عزيزي رئيس التحرير دعني أحدث ابنتي عن حلم ضاع منها ومن بنات جنسها اللاتي يحملن الشهادة الجامعية ومضى على تخرجهن اعوام بلا وظيفة وطال بهن الانتظار بين اليأس والأمل لعل وعسى ان تصل أصواتهن الى المسئولين فأقول: آه يا بنيتي.. لقد ضاع الحلم ومضى قطار العمر.. حتى الأمل والأحلام الجميلة حينما تم قبولك بالجامعة وبعد جهد جهيد وسنوات من المعاناة والسهر والقلق عليك اثناء رحيلك والعودة من الكلية البعيدة مع بوادر المساء.. ضاع كل هذا وضاع معه كل ما بذل من تعلي وصار في طي النسيان.. ومن يتذكر درسا بعد هذه السنوات قد يفيد الجيل الجديد؟؟ وهل بقي في الذاكرة ما تستحقين عليه (معلمة جامعية)!! لن ننسى طعم الفرحة حين اقبلت علينا بكلمة لا تزال بأفواهنا لحنا شجيا عندما قلت (نجحت) حينها نظرنا الى الأفق البعيد نرى حقيقة الحلم دنت لنخبرها بما في اعماقنا من فرح.. ضحكنا وسعدنا ليالي طويلة.. ثم توالت الايام سنوات من عمرنا وعمرك لانزال نجري خلفها نحاول الاقتراب من حلمنا ولكن ظل يبتعد ويبتعد وذابت الفرحة في عمر الورود.. وبليت العقول من طول السبات ومعنا رفقة ليست بالقليلة احلامهم تتلاشى كدخان يصعد الى السماء.. آه يا بنيتي كم اتمنى ان احقق لك جزءا من احلامك.. الشيخ كنعان يشكو ويبكي على قارعة الطريق مشفقا على مثلك حين البحث عن الأمل المفقود.. وحين لا يملك المقومات والوسائل العصرية للوصول الى ما يريد!! ابدا فالنبوغ وحده لا يكفي ليتحقق الحلم فلابد من عناصر مساندة وشيخك لا يملكها ولن يلهث وراءها وسيبقى صامدا في وجه الزمن, وهذا شأنه وما يريد.. دعيهم يصفوه بالمثالية التي اصبحت عقدة في نظر البعض!! ودعيهم في حالهم وما يتقولون.. فالارض هي الارض ولن يجهل دربه في الحياة.. سيعود الأمل يشع في دروبنا يعيدنا الى ملامح الضحكة في عمر الوجود. بنيتي.. رجاء لا تدعي الحزن يسرف وهنا يسري الى روحك.. ارفعي قامتك لا تنحني فالحزن لا يصنع الأمل ولن يثقب وجه الحياة.. وهذا قدرك وشيخك سينام قرير العين وضميره مرتاح.. فقد ادى دوره وبذل من عمره لكي يراك مع اخوتك ذرية صالحة متعلمة تخدم المجتمع في وطنهم الحبيب.. ربما يسبقهم الراجلون بلاعتاد وربما يمضي العمر ولكن بمحصولهم سيصلون.. ولو بعد حين.. فالحياة تتجدد ويخلق ما لا تعلمون.. بنيتي.. لا تجهلي حقيقة الدنيا والحكمة في هذا الوجود وتظني ان كل خير ليس لك منه نصيب ويفنى العمر بين الوهم والخيال والحسرة على ما فات.. وثقي بأن السعادة في طاعة الله والتوكل عليه سبحانه في كل الامور.. وان نعيم الدنيا صفاء القلب ونقاء السريرة ومحبة الآخرين.. وغير هذا هباء في هباء.. فأنت ومثيلاتك جواهر لا تقدر بثمن.. تضيء بعلمها الذي هو ادراك الشيء على ما هو عليه بيقين ثابت.. فلعل بعض الأماني تتحقق بعد هذا ولن يموت الشيخ في العراء.. وسيبقى الأمل متمسكا بحبل القدر.. ولم نبن قصورا من رمال. عبدالله الفريجي الخبراء