قصائد كثيرة كتبت في الورد والزهور، التي تغنى بها العشاق، التي أسرت بسحر ألوانها المشاعر، وقد جذبت الأزهار قديما انتباه البشر، وحظيت في مختلف الأزمنة باهتمام الناس، لما لها من روائح شذية وألوان جذابة وأشكال مدهشة وتكوينات متناسقة، تتمثل في تنظيم الورق على الغصن، واكثر الناس انفعالا بالأزهار هم الأدباء والشعراء والمصورون، فهم يستطيعون بحسهم المرهف وقدراتهم التعبيرية وعواطفهم الدافئة أن ينقلوا لكافة الناس ما تبوح به الأزهار من أسرار. غير ان أصحاب محلات الورد استطاعوا أيضاً التعرف على الكثير من أسرار وفوائد الزهور والورود، فاتخذوا من هذه المعرفة بابا للرزق. الأزهار عند القدامى حبيب العبدالله أحد الأخصائيين بعلم الأحياء، يقول: هام العرب بالأزهار، فاحتلت مكاناً مرموقاً في آثارهم الأدبية وأشعارهم، وعندما انتشر الإسلام في ممالك الأرض حفلت آثار التاريخ بتصوير الأزهار، والتغني بجمالها وأريجها، فقصور الأمويين في الأندلس والعباسيين في بغداد، تنطق بالحس المرهف والجمال البديع، فكانت مادة خصبة للأدباء والشعراء، لما فيها من مباهج وجمال. أما في مصر فقد رفع الفراعنة منذ الآف السنين مكانة الأزهار، وجعلوها في مكانة سامية، حتى علت زهرة (اللوتس) تيجان الملوك، وكانت رمزا ينقش على آثارهم، وأحب قدماء المصريين الأزهار حبا امتزج بالعادات الاجتماعية، حتى كانت وسيلة للتعبير عن الولاء والاخلاص والحب عندهم، وكانوا يقدمونها للضيوف في أكاليل حول الرأس والعنق. ويتضح الحب والعناية بالأزهار فيما كان قدماء المصريين يضعونه من زهور على شكل قلائد وأكاليل مع الجثث المحنطة. وهناك أيضاً اهتمام خاص بالأزهار لدى الشعب الروماني والأغريقي والفرس والصين واليابانيين، حتى اصبح ذلك الأهتمام علما أكاديميا ضمن العلوم الزراعية الأخرى، حيث تدرس افضل الطرق لزراعتها ورعايتها، وتهجين سلالات منها، ووسائل الاحتفاظ بها أطول مدة بعد قطفها. مصدر الورد الطبيعي عبدالمنعم البو عبدي (أحد أصحاب محلات الورود) يقول: هناك عدة أماكن تستورد منها الورود.. ويضيف: يحتاج الورود الطبيعي لرعاية خاصة، وأجواء باردة، فالورد الذي نبيعه نأتي به من محلات تستورده من شركات تجلبه من الخارج، وأيضا هناك محميات خاصة للورد في المملكة، مثل المحميات الموجودة في تبوك. ويذكر البو عبدي ان الفصل الرئيسي الذي ينمو فيه الورد هو الربيع، حيث تنتعش الورود والزهور في الحقول الزراعية، أو في بعض المناطق البرية غير المجدبة. وسائل للحفظ و يواصل البو عبدي حديثه عن كيفية حفظ الورد الطبيعي قائلا: للورود الطبيعية حساسية شديدة للأجواء الحارة، فهو يذبل إذا ما استقبل الحرارة والرطوبة، ولكي نحافظ على بهائه وقوة أوراقه من الذبول نضعه في ثلاجة خاصة، لحمايته من الاهتراء والشحوب، كما نضعه في حاويات تحتوي على ماء، ونقوم بقص اسفل الساق على شكل اقتطاع ذى زاوية، لكي يساعد الورد على امتصاص الماء بسهولة، وهذه العملية تتم بين فترة وأخرى بمقدار سنتيمترات. ألوان مفّضلة وعن الألوان التي يفضلها عامة الناس يقول حسين محمد: أحب الألوان هو الأحمر، حيث يختاره الكثير من المشترين، لمنظره الجميل، الذي يحمل اكثر من دلالة، مع توفر الصبغ والأنواع للورد فهم يختارون اجملها بهاء (شكلا ولونا)، والمشهور من الورد هو الورد (المحمدي)، أو ما يسمى (الجوري)، وهو ما يباع في اغلب المحلات، وهناك مصطلحات يطلقها البعض على كل لون، حيث يختارون لكل مناسبة لوناً معيناً من الورد، فالأحمر تعبير عن الحب، والأبيض عن الصفاء والإخاء.. وهكذا. مناسبات الشراء وعن المناسبات التي يكثر فيها شراء الورد يقول محمد تقي عايش: هناك مناسبات عدة يحتفي بها الناس بالورد، وهي مناسبات الأعراس وحفلات (الخطوبة) و(الشبكة) والزيارات المرضية، ولمن رزقوا أبناء، وللأصدقاء، وهناك عدة مواقف يستغلها الناس في إهداء الورد إلى أعزائهم. النساء أكثر وعن المقارنة بين الرجل والمرأة في اقتناء الورد يقول ياسر العطاء: النساء اكثر ارتيادا لمحلات الورود، بعكس الرجل، لأن النساء فطريا يختلفن عن الرجل من حيث التركيبة النفسية، فالنساء تهتم بالعلاقات والصداقات، وحتى من ناحية الذوق لاختيار (باكيت) الورد، وكيفية تصفيفه، وأيضا العبارات التي تكتب عليه. صناعة العطور أما عن استخلاص العطور من الزهور فيقول العبدالله: هناك عدة طرق، فهناك عملية قديمة ما زالت تتم بواسطة امتصاص العطر بالدهون التي تطلى بها ألواح زجاجية تنثر عليها الأزهار، وقد تستغرق هذه العملية أكثر من 24 ساعة، ومع تكرار هذه العملية تتشبع الدهون بالعطر، ثم تعالج بالكحول، الذي يفصل خلاصة العطر عن الدهون، والطريقة الأكثر استخداما هي وضع الأزهار في غرفة مغلقة، يسلط عليها أثير البترول النقي، الذي يقطر فيما بعد، لينفصل الكحول عن زيت الأزهار، كما يعمد إلى التقطير أحيانا بعد غلي الأزهار، فيتم الحصول على زيت الأزهار بجميع هذه الطرق، وقد يحتوي العطر الواحد على 50 مادة من مختلف الأزهار، وبسبب غلاء زيت الأزهار، وكونه مرتفع الثمن، فقد لجأوا إلى تركيب زيوت عطرية صناعية، تمزج بها نسبة محددة من زيت الأزهار الطبيعة. الورد للمناسبات السعيدة الحفاظ على الزهور بوضعها في الثلاجة