أكد الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف المصري ورئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في رده على حملات التشكيك التي يشنها أعداء الاسلام ان دين الاسلام هو أول من نادى بحقوق الانسان وشدد على حمايتها، وقال: ان كل دارس للشريعة الاسلامية يعلم ان لها مقاصد تتمثل في حماية الانسان ودينه وعقله وماله وأسرته. ابن الخطاب وحقوق الناس واشار الدكتور زقزوق الى ان التاريخ الاسلامي سجل للخليفة الراشد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- مواجهته الحاسمة لانتهاك حقوق الانسان، وذلك في قوله:(متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟!) مبادىء حقوق الإنسان وأفصح وزير الأوقاف المصري عما تنبني عليه حقوق الانسان في الاسلام فقال: انها تنبنى على مبدأين اساسيين هما: 1- مبدأ المساواة بين كل بني الإنسان. 2- ومبدأ الحرية لكل البشر. ويؤسس الإسلام مبدأ المساواة على قاعدتين راسختين هما: وحدة الأصل البشري، وشمول الكرامة الإنسانية لكل البشر. أما وحدة الاصل البشري فإن الاسلام يعبر عنها بأن الله قد خلق الناس جميعا من نفس واحدة، فالجميع اخوة في أسرة انسانية كبيرة لامجال فيها لامتيازات طبقية، والاختلافات بين البشر لا تمس جوهر الإنسان الذي هو واحد لدى كل البشر، ومن هنا فهذه الاختلافات ينبغي - كما يشير القرآن الكريم - ان تكون دافعا الى التعارف والتآلف والتعاون بين البشر وليس منطلقا للنزاع والشقاق:(يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم). شمول الكرامة الإنسانية الدكتور زقزوق فسر القاعدة الأخرى للمساواة بقوله شمولها لكل البشر وقد نص القرآن الكريم على ذلك في قوله سبحانه:(ولقد كرمنا بني آدم) فالانسان بهذا التكريم جعله الله خليفة في الأرض وأسجد له ملائكته وجعله سيدا في هذا الكون وسخر له ما في السموات وما في الأرض، فالإنسان بذلك له مكانته ومكانه المفضل بين الخلق جميعا. مبدأ الحرية ثم اوضح المبدأ الثاني الذي ترتكز عليه حقوق الانسان وهو مبدأ الحرية، فالانسان كائن مكلف ومسؤول عن عمارة الأرض وبناء الحضارة الانسانية، وليست هناك مسؤولية دون حرية، وتشمل الحرية كل الحريات الانسانية.