عزيزي رئيس التحرير بين الحين والآخر اسمعهم يتحدثون عن السياحة الداخلية وعن تطورها وعن رقي الخدمات المتوافرة بها, بل كنت اسمعهم يتحدثون انها في طريقها لمحاربة الغلاء الذي اشتهرت به, حتى انني كنت اسمعهم (احيانا) يتحدثون عن نظافة المنتزهات والأماكن السياحية, ومع حديثهم بين الحين والآخر دب الفضول في داخلي لمعرفة مدى صدقهم ومدى ما تحمله انطباعاتهم فقمت بسياحة داخلية متنقلا بين ربوع عسير الرائعة مرورا بمنطقة الباحة وانتهاء بمحافظة جدة (غير) كما يقولون!! وكذلك في وقت آخر ذهبت الى المنطقة الشرقية, حتى اخذت انطباعا كاملا عن المناطق السياحية في بلادنا يتلخص بالآتي: * انعدام للنظافة في بعض المناطق وكأنها بلا عمال نظافة او كأن الارض قد وضع عليها طبقة من المخلفات فلم تعد الأماكن صالحة للمشاهدة فضلا عن الجلوس بها واخص ذلك منطقة الشفا بالطائف وكذلك بعض من كورنيش جدة ويقابل ذلك اهتمام بالنظافة في منطقة عسير وكذلك سواحل المنطقة الشرقية. * تكثر المطالبة بعدم سفر (العزاب) الى الخارج وبعد جولتي السياحية التمست لهم العذر فكل المنتزهات والأماكن الجميلة وكذلك المساكن يتم منع العزاب من الدخول اليها او حتى الاقتراب منها!! * عدم توافر الخدمات بكل ما تعنيه الكلمة ولعلي اخص (دورات المياه) والتي لا ادري لماذا لا تتوافر رغم كثرة المصطافين في بلادنا. * عدم توافر خرائط لمعرفة الأماكن الرائعة فلم يعد يعرف السائح من المنطقة الجنوبية سوى اماكن معروفة كالسودة والحبلة رغم توفر أماكن عديدة تفوقها جمالا ولعلي قد ذهبت الى اماكن رائعة جدا لم اجد اي علامة على الطريق تدل عليها سوى انني قد وقعت بها عن طريق الصدفة وهنا يلاحظ التقصير الواضح من لجنة التنشيط السياحي والهيئة العليا للسياحة عموما. * كثرة المتسولين خصوصا من الجنسيات الاخرى الذين اساءوا لسمعة هذا البلد مع مضايقة السياح وهنا اوجه تحية مقرونة بالحب لمكاتب مكافحة التسول التي يبدو انها قد اخذت سياحة خارجية (كعادتها)!! من هنا مدى معاناة السياح سواء من الداخل ام الخارج ومن ذهب وشاهد القصور فإنه قد يحرم على نفسه السياحة الداخلية وبما اننا شعب محافظ وذلك بما يمليه عليه ديننا الحنيف بوجوب الالتزام بالحشمة والاخلاق (ولله الحمد) وبما تمليه عاداتنا من قيم فإننا لابد ان نطور مدننا السياحية لكي نفعل السياحة الداخلية ونجعلها قوة اقصادية لبلادنا وراحة لأولادنا وملجأ لعائلتنا. واود ان اطرح بعضا من النقاط والتي ارى ان فيها صالحا للسياحة الداخلية واتمنى ان يأخذها اصحاب الشأن بعين الاعتبار وهي: * توفير عمال نظافة بأعداد اكبر وضرورة تكثيف الحملات التوعوية بوجوب النظافة من السائح وان يجعل المكان كما كان وذلك بتوزيع (حقيبة السائح) تحتوي على خرائط المدن السياحية واماكن السياحة بها مع نشرات لضرورة النظافة والآثار السلبية المترتبة على عدم التقيد بها. * توفير اماكن خاصة للعزاب بكل المنتزهات وكذلك توافر مساكن عديدة للعزاب لكي تكون دافعا للسياحة الداخلية بدلا من خروجهم من البلاد وفي ذلك دعم لاقتصاد الدول الاخرى مع ضعف اقتصادنا وذلك بما يحمله الشباب من اموال الى خارج البلد وما قد يأتون به من امراض او اختلال بالأخلاق. * وجوب توافر الخدمات العامة واخص بذلك دورات المياه فلا يمنع ان يكون هناك مبلغ رمزي من ريال او ريالين لكل سيارة تدخل المتنزه بشرط توافر دورات المياه وغيرها. * تكثيف اللوحات الارشادية للمواقع السياحية على الطرقات او حتى جعلها لوحات مؤقتة تزال بعد انتهاء الصيف وتأجير اماكنها باقي شهور السنة بصورة اعلانات تجارية وكذلك لا انسى مكافحة التسول بكل الطرق ومن المواطن نفسه الذي يجب ان يذهب ماله الى من يستحق عن طريق الجمعيات الخيرية وذلك لعدم تشجيع المتسولين اننا نملك في بلادنا مواقع سياحية لو استثمرت لأصبحت دخلا وطنيا كبيرا ثم اننا نعاني كثرة المسافرين للخارج وبالتالي كما ذكرت فان وطننا اولى بالاموال المهاجرة للخارج, واتمنى ان نكون يدا واحدة للمحافظة على جمال هذه البلاد الطيبة المباركة. @@ خالد سليمان العطا الله الزلفي