يتحدث كثيرون عن عمل المرأة، وقد ثبت فعلا أن عمل المرأة ضروري في أحيان كثيرة لرفد قدرة الأسرة الاقتصادية، وصحيح أن المنطق حتى في خارج عالمنا العربي والإسلامي أن الوظيفة الهم والأعظم والأكثر مشقة أيضا هو أن تدير المرأة المنزل ابتداء بالزوج إلى شئون الأسرة وتربية الأطفال عندما تكون الأحوال المادية جيدة. ومن جهة أخرى عندما تكون الفتاة متعلمة ولم تدخل حياة زوجية بعد فإننا نرى هنا مدعاة أكبر لها للعمل، ليس فقط لرفع قدرتها وقدرة أهلها المالية ولكن أيضا تعظيما للوقت واستفادة من فرص العمل لها من نواح عقلية وجسدية ونفسية، وفرصة هامة لتقديم الخدمة للآخرين. على أن هناك وظيفة من أهم الوظائف النسوية وهي وظائف التمريض. فما زال المجتمع يتحفظ عن هذه الوظائف وكثير من الأسر السعودية إما تمنع أو لا تحبذ لبناتها الانخراط في العمل التمريضي. ولا شك أننا لا نقف تماما ضد هذه الرؤية المحافظة، فقد تلاقي الممرضة بعض المضايقات ربما حتى التحرشات، على أن هذا ليس من عيب الوظيفة ولكن عيبا في جسد النظام الطبي الذي عليه أن يحمي الممرضات من تعدي المرضى والعاملين بالمستشفيات هذا من جهة، ومن جهة أخرى، هو أن يرقى أعضاء المجتمع وبالذات العاملين في المستشفيات والمرضى إلى مفهوم إنساني أعلى في النظرة إلى الممرضة التي تسهر على الخدمة الطبية والتي هي باعتراف كل مستويات الإدارة الطبية أهم دور على الإطلاق، بلا التمريض لا معنى لكل العملية العلاجية بأسرها.. ولكن من زاوية أعم وأكبر شمولا ويمس كل قطاعاتنا في الاعتقاد بأن الإسلام يقف حائلا ضد مهنة التمريض للمرأة. ونود أن نستعرض معكم كيف كان يرى الإسلام التمريض النسوي ، الذي لم تعرفه أوربا إلا في نهاية القرن التاسع عشر وحضارة الغرب تغطي العالم. ونرى أن الإسلام شجع على التمريض، وكان يطلق على الممرضة اسم " الآسية" لأنها تواسي المريض والجريح، وتضمد الجراح، وتجبر العظام، ، وتقي من النزف، وتسقي الجرحى، في الحروب، أليس هذا تمريضا؟ بل نراه حتى أكثر من التمريض، ولتعلم أنها تقاتل متى لزم الأمر! ونقول لكم ( وهذا مهم في النظرة الاجتماعية) كان إسعاف المرضى من اختصاص فضليات النساء، فكن يسرن إلى المعارك جنبا إلى جنب حاملات قرب الماء ومعهن كل ما يحتاج إليه الجرحى من لفائف وجبائر ووسائل الإسعاف المتوافرة. ومن أشهر الممرضات في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم: أم عطية الأنصارية، وكانت من طبيبات العرب واشتهرت بالجراحة، وغزت مع الرسول، وكانت تداوي الجرحى، وخرجت نساء أخريات بغرض التمريض مع الرسول في غزواته، مثل أم سنان الأسلمية، وأميمة بنت قس الغفارية، وأم سليم، وأم أيمن، ونسيبة المازنية، والأخيرة أي نسيبة لها قصة تحكى، فهي خرجت مع الرسول صلى الله عليه وسلم لعلاج الجرحى في غزوة بدر ، إلا أنها باشرت القتال، ورمت بالقوس، وحاربت بالسيف.. أرأيتم!! @ ناصح..