أشك في قيام أي بلد عربي من المحيط الى الخليج بالتقدم لتنظيم إحدى الدورات الأولمبية سواء في الحاضر او المستقبل!. هذا الشك نابع من أن بلدان الوطن العربي لو اجتمعت معاً وقررت تنظيم هذه الدورة فسيكون مآلها الفشل الذريع!. أولاً لأنه في الوطن العربي لا توجد منشآت أولمبية وثانياً لأن العقلية العربية لم تزل متخلفة فكل بلد يريد لنفسه الظهور ويجر النار لقرصه وثالثاً يستحيل ان يتفاهم العرب حتى في الرياضة والدليل المعارك التي تجري والدماء التي تسيل عندما يلتقي منتخبان عربيان يتنافسان على أي بطولة تافهة. مرحلة النضج في الرياضة لم نصل إليها حتى الآن.. وخير إثبات على ذلك الملف المصري لكأس العالم 2010 والذي حصل على رقم (صفر) كذلك فشل ملف المغرب بينما نجح ملف جنوب أفريقيا!!. العرب في السياسة كما هم في الرياضة.. تزوير الأعمار سمة من سماتهم.. وبطولة الناشئين تحت 17 سنة الأخيرة في دبي كشفت هذا التزوير فبطل الدورة رقم (19) فريق نادي الخابورة العماني فاز بالبطولة بينما احتل الأهلي البحريني المركز الثاني وخسر أمام الخابورة (1/9) ولو كان هناك تكافؤ في الأعمار ما جاءت هذه النتيجة الكبيرة لأننا كعرب لا نثق في بعضنا البعض وينتابنا الريب والشك في كل ما هو حولنا. إذا كانت المغرب ومصر فشلتا في تنظيم كأس العالم لكرة القدم 2010 فهل تنجح إحدى الدول العربية في تنظيم الدورة الأولمبية؟. الدورات الأولمبية بحاجة الى منشآت أولمبية وليس ملاعب كرة قدم فقط.. ولو جمعت الوطن العربي كله لن تجد هذه المنشآت فيه!!. في وطننا العربي الكبير نمتلك القصور الباذخة والفلل الراقية والعمارات التي تناطح السحاب.. ولدينا النفط وكل الثروات ويمتلك البعض الملايين من الدولارات المكدسة في البنوك الأجنبية لكننا لا نمتلك المنشآت الأولمبية ونتباهى امام الغرب بقدراتنا الفذة واموالنا الطائلة ونفطنا العظيم لكننا وحتى اليوم لم نستطع تحرير انفسنا من الكذب والرياء والتبعية للاستعمار الغربي وخسارة فلسطين والحرب العراقية ومآسي دارفوار وحب الأنا خير أدلة على تخلفنا في كل شيء بما فيه المجال الرياضي. تلك اليونان بمفردها تنظم الأولمبياد الجاري حالياً.. فهذه الدولة الاوروبية مهد الألعاب الأولمبية لا تشتهر بالنفط ولا الغاز ولا الثروات إنما تشتهر بالصناعة والتصنيع وبالنظام الديمقراطي الصارم ومحاربة الفساد ومن الطبيعي ان تقدم لنا لوحة افتتاحية باهرة وتحقق النجاح الأولمبي بينما نحن العرب لا نملك إلا التصفيق لها. بإمكاننا ان نكون أفضل من اليونان شريطة ان نتحرر من الداخل.. والإنسان الذي اعتاد حياة البذخ لا يتحرر لأنه سجين الأوهام والتعالي والغرور. * اخبار الخليج البحرينية