اكد تقرير دولي ان معدلات استهلاك التبغ في منطقة الشرق الاوسط والخليج العربي ارتفعت بصورة كبيرة حيث وصلت الى 24% منذ عام 1990 وحتى عام 1997م. وان دول الشرق الاوسط وآسيا هما الاقليمان الوحيدان في العالم اللذان زادت فيهما مبيعات السجائر في هذه الفترة الزمنية. واشار الى ان دول مجلس التعاون الست تنفق سنويا حوالي 800 مليون دولار (حوالي 3 مليارات ريال) على شراء التبغ وان حصيلة الوفيات من جراء استهلاك انواع التبغ المختلفة في دول التعاون تبلغ حوالي 16470 وفاة سنويا. واوضح التقرير الذي نشره المكتب الاقليمي لشرق المتوسط التابع لمنظمة الصحة العالمية ان حكومات بلدان دول مجلس التعاون الخليجي توفر الاموال اللازمة لمكافحة التبغ والقيام بانشطة كالرعاية المالية والبحوث التي تنافس ما تقوم به شركات صناعة التبغ من حملات ترويجية لصناعتها، وان وزراء الصحة في دول التعاون توصلوا الى ان من بين كافة العوامل الخاصة بمكافحة التدخين فان زيادة سعر منتج السجائر هو اكثر هذه العوامل. وذكر ان بلدان مجلس التعاون الخليجي لا تقوم بتنفيذ اية ضرائب على المبيعات، ولن يتسنى القيام بأية مكافحة للتهريب الا من خلال سياسة جمركية منسقة بين بلدان المجلس، ولم يكن هذا مطبقا لسنوات مما ادى الى ايجاد سوق مرتبكة ومشوشة، وعندما زادت معدلات الجمارك وافقت الشركات المتعددة الجنسيات على تقديم زيادة تراوحت بين 50 الى 65% من هذه الزيادة، وقد كان هذا متوقعا لما تحققه من مكاسب هائلة في اية حال وان وزراء الصحة بمجلس التعاون الخليجي يطالبون بزيادة قدرها 200% على منتجات التبغ. وتوقع التقرير.. انه بحلول عام 2030 سيكون التبغ بمفرده هو اكبر سبب للوفاة في العالم متسببا في قتل ما يقرب من عشرة ملايين شخص كل عام، وهذا الرقم يزيد عن مجموع الوفيات المتوقعة الناجمة عن الالتهاب الرئوي والامراض الاسهالية والسل ومضاعفات الولادة. وان نسبة من يتعرضون من المدخنين الى خطر الوفاة بسبب التبغ تبلغ واحدا من كل اثنين، فمع الانماط الحالية للتدخين، سوف يقتل حوالي 650 مليون شخص يعيشون الآن بسبب استهلاكهم للتبغ، ويقتل التدخين في الوقت الراهن شخصا من كل عشرة اشخاص بالغين، وبحلول عام 2030 ستصل هذه النسبة الى شخص من كل ستة اشخاص هذا بالاضافة الى العالم النامي هو الذي سيتحمل العبء الاكبر من هذا الوباء العالمي اذ ان سبعة اشخاص من كل عشرة سيموتون بسبب التدخين في عام 2020 في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. وذكر التقرير ان مالا يقل عن 3.1 مليار شخص في العالم يدخنون حاليا، ومن المتوقع ان يرتفع هذا الرقم الى اكثر من 7.1 مليار بحلول عام 2025 وبينما انخفضت مستويات التدخين في البلدان المرتفعة الدخل، زاد استهلاك السجائر في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، ومن بين واحد الى ثلاثة مدخنين ممن يدخنون اليوم، يعيش 84% منهم في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. ومنذ عام 1970 زاد استهلاك السجائر في هذه البلدان وقد ساهم تحرير التجارة بصورة كبيرة في هذه الزيادة، وفي نفس الوقت انخفض الاستهلاك في اماكن اخرى مثل الولاياتالمتحدة الاميركية خلال 40 عاما "من منتصف الخمسينيات الى التسعينيات" انخفض معدل استهلاك التبغ بين الاميركيين من 55% الى 28%.