رغم الانقسامات وحالة التشتت والعنف التي تجتاح العراق منذ اكثر من عام الا ان شيئا واحدا فقط نجح في ان يقرب العراقيين من بعضهم البعض ويجعلهم متكاتفين متوحدين الا وهو المنتخب الاولمبي العراقي الذي بلغ الدور نصف النهائي من مسابقة كرة القدم ضمن الالعاب الاولمبية المقامة حاليا في اثينا. وابهرت النتائج التي حققها المنتخب العراقي من شمال البلاد الى جنوبها ومن شرقها الى غربها حتى بدت الشوارع شبه خالية في مواعيد مبارياته بينما فضل آخرون وضع اجهزة التلفاز في شوارع ازقتهم وحاراتهم الضيقة لكي يتقاسموا لحظات الفرح والسعادة تلك مع ابناء الحي. ويقول ناجح حمود نائب رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم ان الجميع تناسوا انتماءاتهم وخلافاتهم وجلسوا معا في المقاهي والبيوت والازقة والحارات وجل هدفهم ان يحقق المنتخب الاولمبي فوزا يرفع اسم العراق عاليا بين الامم. واضاف ان الفريق الاولمبي استطاع ان يأتي بالفرحة التي حرم منها الشعب العراقي والذي كان في امس الحاجة اليها في ظل الظروف الامنية الحالية للبلاد.. وتابع ان الفريق نجح في ايصال الرسالة التي مفادها ان هذا الشعب يجب ان يكون كما كان في السابق شعبا موحدا قويا. ويوضح حمود الذي وضع خلف مكتبه المتواضع في ملعب الكرخ الرياضي صورتين كبيرتين للفريق العراقي بينما تواصل المهنئون الى مكتبه وهم يحملون باقات الورد: اننا نشعر بالفخر والسعادة الغامرة للنتائج التي حققها الفريق انه بحق اعاد امجاد الكرة العراقية التي أفل نجمها في السنوات الاخيرة بسبب ظروف البلاد. وفي كل يوم يلعب فيه المنتخب العراقي ينتظر الجمهور على احر من الجمر انتهاء المباراة ليخرج في شوارع بغداد وساحاتها يعبر كل على طريقته الخاصة بالفوز فيما لم يتوان آخرون على اطلاق العيارات النارية في الهواء.. ووضع مسؤولو عشرات الصحف المحلية صورا ومقالات وتحليلات عن مباريات الفريق على الصفحات الاولى بهدف ضمان بيعها باسرع وقت. وعبر مدرب منتخب العراقي عدنان حمد عن امله في ان يساهم بلوغ فريقه الى الدور نصف النهائي في اعادة الامن والاستقرار الى شعب العراق ومدنه وقراه. وقال حمد من اثينا: ارجو اولا ان يكون هذا الفوز بلسما لجراح كل العراقيين وان يسهم في عودة الامن والاستقرار الى شعب العراق ومدنه وقراه ويساعد كذلك في ازالة الاحتلال. ويضم الفريق الاولمبي العراقي لاعبين شبابا لا تتجاوز معدل اعمارهم 23 عاما ومعظمهم يلعب معا منذ ان فازوا ببطولة اسيا للشباب في طهران عام 2000 بقيادة نفس المدرب العراقي عدنان حمد وستة يلعبون في فرق خليجية ومصرية وايرانية اما الاخر فغايته الحصول على عقد خارجي. وكان الاتحاد العراقي لكرة القدم قد قرر المشاركة في بطولة آسيا بالمنتخب الاولمبي بعد ان حل المنتخب العراقي الاول ثانيا في مجموعته الثانية التي يلعب بها امام اوزبكستان وفلسطين وتايوان، وكان المنتخب الاولمبي العراق قد بلغ الدور نصف النهائي بعد ان فاز على منتخب استراليا بهدف وحيد سجله المهاجم عماد محمد. وقال حمد ان الكثيرين شككوا في قدراتنا على التأهل وانتقد مشاركتنا بالمنتخب الاولمبي في نهائيات امم آسيا لكن قرارنا كان صائبا لاننا استفدنا كثيرا من مواجهة منتخبات قوية في النهائيات الاسيوية. ويؤكد نائب رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم ان صعود الفريق العراقي الى الدور نصف النهائي لم يكن وليد الصدفة وهو قادر على بلوغ ادوار متقدمة من خلال تقديمه عرضا رائعا. ويرى ان سبب هذا النجاح هو الدعم الذي توليه الحكومة العراقية للكرة العراقية ، وقال ان الرئيس غازي الياور ورئيس الوزراء اياد علاوي استقبلوا الفريق العراقي قبيل مغادرته ووعدوه بتقديم كل الدعم اللازم. يشار الى ان آخر رئيس عراقي كان قد استقبل الفريق العراقي هو احمد حسن البكر عندما استقبل منتخب شباب العراقي الفائز ببطولة شباب آسيا في طهران عام 1977 واهدى كل واحد منهم سيارة لادا روسية الصنع. وفي رسالة بعث بها رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي الى البعثة العراقية في اثينا ، قال مخاطبا اللاعبين: لقد زرعتم بفوزكم الرائع هذا البسمة والفرحة في كل بيت عراقي ورفعتم اسم البلد عاليا.. واضاف: فتحية لكم ولجهودكم النبيلة انكم تستحقون الفخر والاعتزاز. وسيلعب المنتخب العراقي مباراته القادمة امام منتخب البارغواي في الدور نصف النهائي للبطولة، ويقول حمود ان الفريق الذي حقق الفوز على البرتغال وكوستاريكا واستراليا يمكنه ان يحقق فوزا آخر على البارغواي.