عزيزي رئيس التحرير منذ ان طرق الانسان ابواب العمل كان هاجسه الدائم وتطلعه المستمر نحو التكريم والتشجيع لا يبارح تفكيره حتى وصل الفكر الانساني في عصرنا الحاضر الى مستويات متقدمة من نظريات وفلسفة التكريم سواء للمبدعين او المتميزين فصار هذا المجال جزءا من الدراسات الاكاديمية في علم الادارة وادارة الاعمال بل ويحث عليه من قبل المسؤولين, لكن كثيرا ما نسمع عن الموظفين او العاملين في بعض القطاعات والادارات الانتاجية ذات الاهمية لاسيما ممن امضوا عددا كبيرا من سنوات الخدمة وكانوا يعملون بجد واجتهاد يطرحون اسئلة هامة يتطلعون من خلالها الى اجابات تحفزهم للرقي والاستمرار بمستوياتهم العملية ومن هنا نقول لماذا؟ وكيف؟ ومتى يكرم الموظف؟ وهذه الأسئلة موجهة الى ارباب العمل او القائمين عليه واعتقد انه من حق الموظف المجتهد خلال مسيرة عمله في المنشأة ان يجد الاجابة الواقعية المنصفة وليس الخيالية لان طبيعة البشر تسعد بالكلمة الطيبة والتي لها اثر عظيم في النفس ومن هنا جاءت حفلات التكريم في المناسبات لتحفز العامل نحو البذل والعطاء ولتجدد طاقاته النفسية والجسمية متجاوزة كل اشكال التعب والملل ونقول ان كان ذلك التكريم من حق الموظف او العامل فيجب ان يكون هذا الحق اثناء فترة حياته العملية ليستمتع باعتزاز بثمرة جهده وعطائه للسنوات الماضية وليس عند نهاية خدمته فقط كما يحدث في بعض القطاعات او الادارات ولا يخفى ان حصول الموظف على التكريم خلال فترة عمله وشعوره بغبطة زملائه له بذلك سواء لابداع ما او لتميز ما او لمضي مدة من الخدمة المتميزة, لاشك بانها مبعث فخر واعتزاز له وتعطي انطباعا طيبا لاقرانه بالعمل وتكون سيرته الطيبة نهجا حسنا يتوارث بينهم ويقتدى به خلال وبعد نهاية خدمته العملية ولان من اهداف التكريم لعامل المنشأة هو زيادة الانتاج واثارة روح التنافس الشريف واثارة الحماس والحث على الجد والاجتهاد بين العاملين في جو يسوده الود والوئام فكلما عاش العامل او الموظف الاستقرار النفسي والامان الوظيفي وتنفس حياة عملية طيبة واحس بالتشجيع والوقوف الى جانبه من قبل مسؤوليه بعدل وانصاف زادت همته العملية نحو الارتقاء والابداع وصار مرتبطا بالمنشأة كارتباط الوليد بأمه لان الاحسان يولد الاحسان فمتابعة وتشجيع المسؤول للعاملين معه واقامة العلاقات الطيبة معهم والقرب منهم والتخفيف من اعبائهم ومتاعبهم وحل مشاكلهم وغير ذلك فهذا بالطبع يشعر المرؤوس بعدم وجود الحواجز النفسية مع رئيسه الامر الذي يمكن القول بان مثل هذا التصرف النبيل والخلاق سوف ينعكس ايجابا على الانتاج وتطور الاداء الذي لاشك انه يمثل اولوية في التخطيط للاعمال المناطة بالمنشأة وهو احد الاهداف الرئيسية التي يتطلع اليه المسؤولون الذين لا يوفرون وسيلة او خطة في سبيل التحسين والارتقاء بمستوى العمل وتقوية مدى ارتباط العامل بعمله والاخلاص والتفاني في خدمته, كما ينبغي الالتفات الى الوسائل المساعدة على تحقيق مبدأ التكريم وتفعيله والذي يقع على من هم على رأس الهرم الوظيفي بدءا من رصد الامكانيات المالية ووضع الخطط الزمنية للتكريم المستمر وفق ضوابط معينة من خلال التقارير السنوية وغيرها, فكما ان المنشأة تخطط للربح والتطوير والرقي واعداد الميزانيات الخاصة بمراكز الانتاج فانه من المهم ان يكون العقل البشري الذي يدير هذه المنشأة اولى بالعناية والاهتمام, وهنا نخلص القول ان تكريم الموظف حاجة ضرورية يفترض تفعيلها بالمنشأة خلال سنوات خدمة الموظف كما هو عند نهاية الخدمة. عيسى احمد المبشر