لاشك ان الاحاطة بشمولية الجوانب الانسانية التي قام ويقوم بها قائد هذه الامة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد ابن عبدالعزيز من الصعب حصرها وتعدادها لكثرتها وتعدد جوانبها بيد ان بالامكان الوقوف على بعضها للدلالة على خطواته الحثيثة - حفظه الله - بالاهتمام بالانسان وتكريس ما امكن تكريسه من مشروعات وعطاءات لخدمته سواء داخل المملكة او خارجها، فقد عهد عنه التركيز على سياسة الباب المفتوح المشرع امام المواطنين لاستقبال شكاواهم والوقوف على احتياجاتهم بل انه أمر لتحقيق هذه الغاية على نطاق واسع جميع الامراء والوزراء بالدولة لتخصيص يوم معين من ايام الاسبوع لاستقبال ذوي الحاجات، وهو دليل قاطع على اهمية تلك السياسة لدى قادة هذه الامة بدءا بمؤسسها على الكتاب والسنة الملك عبدالعزيز - رحمه الله - حتى العهد الحاضر، وان كان لخصال خادم الحرمين الشريفين انعكاساتها الانسانية على افراد بعينهم من ذوي الحاجات فان خصاله تمتد بشكل شمولي في مواقف عديدة في الداخل والخارج للوقوف الى جانب المحتاجين والمعوزين، ومن تلك المواقف اصدار امره الكريم بارسال مائة الف طن من القمح السعودي هدية الى الشعب السوري الشقيق بتاريخ 6/10/1407ه، وهو نموذج لارسالات عديدة من هذه المادة الغذائية الاستراتيجية لاسيما ان المملكة بحمد الله وصلت الى مرحلة الاكتفاء الذاتي من هذه المادة بعون الله ثم بفضل السياسة الحكيمة التي انتهجها خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله -. الأيادي البيضاء وتتعدد الجوانب الانسانية التي بذلها ومازال يبذلها خادم الحرمين الشريفين لكل محتاج يتناهى اليه حاجته، فيمنيه لا تدري ما اعطت شماله، ومن صور ذلك دعمه السخي بالمال لرابطة الجمعيات النسائية الخيرية الاسلامية لاحياء بيروت بتاريخ 15/10/1407ه وتبرعاته في الداخل والخارج لخدمة ذوي الحاجات ذات جوانب انسانية متعددة فقد تبرع - حفظه الله - للمكتب الاقليمي للاتحاد العالمي للمكفوفين بالحي الدبلوماسي بالرياض بقطعة ارض كبيرة وتبرع بنصف تكاليف المقر بتاريخ 27/12/1407ه، واياديه البيضاء تمتد لدول عديدة فقد اهدى - حفظه الله - الشعب المصري مركزا طبيا متكاملا لعلاج وجراحة امراض الكلى بلغت تكلفته عشرة ملايين دولار من نفقته الخاصة بتاريخ 15/2/1408ه، وتبرع بانشاء وقف اسلامي يكون دخله لدعم العمل الاسلامي وجهود رابطة العالم الاسلامي في مجال الدعوة الاسلامية في انحاء العالم بتاريخ 19/2/1408ه، وقد امر كصورة من صور مساعداته ووقوفه الى جانب اشقائه العرب بتوجيه طائرة محملة بالمواد الغذائية الى السودان لتوزيعها على المتضررين من الجفاف بتاريخ 8/5/1408ه، واصدر - حفظه الله - امرا باعداد كميات كبيرة من القمح والحليب والمواد الغذائية والطبية لشحنها الى وكالة غوث اللاجئين لتوزيعها على ابناء الشعب الفلسطيني في الارض المحتلة بتاريخ 29/5/1408ه، كما تبرع ببناء السفارة الفلسطينية بالمملكة بتكلفة قدرها عشرون مليون ريال بتاريخ 23/5/1409ه كما اصدر - حفظه الله - امرا بتخصيص اربعين مليون عبوة من المياه المحلاة الباردة هدية منه لحجاج بيت الله الحرام واربعمائة برادة مياه توزع على ضيوف الرحمن في جميع اماكن تواجدهم بتاريخ 19/11/1409ه كما تبرع بمبلغ عشرين مليون دولار مساهمة منه في مشروع احياء مكتبة الاسكندرية بتاريخ 18/7/1410ه كما امر باسقاط كافة القروض التي قدمتها المملكة للدول الاسلامية الفقيرة. دور متميز وقد حظيت اعماله - حفظه الله - بتقدير واكبار وتثمين دول العالم بمنظماته وهيئاته المختلفة، ففي تاريخ 17/2/1418ه قامت منظمة الزراعة والاغذية (الفاو) التابعة للامم المتحدة بتسليم الميدالية الذهبية لخادم الحرمين الشريفين تقديرا وعرفانا بدوره المتميز في مجال التنمية الزراعية وتحقيق الامن الغذائي، ومن اعماله الخيرية العديدة تبرعه بمبلغ عشرة ملايين ريال لجمعية رعاية الايتام والاسكان الخيري بالرياض بتاريخ 11/8/1419ه، وقد امتدت أياديه البيضاء الى كثير من امصار واقطار العالم الاسلامي فقد اصدر امره الكريم بتاريخ 4/12/1419ه بتجهيز طائرتي شحن محملتين بالمواد الغذائية والخيام والبطانيات وارسالهما الى البانيا مساهمة منه - حفظه الله - في رفع معاناة اللاجئين من إقليم كوسوفا، وامتدادا لهذا الدعم الانساني للمسلمين في هذا الاقليم المنكوب فقد امر خادم الحرمين الشريفين بتجهيز طائرة سعودية بتاريخ 7/1/1420ه على متنها عشرة اطنان من المواد الغذائية الاغاثية لمساعدة اللاجئين والمهجرين من الشعب الكوسوفي، وكما هو الحال في مد اياديه البيضاء لاخوانه المسلمين خارج حدود المملكة فان اياديه مبسوطة كذلك لابناء بلاده الذين استفادوا من عطاءاته الانسانية في كل مجال بما في ذلك المجال الصحي فقد تبرع بتاريخ 24/7/1420ه بمبلغ مليونين وخمسمائة وتسعين ألفا وثمانمائة ريال لتأمين احتياجات طبية بمستشفى الانصار بالمدينة المنورة، وفي صورة اخرى متجددة لوقفاته المشهودة الانسانية مع اخوانه المسلمين في مشارق الارض ومغاربها فقد تبرع - حفظه الله - بمبلغ ثمانية عشر مليونا وسبعمائة وخمسة وسبعين الف ريال بتاريخ 16/9/1420ه لصالح اخوانه المسلمين في الشيشان، وفي صورة لمواقفه المشهودة الانسانية داخل البلاد في الامور الصحية التي تهم كل مواطن فقد تبرع بمبلغ مليونين وتسعمائة الف ريال لدعم انشطة واعمال جمعية الهلال الاحمر السعودي بتاريخ 25/10/1420ه. التبرعات للقدس وقد وقف خادم الحرمين الشريفين بشموخ لدعم اشقائه في فلسطين والتخفيف من معاناتهم فقد اصدر امره الكريم بتاريخ 12/7/1421ه الى امراء المناطق بالمملكة بفتح باب التبرعات لصندوق القدس ولابطال الانتفاضة في فلسطين، وقد بدأ هذا الدعم بتبرعه - حفظه الله - بمبلغ ثلاثين مليون ريال لابطال انتفاضة القدس في فلسطين بتاريخ 12/7/1421ه، كما صدرت توجيهاته الكريمة بتاريخ 20/7/1421ه بتقديم منحة مالية لوكالة بيت مال القدس بقيمة مليوني دولار امريكي، ومن مواقف خادم الحرمين الشريفين الانسانية لدعم الشعب الفلسطيني وقضية القدس اقتراحه الوجيه خلال احد مؤتمرات القمة العربية في القاهرة بانشاء صندوق يحمل اسم صندوق انتفاضة القدس برأسمال قدره مائتا مليون دولار يخصص للانفاق على اسر الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا في الانتفاضة، وقد اعلن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز رئيس وفد المملكة في ذلك المؤتمر باسم خادم الحرمين الشريفين التبرع بربع المبلغ المخصص لصندوقي القدس والانتفاضة، كما اعلن سموه في الوقت نفسه ان خادم الحرمين الشريفين سيتكفل بدعم الف اسرة فلسطينية من اسر شهداء وجرحى انتفاضة الاقصى، وتلك بعض المواقف التي تنم بوضوح وجلاء عن حرص قائد هذه الامة - حفظه الله - على دعم المشروعات الانسانية التي تهم الخدمات العائدة لانسان هذه الارض والانسان المسلم في كثير من اصقاع هذه المعمورة، وقد عبر - حفظه الله - في مناسبات عديدة عن ان المساعدات الخارجية المبذولة انما هدفها تحقيق تكافؤ الفرص في العيش الكريم والامان الاجتماعي وتحقيق مبادئ التعاون، كما جاء على سبيل المثال في هذه الكلمات بمنطقة منى امام حجاج بيت الله الحرام بتاريخ 11/12/1409ه حيث قال بالحرف الواحد: (لقد قامت المملكة وهذا من فضل الله عليها بمساعدات خارجية، لانها تؤمن بتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص في العيش والامان الاجتماعي والسياسي، كما انها تدرك اهمية الرخاء وسيلة لاقرار مبادئ التعاون والعدل والاستقرار). لمسات حانية من هذا المنطلق فان مواقف خادم الحرمين الشريفين عديدة، وهي تنبع من قلب كبير عرف بمبادئ العطف والمواساة على كل الناس الأقربين منه والأبعدين.. تمثلت في سلسلة من المشروعات الانسانية الخيرية واللمسات الحانية التي كانت ولا تزال تأتي منه مدرارا تعدت حدود المملكة الى مؤسسات وافراد اقبلوا عليه في عسرتهم فسارع الى نجدتهم والوقوف معهم للتخفيف عن معاناتهم وهموهم، وهو اهل لذلك لما عرف عنه من نجدة لكل ملهوف ومحتاج، ولا شك ان تلك المواقف الانسانية التي يتحلى بها خادم الحرمين الشريفين مردها الى مبادئ واحكام الدين الاسلامي الحنيف التي انعكست على كل ممارساته الانسانية، فامتدت اياديه البيضاء لتترجم تلك المبادئ والاحكام ترجمة حرفية بين خلق الله عن طريق تلك السلسلة الممتدة من الاعمال الخلاقة التي كان يساعد بها - حفظه الله - ابناء شعبه وابناء الامتين العربية والاسلامية ضمن مواقف شجاعة لا منة فيها، فقد كان بها يتقرب الى وجه الله العلي، فأنشطته العديدة الى الهيئات والجمعيات داخل المملكة وخارجها انما هي انعكاس طبيعي لتربيته الاسلامية، فقد جبل على حب العطاء والبذل، فأصبح مثلا بارزا في هذا العصر للمسارعة في عمل الخير والسباق في مجالات البر، حتى اصبحت سيرته في هذه المجالات تحديدا مقرونة بشخصيته الفذة النافذة، بل ان العالم بأسره لا يجهل اعماله الانسانية الكبرى التي ارتبطت بسيرة حياته الحافلة بالمكرمات. أبعاد انسانية وكما جاء في مقدمة هذه العجالة فان من الصعوبة بمكان الاحاطة بكل المواقف الانسانية التي مارسها ويمارسها خادم الحرمين الشريفين في مجالات عديدة لكثرتها وتشعبها، ولا مبالغة فان تدوينها وتوثيقها يحتاج الى مجموعة هائلة من الكتب وليس الى مقال خاطف، وما أردنا هنا الا تدوين نماذج منها، مواقف عابرة تنم بوضوح عن عمق الابعاد الانسانية لخادم الحرمين الشريفين وعلى رأسها ما شهدته وتشهده القطاعات الصحية بالمملكة، على اعتبار ان المجال الصحي من اقرب الشؤون التي تهم كل مواطن، فقد شهد القطاع الصحي في عهده الزاهر مسيرة تطور واضحة وحظيت بتبرعات سخية من لدنه - حفظه الله - فمكرماته الجليلة في هذا المضمار عديدة، وخدماته التي سخرها للقطاع الصحي متميزة ومشهودة، وقد غطت ربوع المملكة بمساحاتها الشاسعة، فمكرماته وتبرعاته السخية لهذا القطاع لا حدود لها ولا سدود، ويمكن سرد جانب منها، فقد تبرع خادم الحرمين الشريفين بمبلغ مائة مليون ريال لانشاء مركز لاورام السرطان بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الابحاث بالرياض، وكان ولا يزال لعطاءاته الخيرة وجهوده المثمرة في هذا القطاع آثارها الحميدة التي انتفعت بها شرائح من المجتمع السعودي. صروح متكاملة ويمكن ان نذكر هنا تلك الجهود المثمرة التي بذلها خادم الحرمين الشريفين ليجعل من مجمع الرياض الطبي صرحا من اهم الصروح الصحية المتكاملة التي قل نظيرها في اكثر الدول تقدما وحضارة من حيث تجهيزاته الطبية المتخصصة المتكاملة التي تبرع بها - حفظه الله - وكذلك تلك التبرعات السخية لمركز الملك فهد لزراعة الكلى ومركز الملك فهد لجراحة وامراض القلب الذي اقيم على احدث المواصفات العالمية على نفقته، وقد وصلت تكلفته الى حوالي مائة وثمانين مليون ريال وخدمات علاجية مميزة لامراض وجراحة القلب، وليس بخاف ان تلك التبرعات لهذه المرافق الطبية والصحية العملاقة هي امتداد لتبرعاته السخية - حفظه الله - ومساهماته الجليلة في قطاعات عديدة، وقد طرحت المجال الصحي هنا كمثل عابر من امثلة تبرعاته السخية التي لا حدود لها، فقد كان له الفضل بعد فضل الله فيما شهده مجمع الرياض الطبي من اسهامات ادت الى تفعيل خدماته الممنوحة للمواطنين كانشاء مركز الكلى والعناية المركزة وترميم كافة اقسام المجمع وتزويده بأجهزة طبية متطورة وانشاء مركز لجراحة امراض القلب، وتلك اللمسات تدل بما لا يقبل الشك على كرم متأصل في قلب خادم الحرمين الشريفين فتبرعاته السخية كالغيث الذي اينما حل ينفع البلاد والعباد. تبرعات سخية واذا كان الحديث موصولا بأياديه - حفظه الله - في مجال الرعاية الصحية كأهم مسار من مسارات العطاءات الانسانية المتميزة فقد كان لتبرعاته السخية اثرها الفاعل في تطوير العنايات المركزة والحرجة بمستشفيات العاصمة المقدسة ومجمع الرياض الطبي ومركز فهد الخيري وغيرها من المستشفيات والمراكز الذي تدل كلها على ان دعمه المستمر والمتواصل والسخي لتلك المرافق انما يؤكد حرصه - حفظه الله - على سلامة الانسان وصحته ورفاهيته، ومن ابرز اعماله الانسانية كذلك عفوه عند المقدرة فتلك سمة لازمت خادم الحرمين الشريفين ومازالت تلازمه يرنو اليها في كل مناسبة ولا يتأخر او يتوانى عن ممارستها اذا توافرت الشروط اللازمة للعفو، فبين حين وحين يصدر عفوا عن سجناء الحق العام، ومن امثلة ذلك اصداره العفو عن عدد من السجناء بمناسبة مرور عشرين عاما على توليه مقاليد الحكم بالمملكة، وهذه مكرمة من مكرماته الانسانية الابوية الحانية التي استفاد منها سجناء الحق العام، وتلك مكرمة غير مستغربة من رجل اخذ على عاتقه الوقوف الى جانب المواطنين من منطلق اسلامي، كما ان اعماله تلك تؤكد عمق وتجذر الروابط بين ولاة الامر والمواطنين كما انها تمثل من جانب آخر ترابط المجتمع السعودي وتعاطفه وتآخيه بما جبل عليه من عادات وتقاليد حميدة مستقاة في اساسها من تعاليم ومبادئ العقيدة الاسلامية السمحة. فك الضائقات والمواقف الانسانية التي تروى عنه - حفظه الله - عديدة وذات مغزى يدل على تمتعه بالشهامة والمروءة والاقدام على فعل الحسنات والمكرمات، ومما يروى ما تناهى اليه السمع اثناء زيارته المملكة المتحدة حيث تعرض عربي هناك لضائقة مالية شديدة بعد تعرضه لسرقة مدخراته، وقد عرض ضائقته تلك امام يدي خادم الحرمين الشريفين فأمر - حفظه الله - بعد ان تفهم مشكلته بفك ضائقته وامر له بمكافأة مجزية وتوفير عمل له في الديار السعودية، وقد حضر الرجل بالفعل للمملكة وتسلم العمل بها، وما يروى ايضا ان امرأة مسنة اعترضت عربة خادم الحرمين الشريفين فوقف لها وحادثها عن مطلبها المتمثل في حل مشكلة وضع ابنتها المعلمة في احدى المناطق النائية بالمملكة حيث تعاني وزوجها مشاق السفر اليومي كونها تعمل في منطقة وزوجها في منطقة اخرى وكلا الزوجين في حاجة ماسة لمرتبيهما، ولديهما اطفال، وطلبت منه النظر في نقل زوج ابنتها الى المنطقة التي تعمل فيها او العكس فما كان منه - حفظه الله - الا الاستجابة لطلبها بعد التأكد من صحة كلامها فوجه بنقل المعلمة في الحال الى منطقة عمل زوجها، ومما يروى عن مواقفه النبيلة ومكرماته العديدة التي لا تنحصر في خدمة المواطنين بالمملكة بل تمتد الى خارجها تلك الواقعة المؤثرة التي تنم عن ان الاهتمامات التي يوليها خادم الحرمين الشريفين للاعمال الانسانية تصل الى كل مكان وغير محصورة على المواطنين السعوديين فحسب. مبادرة كريمة تلك الواقعة تتمثل في انه - حفظه الله - ذات يوم من ايام شهر رمضان المبارك وكان وقتذاك في مكةالمكرمة طلب من قائد الحرس الملكي ان يختار اثنين من الضباط ويرسلهما الى مطار الملك عبدالعزيز بمحافظة جدة لاستقبال طائرة خاصة تقل رجالا ونساء سيصلون من دولة شقيقة. وطلب في ذات الوقت استضافة عائلة عربية تقيم بالمملكة في احد فنادق مكةالمكرمة، واتضح ان الاسرة العربية المقيمة لديها بنت في سن الزواج وتعرفت في طريق ذهابها وعودتها من الجامعة التي تدرس فيها على شاب من بلد عربي آخر، وبتدخل من اخته نشأت بينهما علاقة حب شريفة وطاهرة وعندما تقدم الى والد الفتاة ليطلب يدها رفضه بشدة، لانه من بلد آخر له عادات وتقاليد مختلفة لا يقبل بها الاب الى جانب ان الشاب يعمل حرفيا بمهنة عامل في احدى ورش الصيانة، بينما توشك البنت على الحصول على شهادة البكالوريوس، الا انهما ازاء هذا الرفض اتفقا على الزواج وتحدى الصعوبات من دون المساس بالشرف او الخروج عن نصوص الشريعة الاسلامية ومن دون علم العائلتين غادر الشاب السعودية الى بلاده مصطحبا معه الفتاة وهناك سيعا الى ترتيب وتسهيل زواجهما شرعا وتزامنت خطوتهما مع بلاغ تقدم به والد الفتاة الى السلطات السعودية ووصل الامر الى خادم الحرمين الشريفين الذي بادر بالاتصال برئيس الدولة التي يتبع لها الشاب وناقش معه الامر مبديا حرصه ورغبته على ان يقوم بجمع العائلتين والتوفيق بينهما والقبول بالزواج في بادرة لقيت اكبار وتأييد نظيره وسيقوم خادم الحرمين الشريفين بتحمل جميع التكاليف المترتبة على ذلك، وبعد وصول المعنيين الى مكتب خادم الحرمين الشريفين في قصره اجتمع مع الشاب والفتاة ووالدها من بعد صلاة المغرب حتى بزوغ الفجر، وشهدت هذه المدة حضور مأذون الانكحة وقام باجراء عقد الزواج بينهما ومباركة الحضور له وسط فرح وسرور ودهشة افراد العائلتين الذين لم يصدقوا او يتخيلوا ان يقوم خادم الحرمين الشريفين بهذه المبادرة الانسانية العظيمة ويتولاها بنفسه، ولم يتوقف الامر عند هذا الحد، فقد وجه - حفظه الله - بمنح الزوجين واسرتيهما مبالغ مالية مجزية واستضافتهما في مكةالمكرمة الى نهاية شهر رمضان المبارك، وغادر افراد العائلتين مكتب خادم الحرمين الشريفين وهم غير مصدقين ما جرى لموقف لم يعتادوه او يتصوروه، وكانوا في حال انبهار وعجز عن التعبير عن مشاعرهم، وكان خادم الحرمين الشريفين في اقصى درجات سعادته واتجه صوب الكعبة المشرفة وصلى ركعتين حمدا وشكرا لله على توفيقه الذي مكنه من جمع اثنين في الحلال في شهر رمضان المبارك وفي اقدس بقاع الارض.