التحقق من البيانات التي تزعم اعدام الرهائن في العراق يبدو أمرا مستحيلا بالنظر إلى تعدد الخاطفين واختلاف أهدافهم. تعددت البيانات المرعبة التي تبث على مواقع الاسلاميين على شبكة الانترنت للاعلان عن خطف الاجانب او ذبحهم، ولكن عدم امكانية التحقق من صحة هذه البيانات يجعل استخدامها امرا دقيقا ومعقدا ويزيد من هموم عائلات الضحايا. فهناك مواقع تثير تارة الامل وطورا اليأس في نفوس عائلات الرهائن وفقا لمصالح القوى التي تتلاعب بها بعد ان اصبحت عمليات الخطف سوقا رائجة للعصابات المسلحة التي تتفاوض فيما بعد للحصول على فدية لاطلاق سراح رهائنها. وهكذا تبنت الخميس الماضي مجموعتان هما "تنظيم الجهاد" و"انصار الظواهري" في بيانين نشرا على موقعين مختلفين على الانترنت اعدام الرهينتن الايطاليتين سيمونا باري وسيمونا توريتا اللتين خطفتا في السابع من سبتمبر في بغداد برفقة زميلين عراقيين.. ولكن ايا من هاتين المجموعتين المجهولتين لم تقدم اي اثبات يدعم اعلانهما الذي شككت الحكومة الايطالية بجديته، معتبرة ان تعدد هذه الاعلانات يمثل "ارهابا اعلاميا". وكان الموقع الاسلامي (اسلاميك منبر .كوم/فوروم) المغلق حاليا قد نسب اخيرا الى مجموعة تطلق على نفسها اسم "انصار الظواهري" باسم ايمن الظواهري، الذراع اليمنى لزعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن، دعوة موجهة الى لادن تطلب منه اصدار فتوى لحسم مسالة مصير الصحافيين الفرنسيين كريستيان شينو وجورج مالبرونو المحتجزين في العراق منذ 20 اغسطس. وطلبت المجموعة من ابن لادن اصدار الفتوى عبر قناة "الجزيرة" الفضائية القطرية ضمن فترة "خمس ساعات". وعلى غرار "انصار السنة" و"الجيش الاسلامي في العراق"، المجموعتين الرئيسيتين المسؤولتين عن اختطاف الاجانب واعدامهم، باتت مجموعة "التوحيد والجهاد" معروفة ايضا بانها لا تكتفي بالكلام لاثبات اعمالها المرعبة. وهي تستخدم بكثرة شرائط الفيديو حيث تظهر بالتفاصيل عمليات اعدام الرهائن، بهدف ارهاب الرأي العام الغربي. ولكن المجموعة التي اطلقت على نفسها اسم "تنظيم الجهاد" في العراق لم تطبق الخميس هذه القاعدة، واكدت على موقع الكتروني اسلامي انها "اعدمت" الايطاليتين اللتين اختطفتا في السابع من سبتمبر من مكتبهما في بغداد مع زميلين عراقيين. وقالت المجموعة في بيان مقتضب من دون ان تذكر اسم الرهينتين الايطاليتين، "اننا في تنظيم الجهاد في العراق نعلن تنفيذ حكم الله بحق الاسيرتين الايطاليتين بالذبح وذلك بعدما لم تأبه الحكومة الايطالية وعلى رأسها الحقير برلوسكوني بشرطنا الوحيد والذي كان الانسحاب من العراق". واعطت مجموعة تطلق على نفسها اسم "الجهاد الاسلامي في العراق" اعطت في 12 سبتمبر، مهلة 24 ساعة لايطاليا لسحب قواتها من العراق وهددت باعدام الايطاليتين. والثلاثاء الماضي، وجهت مجموعة اخرى تسمى "انصار الظواهري" بعد ان تبنت عملية اختطاف الايطاليتين، "تحذيرا جديدا" لروما على موقع آخر على الانترنت هو "فلوجة.كوم". وطلبت هذه المجموعة من الحكومة الايطالية "الافراج عن كل السجينات المسلمات في سجون العراق باقصى سرعة ممكنة وبدون شروط" وان تقوم "بتحرير كل الاسرى العرب في سجون الدولة العبرية (...) وتحرير السجينات المسلمات في السجون الروسية في الشيشان وتحديد جدول زمني للانسحاب من العراق". ومن جهتها لم تقدم مجموعة "انصار الظواهري" التي اعلنت ايضا انها اعدمت الرهينتين الايطاليتين، في بيان نشر على موقع نادرا ما تستخدمه المجموعات الاسلامية، اي دليل يثبت مزاعمها الامر الذي يفسر شكوك روما حول صحة هذه البيانات.