عزيزي رئيس التحرير تضاربت آراء علماء التربية وعلم النفس في علاقة الذكاء بالإبداع، وتذكر أدبيات الإبداع أن هناك رأيين في هذا المجال هما: @ الأول: أن الإبداع في مجالاته المختلفة، مظهر من مظاهر الذكاء العام للفرد، أو أن الإبداع عملية عقلية ترتبط بالذكاء، ولذلك يقررون أنه ما لم يكن ذكياً فلا يستطيع أن يبدع شيئا وعليه فليست هناك قدرة خاصة للإبداع. @ الثاني: أن الإبداع ليس هو الذكاء، وبالتالي فإنهما نوعان مختلفان من انواع النشاط العقلي للانسان، فقد تجد تلميذاً مبدعاً ولكنه لا يتمتع بمستوى عال من الذكاء، والعكس وارد أيضا. أي أن الذكاء والإبداع قدرتان منفصلتان، وبالتالي هناك قدر من التمايز بينهما وإن لم يكن تاماً بين هذين النوعين من القدرات. وبناء عليه ينظر للذكاء كما تقيسه اختبارات الذكاء بأنه تفكير تقاربي يتطلب تقديم إجابات صحيحة معينة. بينما التفكير الإبداعي هو تفكير تباعدي متشعب يتطلب تقديم عدة حلول مناسبة ومتنوعة، وبالتالي يتميز بالتعبير الحر غير المقيد لاستعمال القدرات العقلية . وفي هذا الصدد، تؤكد بحوث تيلر وبحوث ماكينون أن مقاييس واختبارات الذكاء تخفق في تمييز التلاميذ المبدعين، وقد يرجع ذلك إلى أن تلك الاختبارات تتضمن بدرجة كبيرة أعمالا تحتاج إلى التذكر والتفكير المتقارب وتهتم بتقديم إجابة واحدة صحيحة ونادراً ما تقيس شيئا من التفكير التباعدي المتشعب، والذي يتميز بالاتجاه إلى عدة حلول مناسبة متنوعة. هذا وعلى الرغم أن الإبداع والذكاء ليس من الضروري أن يرتبطا بعلاقة عالية، إلا أن خلاصة البحوث تشير إلى أن العلماء المبدعين يمتلكون مستوى عالياً من الذكاء . وقد أكدت دراسات حديثة وجوب توفر درجة معينة أو حد أدنى من الذكاء (حوالي 120) في المتعلم المبدع، دونه ما أمكن له أن يكون مبدعاً. كما أوضحت معظم الدراسات عدم وجود فروق بين الذكور والإناث بالنسبة للإبداع والذكاء. @@ هشام عبد اللطيف النعيم