سجلت أسواق المال الآسيوية والأوروبية تراجعاً واضحاً في تعاملات أمس الأول على خلفية ضعف بيانات التصنيع في الولاياتالمتحدة، وعمليات البيع الواسعة في الأسواق الصاعدة، مع تزايد الشكوك في قوة دفع النمو بالاقتصاد الأمريكي أكبر الاقتصاديات العالمية. وفقد مؤشر نيكي القياسي في ختام تعاملات بورصة طوكيو للأوراق المالية، أكثر من 4% من قيمته في تعاملات الأمس، على خلفية المخاوف من تباطؤ الاقتصاد الأمريكي التي دفعت الأسهم الأمريكية إلى التراجع بأكثر من 2% مساء أمس الأول. وانعكس قلق المستثمرين بشدة على مؤشر توبكس الأوسع نطاقاً في البورصة اليابانية، حيث تراجع بأكثر من 4% رغم النتائج الجيدة للشركات اليابانية في الربع الثالث من العام المالي الحالي حتى 31 ديسمبر الماضي. وهذا التراجع للأسهم اليابانية هو الأسوأ منذ يونيو الماضي، وهو ما يؤكد وضعها كأسوأ سوق للأوراق المالية في الدول المتقدمة خلال العام الحالي. كما انعكست حالة القلق والغموض التي تحيط باقتصاديات العالم على الأسواق الآسيوية الأخرى، حيث تراجع مؤشر هانج سينج في بورصة هونج كونج للأوراق المالية، بنسبة 9ر2% مع استئناف نشاط السوق بعد عطلة استمرت 4 أيام بمناسبة رأس السنة الصينية. وتراجع مؤشر كوسبي لبورصة سول الكورية الجنوبية بنسبة 7ر1%. وتراجعت الأسواق الأوروبية في بداية تعاملات الأمس على خلفية تراجع الأسواق الآسيوية والأمريكية، حيث انخفض مؤشر فاينانشال تايمز في بورصة لندن بنسبة 1ر0% وذلك لليوم الثالث على التوالي، وتراجع مؤشر داكس في بورصة فرانكفورت بنسبة 7ر0% واستقر مؤشر كاك في بورصة باريس عند مستواه أمس الأول. وجاء هذا التراجع في أعقاب إعلان معهد إدارة الإمدادات الأمريكي تقريره عن أداء قطاع التصنيع الأمريكي، حيث انخفض المؤشر في يناير الماضي إلى أدنى مستوى له منذ مايو الماضي. واشتد توتر الأسواق نتيجة القلق من خروج رؤوس الأموال من الأسواق الصاعدة بعد اتجاه مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي) الأمريكي إلى سحب إجراءات تحفيز الاقتصاد. وأدت المخاوف من ضعف أداء الاقتصاديات الصاعدة إلى تراجع قيمة عملاتها المحلية خلال الأسابيع الأخيرة وهو ما أدى إلى زيادة توتر المستثمرين في أسواق المال. ويعتقد بعض المحللين أن الفوضى الحالية هي بمثابة عملية تصحيح متأخرة لأسعار الأسهم بعد أن أنهت أغلب البورصات العام الماضي بارتفاعات قياسية. ومن جهتها، أنهت الأسهم الأمريكية تعاملات أمس الأول على ارتفاع بدعم من نتائج جيدة لأعمال شركات مع محاولة السوق الاستقرار بعدما منيت في الجلسة السابقة بأكبر خسارة منذ شهور.