تمنع الانظمة ارتباط الموظف باي عمل اخر خارج وقت الدوام, ومع الغلاء الفاحش والمتصاعد باستمرار, يجد الموظف نفسه محاصرا باعباء وضغوط هذا الغلاء, لكنه ممنوع نظاما - من مزاولة اي عمل آخر, يحسن وضعه المادي خاصة اذا كان رب اسرة اويستعد لدخول القفص الذهبي, وتكوين اسرة سعيدة غير مرهقة ماديا بالديون التي يخلفها عادة هذا المشروع الذي لابد منه. والدولة تمنح الموظف راتبا مقابل ساعات العمل التي عليه ان يقضيها كاملة, واي نقص في هذه الساعات او تهاون في العمل يحاسب عليه الموظف حسب النظام, ولكن بعد ساعات العمل لماذا يظل الموظف الحكومي مرهونا للوظيفة, فلايستطيع ممارسة اي عمل آخر في وقته الخاص, ولماذا لايستثمر وقت فراغه فيما هو مفيد له ولاسرته ومجتمعه. في الدول المتقدمة لايتورع عضو هيئة التدريس في الجامعة عن العمل في اي وظيفة اخرى دون ان يخشى سطوة النظام, وما ينطبق على عضو هيئة التدريس يشمل كل موظفي الدولة دون استثناء, وانما استشهدت بعضو هيئة التدريس في الجامعة, لما تمثله هذه الوظيفة من مكانة اجتماعية رفيعة, لكن هذه المكانة لاتمنع من الاستفادة من اوقات الفراغ باي عمل اخر يعود بالمال الحلال على الموظف, وهو من فئة ذوي الدخل المحدود مهما بلغ راتبه, علما بان العمالة الاجنبية لدينا تملأ الشوارع بعد ان لفظتها الشركات او المؤسسات او الافراد المتاجرين بهذه العمالة, وفتح المجال امام الموظف للعمل بعد الدوام, سيخفف بشكل او باخر من عددالعمال الاجانب. الموظف في الدولة او غير الدولة مطالب بساعات عمل محددة وبأداء متقن لواجبات الوظيفة, واي تقصير يخضعه للمحاسبة النظامية, فلماذا هذا التضييق عليه بمنعه من العمل خارج وقت دوامه الرسمي, ثم هل كل الموظفين في الدولة او غيرها يلتزمون بساعات العمل وواجبات الوظيفة؟ ان من يريد التلاعب يمكنه التحايل على النظام. دعوهم يعملوا خارج اوقات الدوام الرسمي, ليستفيدوا ويفيدوا بدل الاضطرار لمخالفة النظام, ربما فيما هو غير نظامي او غير مشروع.