قد تغرر بالانسان امانيه الخادعة واحلامه الكاذبة وشيطانه الرجيم فيستحب العمى على الهدى، ويؤثر الباطل على الحق وتبلغ به الجرأة ان يسطو على مال غيره، فيسلب عرق جبين العاملين ويمتص نتاج الكادحين، ويتمرغ في رذيلة الرقة، وخيانة الامانة ويتعدى حدود الله وشرعه، ويسعى في الارض فسادا فيزعزع أمن الأمة ويحرمها من طمأنينتها. فاليد الخائنة الآثمة بمثابة العضو المريض الذي يجب بتره ليسلم الجسم من اذاه فيستقيم الحال وينصلح المآل، لذا جاءت الشريعة السمحة لتصحح المسار وتضع الحق في نصابه (السارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم، فمن تاب من بعد ظلمه واصلح فإن الله يتوب عليه ان الله غفور رحيم). قطع اليد فضيحة للسارق واسقاط له ولبيان عظم ذنبه وبشاعة جريمته، وردع لمن تسول له نفسه، وحفظ لاموال الناس وأرواحهم واعراضهم كيلا يعود لارتكاب السرقة مرة اخرى، وقد جاء في الظلال (وعلة فرض عقوبة القطع للسرقة ان السارق حينما يفكر في السرقة انما يفكر في ان يزيد كسبه بكسب غيره.. فهو يستصغر ما يكسبه عن طريق الحلال ويريد ان ينميه عن طريق الحرام وهو لا يكتفي بثمرة عمله فيطمع في ثمرة غيره وهو يفعل ذلك ليزيد من قدرته على الانفاق والظهور او ليرتاح من عناء الكد والعمل.. او ليأمن على مستقبله.. فالدافع الذي يدفع الى السرقة ويرجع الى هذه الاعتبارات هو زيادة الكسب او زيادة الثراء. فحكم الله يوقف الظالم والمعتدي على حقوق الناس عند حده ويثنيه عن الفساد في الارض وازعاج الناس في اسواقهم ومحلاتهم ومساكنهم. فالسعى في تحصيل الرزق بالطرق المشروعة من ابوابه الواسعة، كالزراعة والتجارة والصناعة او الوظيفة، ونبذ الكسل والخمول وتشمير الذراعين، وكبح هوى النفس وشهواتها والبعد كل البعد عن رفقة السوء امان من الفقر وعلاج ناجع لم تسول له نفسه أكل اموال الناس بالباطل وترويع الآمنين. ومن قرأ القران بتدبر وتمعن لم ييأس من سعة رزق الله وفضله، وما امتن به على خلقه، ففي الوجود منابع للثروة ومصادر للخير (فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه) ومن توكل على الله كفاه (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) ومن اتقاه رزقه واذهب همه وحزنه (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب) وشكره مقرون بالمزيد (لئن شكرتم لأزيدنكم). فالتربية المستجدة من كتاب الله العظيم وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم سد لذرائع الفساد، ومنع العدوان وفي الحديث:(قد افلح من اسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما آتاه). وحكومتنا الرشيدة ايدها الله بنصره، ووفق الله قادتها للعمل في رضاه تضرب بيد من حديد على من تسول له نفسه ترويع الآمنين او الخروج على الدين، وهديها كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.. اسأل الله ان يديم علينا نعمة الأمن والأمان آمين يارب العالمين. علي صالح السنني