حذرت دراسة مصرية متخصصة من تراجع المشاركة العربية في مجتمع الانترنت العالمي بالفاعلية المناسبة التي تعكس الامكانات العربية الجيدة في هذا المجال. وذكرت الدراسة التي أعدتها ادارة البحوث الاقتصادية بوزارة التجارة الخارجية المصرية أن الصفحات العربية على الشبكة العالمية لا تستحوذ الا على واحد بالمائة فقط من اجمالي الصفحات المنشورة بكل اللغات على الانترنت. واوضحت أن تسريع الانخراط في الانترنت وكافة قطاعات تقنية المعلومات ضرورة ملحة يفرضها عالم جديد تحكمه شبكة المعلومات خاصة في المجال الاقتصادي نتيجة لتوسع قدرة الكومبيوترات بأنواعها المختلفة الكبيرة والميني والميكرو وازدياد سرعة التشغيل والاندماج بين أجهزة الكمبيوتر ووسائل الاتصال. واضافت الدراسة أن حجم سوق الكمبيوتر الشخصي بالدول العربية تجاوز حوالي 3ر3 مليون جهاز العام الماضي من المتوقع أن ينمو بنسبة تتراوح بين 15 و 20 بالمائة العام الحالي كما حققت المنطقة العربية تطورا في نطاق وسرعة الانترنت حيث زادت بنحو 154 بالمائة لتصل الى 9ر1 جيجا بايت في الثانية. واشارت الى أن عدد المشتركين في خدمة الانترنت بلغ نحو 6ر1 مليون شخص مؤكدة أن مصر ودول مجلس التعاون الخليجي شهدت نموا ملحوظا في مجال تقنية المعلومات خاصة في ضوء زيادة المخصصات المالية الحكومية ونمو استثمارات القطاع الخاص الموظفة فيه.وانتقدت الدراسة محدودية عدد مستخدمي الانترنت في الوطن العربي موضحة أن الحصة العربية لا تتجاوز 6ر0 بالمائة من اجمالي عدد مستخدمي الشبكة في العالم مشيرة الى أن استخدامات الانترنت في الدول العربية مازالت قاصرة على تطبيقات قليلة حيث يستحوذ البريد الالكتروني على 59 بالمائة مقابل 22 بالمائة لتصفح المعلومات و 13 بالمائة لأغراض العمل و 6 بالمائة للتجارة الالكترونية. وذكرت الدراسة أن الدول العربية تتفاوت فيما بينها في معدلات استخدام الانترنت من حيث نسبة السكان موضحة أن الامارات تأتي في المقدمة بنسبة تبلغ نحو 2ر10 بالمائة ثم لبنان 8 بالمائة ثم الكويت 5ر5 بالمائة فالأردن 2 بالمائة ثم مصر والسعودية بنسبة 8ر0 بالمائة من تعداد السكان. وشددت الدراسة على أن الشوط مازال طويلا أمام الدول العربية لبلوغ الطموحات في مجال تقنية المعلومات والاقتصاد الشبكي على الرغم من توجهها نحو بناء مجتمع المعلومات وسعيها للدخول في منظومة الاقتصاد الشبكي وايضا زيادة الوعي بأهمية ارساء البنية التحتية للمعلومات والاتصالات وتعميق استخدام الانترنت وتعزيز صناعة البرمجيات العربية.وأكدت اهمية انشاء الاتحاد العربي لتقنية المعلومات للتعاون بين الخبراء العرب وتنمية الاستخدام المكثف للأعمال الالكترونية موضحة ان مشروع اقامة أكاديمية عربية للتجارة الالكترونية سيكون لها مردود كبير لتنمية التجارة الالكترونية العربية. وذكرت الدراسة ان هناك مقومات اساسية يصعب تنمية الاقتصاد الشبكي العربي وتنشيط التجارة الالكترونية من دونها تتمثل في تبني نظم وشبكات متطورة في قطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية كنظام عصبي قادر على توفير الاتصالات في غاية السرعة والكفاءة والاستجابة السريعة للفرص والطوارىء.واضافت ان من بين هذه المقومات الاساسية شبكات المعلومات المتداخلة التي تحكمها قواعد وضوابط الشفافية والانفتاح بين الأطراف المشاركة فيها مع السرعة التي تحقق التعامل الفوري مع المعلومات فضلا عن كفاءة أداء النظام المصرفي والمالي وقدرته على دعم عمليات التجارة الالكترونية. واكدت اهمية التوسع في نظم الدفع الالكتروني لتيسير ابرام معاملات مالية مأمونة على الشبكة علاوة على التوسع في اقامة مشروعات عربية مشتركة في مجال صناعة المعلومات المتعلقة ببرمجيات الكمبيوتر وصناعة الدوائر والرقائق الالكترونية والموصلات الدقيقة.