهم عن هذا الأمر مستقبلاً مسرحياً في مجال الكتابة المسرحية لما يتمتع به من فكر مسرحي وثقافة واسعة. إلغاء جائزة أفضل عرض وجاء إلغاء جائزة أفضل عرض متكامل من قبل لجنة التحكيم مخيباً لآمال البعض من المسرحيين وحتى من قبل المتابعين مثل الفنان عبدالمحسن النمر الذي قال إنه من الظلم استبعاد مثل هذه الجائزة وكان على لجنة التحكيم أن تؤجل هذا القرار إلى العام القادم، بحيث يكون لدى المتسابقين علم بهذا الإجراء، أما أن تمنع الجائزة بهذا الشكل فهو أمر لم نكن نتوقعه. وعلق الدكتور مبارك الخالدي في تلاوة البيان الختامي على هذه النقطة بقوله: إن الجائزة قد حجبت لأن مسمى الجائزة غير مناسب مع تطبيقاتها، فماذا يعني أن تفوز فرقة بأحسن عرض متكامل في الوقت الذي تفوز فيه فرق أخرى بجوائز متنوعة، هذا يعني أنها سحبت منها جائزة أحسن عرض، فقد جاءت التوصية التاسعة بمانصه: إن الأفضلية النسبية لأي عرض تتجلى عبر عدد ما يحصده من جوائز المسابقة، وليس ثمة مبرر لتأكيد هذه الأفضلية بمنحه جائزة خاصة بذلك، وتوصيل اللجنة بأن يستعاض عن تلك الجائزة بتوسيع نطاق جائزة التقنية المسرحية وذلك بمنح جوائز للموسيقى والديكور والمكياج والصوت والإضاءة. وعلى ذكر الموسيقى فقد كانت هذا العام أحد أهم العناصر المميزة، فقد شاركت بعروض حية مصاحبة للعروض، فمثلاً في عرض كسر حاجز الصوت كانت تؤدي دوراً كبيراً، ففي الوقت الذي كان فيه محمد يوسف الشخصية الرئيسية في المسرحية صامتاً ويؤدي تعبيرات جسدية كانت الموسيقى تتحدث بدلاً عنه، وتقوم بعملية التصعيد الدرامي لدوره، بعكس ما قاله إبراهيم الجبر في الندوة التطبيقية من أن الموسيقى كانت تعاني من ترهل، وهو ما اختلف معه كثير ممن حضر الندوة، إذ كانت الموسيقى تشكل عصباً رئيسياً في تلك المسرحية بالتحديد. فاز بجائزة أفضل ممثل أول حسين يوسف من فرقة آفان، وهو يستحق هذه الجائزة كونه أدى دوراً غاية في الصعوبة وكان مستوعباً لدوره، وقال لليوم بعد إعلان النتائج (على مدى أسبوعين كنا نتدرب تدريبات قاسية وكنت أحاول قدر استطاعتي فهم ما يريده المؤلف والمخرج لكي أحقق أعلى قدر من المصداقية في تجسيد الدور)، وحصل على أفضل ممثل ثان الممثل نضال أبو نواس من فرقة أنترمس وأفضل ممثل ثالث يحيى العلي من فرقة نورس. أما جائزة أفضل نص فقد حصل عليها نص أوسع من الحب للكاتبة السورية بهيجة أدلبي. وبعد حجب جائزة أفضل عرض متكامل فقد فاز بجائزة أفضل رؤية إخراجية المخرج محمد الحلال. البيان الختامي للجنة التحكيم لمسابقة المسرح المفتوح للعروض القصيرة "الدورة الثالثة" مساء الأربعاء الثالث عشر من رمضان من عام ألف واربعمائة وخمسة وعشرين الموافق للسابع والعشرين من شهر اكتوبر من عام ألفين وأربعه ، عقدت لجنة التحكيم اجتماعها الأخير للتباحث حول تحديد الفائزين في المسابقة والنظر في موضوع التوصيات التي ترى ضرورة تقديمها الى ادارة الجمعية الجهة المنظمة والراعية لهذه المنافسة. وقبل إعلان النتائج وقراءة التوصيات، تشيد اللجنة برئاسة الدكتور مبارك الخالدي وعضوية الأستاذين سمير الناصر وعبد العزيز العطالله بالجهود الكبيرة التي يبذلها فرع الجمعية في الدمام لدعم الحركة المسرحية في المنطقة، كما تشيد بحرص الفرع على استمرار هذه المسابقة التي تفتح أمام الشباب الواعد أفقا رحبا لممارسة هواياتهم والتعبير عن شغفهم بالمسرح المتجسد تفانيا وعطاء يثير الإعجاب بتعاليه على صعوبة الظروف وشح الامكانات. على عتبات أبواب هؤلاء الشباب الذين أضاءوا الأماسى الفائتة بعبق المسرح وسحره وبقدرته على إبقاء جذوة الحياة متقدة فينا، نضع أكواما من الإشادة والإطراء المستحقين، مربتين على أكتافهم:استمروا يا أحبابنا. التوصيات @ التوصية الأولى: توصي اللجنة بأن تقسم الفرق المشاركة في الدورات القادمة إلى فئتين: فئة العروض المتنافسة، وفئة العروض غير المتنافسة، أو التي خارج المنافسة أو في هامشها حسب التسمية التي تفضلها إدارة الجمعية، وذلك للتأكد من توافر الحد الأدنى من التكافؤ بين الفرق المشاركة، والمأمول أن يؤدي هذا الإجراء إلى إذكاء روح التنافس على تقديم الجيد بين الفرق المسرحية. @ التوصية الثانية: توصي اللجنة بأن تكون التعددية على مستويات الطرح والشكل والمضمون سمة مميزة للدورات القادمة، لتكون هذه المسابقة فرصة لممارسة الابتكار والتجريب في إشكال الأداء و التعبير المسرحي بمختلف مدارسة وتياراته و كذلك تناول مضامين تنفتح على هموم الإنسان وقضاياه بمختلف تصنيفاتها الاجتماعية والسياسية الخ. @ التوصية الثالثة: توصي اللجنة بان تؤكد الجمعية على ضرورة إجادة اللغة العربية الفصحى في العروض التي تكون الفصحى فيها أداة الحوار والتخاطب بين الممثلين، والاستعانة بمتخصصين إذا دعت الحاجة لذلك، أو توظيف اللهجة الدارجة أداة للتعبير. @ التوصية الرابعة: توصي اللجنة بأن تولي الجمعية اهتمامها لتنظيم دورات لإعداد الممثلين والمخرجين وجميع الكوادر المطلوبة للاشتغال على جميع عناصر ومقومات العرض المسرحي. @ التوصية الخامسة: توصي اللجنة بأن تعمل الجمعية على نشر وتنمية الثقافة المسرحية عبر تنظيم الندوات والمحاضرات والدورات التي تتمحور حول المسرح بمختلف مدارسه واتجاهاته ونظريات وتاريخ تطوراته وتحولاته على مستويات التقنية وأساليب التخليق وطرائق التعبير والأداء. @ التوصية السادسة: توصي اللجنة بأن تحظى الندوات التطبيقية بقدر اكبر من الاهتمام من قبل الجمعية، وترجمة ذلك الاهتمام في حسن اختيار المشاركين في هذه الندوات، كما توصي اللجنة بأن يتاح للمشاركين حضور البروفات الختامية للعروض، بهدف إعداد قراءات نقدية تتسم بالعمق والشمولية لتحقق هذه الندوات الحد الأعلى الممكن من الإفادة. @ التوصية السابعة: توصي اللجنة باستعانة الجمعية بنقاد ومسرحيين من الدول المجاورة للمشاركة في الندوات التطبيقية، مع التأكيد على ضرورة حسن الاختيار في ذلك. @ التوصية الثامنة: توصي اللجنة بان تحاول الجمعية البحث عن رعاة لهذه المسابقة شرط أن لا تؤدي هذه الرعاية إلى فرض أية قيود تعيق انطلاقة العمل المسرحي الخلاق، إنما لتسهم في تذليل الصعوبات والمشاكل المالية وفي توسيع مجال الترويج للمسابقة. @ التوصية التاسعة: توصي اللجنة بإلغاء جائزة أفضل عرض بسبب التناقض الواضح بين فوز أحد العروض بهذه الجائزة وتقاسم الفرق المشاركة للجوائز الأخرى. إن الأفضلية النسبية لأي عرض تتجلى عبر عدد ما يحصده من جوائز المسابقة، و ليس ثمة مبرر لتأكيد هذه الأفضلية بمنحه جائزة خاصة بذلك. وتوصي اللجنة بأن يستعاض عن تلك الجائزة توسيع نطاق جائزة التقنية المسرحية وذلك بمنح جوائز للموسيقى والديكور والماكياج والصوت والإضاءة. @ التوصية العاشرة: توصي اللجنة بأن تتبنى الجمعية المسرحيات المتميزة وادراجها ضمن نشاطها المسرحي المنهجي واعدادها للمشاركة بها في المهرجانات المسرحية الداخلية والخارجية . الجوائز جائزة أفضل ثلاثة ممثلين: أفضل ممثل ..الأول: نضال أبو نواس ، عرض صوب بلاد الماء ، لفرقة انترمس افضل ممثل..الثاني: حسين اليوسف ، عرض كسر حاجز الصوت ، لفرقة أفان افضل ممثل..الثالث: يحيى العبدالعلي ، الضوء الأسود ، لفرقة النورس جائزة التقنية المسرحية: أوسع من الحب ، لفرقة مواهب جائزة الرؤية الاخراجية: للمخرج محمد الحلال ، عن عرض كسر حاجز الصوت ، لفرقة أفان جائزة أفضل نص: أوسع من الحب جائزة لجنة التحكيم فاز بها عرض أوسع من الحب لتميزة في التمثيل الجماعي قررت اللجنة حجب جائزة افضل عرض متكامل. المكرمون