يحتمل أن يحدث عقار جديد اشتق من الطب الشعبي الصيني ثورة في علاج مرض الملاريا. وتجري حاليا في بريطانيا تجربة العقار الجديد لتحديد مدى فعاليته في علاج طفيل الملاريا الذي تتزايد قابليته لمقاومة أنواع العلاج الاخرى. والعقار الجديد عبارة عن تركيب مبسط لاحد أنواع العلاج الشعبي الصيني ويحتمل أن تصل تكلفة إنتاجه إلى خمس تكلفة العقاقير الاخرى المستخدمة حاليا في علاج الملاريا. وتتسبب الملاريا في وفاة نحو مليون مريض من نحو 300 مليون يصيبهم طفيل المرض سنويا. وذكرت مجلة (نيتشر) في عددها الصادر يوم الاثنين أن العقار الجديد الذي يمكن تناوله عن طريق الفم أو بالحقن في الوريد طورته منظمة "أطباء من أجل الملاريا" التي لا تهدف إلى الربح وأطلقت عليه اسم (أر.بي.إكس 11160). وفي التجارب التي تجرى حاليا للعقار الجديد على الفئران اختفى طفيل الملاريا في 95 إلى 100 في المئة من الحالات بعد أربعة أيام من بدء العلاج بدلا من أسبوع تستغرقه العقاقير المتاحة حاليا للقضاء على طفيل المرض في الجسم. وقال الباحث بول أونيل من جامعة ليفربول البريطانية إن العقار الجديد إذا ثبتت فعاليته فيحتمل أن يستخدم في علاج الملاريا مع عقار ثان. وأضاف "يجد الطفيل صعوبة أكبر في تكوين مناعة (ضد العلاج) إذا استخدم عقاران لعلاجه كل منهما يتخذ مسارات مختلفة" . ويصيب طفيل الملاريا سكان نحو 100 بلد تقع في المنطقة الاستوائية أو تحت الاستوائية ويمثل خطرا على نحو 40 في المئة من سكان العالم. وتسجل نحو 90 في المئة من حالات الوفاة نتيجة الاصابة بالملاريا في المنطقة الواقعة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا ومعظم تلك الحالات من الاطفال الصغار حيث يتسبب المرض في وفاة طفل أفريقي كل 30 ثانية. وهناك أربعة أنواع رئيسية من الملاريا تنتقل جميعها إلى البشر عن طريق البعوض. وأعراضه الرئيسية هي ارتفاع درجة حرارة الجسم مع نوبات من الرجفة يصحبها صداع وميل إلى القيء. وذكرت مجلة (نيتشر) أن العقار الجديد طور بالتعاون بين ثلاث مجموعات بحث جامعية وثلاث من الشركات المتخصصة في التكنولوجيا الحيوية.