يأتي التهديد الرئيسي للرئيس الافغاني حامد كرزاي في الانتخابات التي ستجرى في اكتوبر القادم من مجموعة محاربين قدماء يطلقون على أنفسهم الجبهة المتحدة. ولحسن حظ كرزاي ويقول البعض لحسن حظ البلاد أيضا انه لا يوجد فيما يبدو اسم أفضل لوصف هذه الحركة التي لها تاريخ في التشاحن والقتال المميت بين افرادها والخيانة. كما ان الجبهة التي يطلق عليها أيضا التحالف الشمالي تتألف من أقلية عرقية المجاهدين هزمت السوفيت بمساعدة الولاياتالمتحدة للاطاحة بحركة طالبان الحاكمة في عام 2001 لايوائها تنظيم القاعدة . وتولى زعماء التحالف الشمالي الوزارات الرئيسية في أعقاب سقوط طالبان لكن كرزاي سعى ببطء لاحلالهم بوزراء فنيين لهم انتماءات غربية معظمهم من قبيلة البشتون المهيمنة التي ينتمي اليها ولم تلوث أياديهم بدماء الحرب. ويقول محللون ودبلوماسيون ان الفرصة الحقيقية الوحيدة أمام التحالف للاطاحة بالرئيس كرزاي الذي يتقدم السباق هو منعه من الفوز بأكثر من 50 في المائة من أصوات الناخبين الذين يصوتون في التاسع من اكتوبر ثم توحيد صفوفهم وراء أقرب منافسيه في جولة الاعادة الثانية. لكن الحسابات السياسية المنطقية لا تصلح كثيرا في افغانستان ولا يراهن كثيرون على وجود معارضة متحدة. وقال دبلوماسي غربي كبير يصبح لهذه الحسابات مغزى في بلد غربي لكن هنا من يدري. ويقول الدبلوماسي الغربي واخرون انهم يشعرون بالقلق أكثر بشأن الانتخابات البرلمانية التي ستجري في ابريل من العام القادم حيث يمكن للجماعات المسلحة ان تؤثر بسهولة على النتيجة من خلال اللجوء الى اجبار الناخبين في دوائرهم على التصويت لهم. وللتحالف أربعة مرشحين بارزين في انتخابات الرئاسة لم تجمعهم أبدا صداقة وفي بعض الحالات حاربوا بعضهم البعض في معارك خلفت الاف القتلى من المدنيين. وحصل وزير التعليم السابق يونس قانوني على تأييد علني من وزير الدفاع محمد قاسم فهيم ووزير الخارجية عبد الله عبد الله. والثلاثة من الطاجيك وكانوا مقربين للزعيم الذي اغتيل أحمد شاه مسعود. أما المتنافسان الاخران فهما الجنرال عبد الرشيد دستم وهو قائد لا يمكن التكهن بأطواره من الاقلية الاوزبكية ومحمد محقق الذي ينتمي لقبيلة الهزارة واحمد شاه احمدزاي وهو من البشتون. وبينما يسعى مسؤولو القصر للتقليل من أهمية الصلات العرقية في الانتخابات فانها تستخدم عادة كأداة ومن المرجح ان تستخدم مرة اخرى. وقال الدبلوماسي توجد جولتان في هذه الانتخابات وسيكون من السهل لقانوني اقناع دستم ومحقق بالانضمام اليه. واضاف المشكلة كلها ستكون انذاك من هو رقم واحد. وأحبطت هذه القضية محاولات من جانب مرشحين للاتفاق على استراتيجية للاطاحة بكرزاي اثناء محادثات جرت في الاونة الاخيرة. ويخاطر دستم ومحقق بامكانية اسقاطهم من القائمة النهائية للمرشحين في العاشر من اغسطس اب بسبب تورطهم المزعوم في حوادث اراقة دماء والانتماء لميليشيات مسلحة وهو امر محظور. كما توجد فرصة حقيقية لان يسعى بعض ان لم يكن كل المرشحين الاربعة للعودة الى معسكر كرزاي. وقال فاضل سانجشاراكي وهو صحفي أفغاني ومعلق كل منهم يؤكد انه يفضل ان يكون مرشح المعارضة الرئيسي. واضاف حتى الان الامور لا تبدو مشجعة. وفي نفس الوقت هؤلاء الافراد سيتحدثون الى كرزاي. حتى اذا أجبر المتنافسون كرزاي على خوض جولة اعادة فانه سيظل المرشح المفضل لانه ببساطة الاكثر شهرة. وقال محلل غربي في كابول في اشارة الى اقليم في وسط افغانستان معرفة الاسم سيكون مسألة مهمة في قرية تقع في اقليم ارزكان. وسعى كرزاي الذي يتمتع بتأييد الولاياتالمتحدة الى تجزئة وهزيمة التحالف من خلال اختيار أحمد زاي مسعود شقيق احمد شاه مسعود وهو من الهزارة ومحمد كريم خليلي لخوض الانتخابات على تذكرته الانتخابية. وترى واشنطن ان كرزاي يمثل أفضل أمل لاخراج البلاد من الخراب وتخفيف تشدد التيارات الأخرى .