يمكن تشبيه اهمية العظام لجسم الانسان بالدور الذي يلعبه حديد التسليح بالنسبة للمباني. حيث يكسبها الصلابة والقوة ويبدأ ظهور العظام لأول مرة في الجنين بعد الاسبوع السابع للحمل حيث تتكون مباشرة عظام الرأس والوجه, اما الاطراف وباقي عظام الجسم فتتكون أولا من هيكل غضروفي ثم لا يلبث أن يتحول هذا الهيكل الغضروفي الى عظام ويعد الهيكل العظمي الدعامة الاساسية والقوية التي يقوم عليها بناء جسم الانسان, وتظهر الاورام العظمية عادة خلال مراحل النمو, وينصح باستئصال الاورام بمجرد اكتشافها خصوصا الاورام الغضروفية نظرا لاحتمال تحولها الى اورام غضروفية خبيثة اذا تركت بدون استئصال لسنوات عدة كما تحدث بعض الاورام الحميدة تجويفا داخل العظام مما يسبب ألما للمريض, وقد يحصل كسر بموضع التجويف نظرا لضعف العظام, لذا ينصح بعلاج هذا النوع من الاورام في مراحله المبكرة, حتى لا تصبح هذه العظام عرضة للكسر, وأهم اورام العظام هي أورام العظام الخبيثة وهي كثيرة ومتنوعة واهم هذه الاورام .. ما يسمى ب(ساركوما العظام) وتبدأ اعراض هذا الورم السرطاني بالاحساس ببعض الآلام, وتزداد حدة الآلام تدريجبا بمرور الوقت الا انه في بعض الحالات يمكن الا يحس المريض بأي الم الا بعد تعرضه لاصابة خفيفة في موضع المرض ثم بعد ذلك يظهر الورم ويزداد حجمه وقد يظهر (ساركوما العظام) في احد الاطراف كأسفل عظمة الفخذ, ويتميز هذا الورم بعدم ظهور اي علامات مصاحبة له كالالتهاب أو ارتفاع درجة الحرارة, ويجب أن يتم علاج (ساركوما العظام) فور اكتشافه أو حتى عند وجود شك في وجوده حتى لا يتسبب في انتقال الخلايا السرطانية عن طريق الدم لتصيب اجزاء اخرى من الجسم, وهناك نوع آخر من الاورام الخبيثة يصيب العظام ويسمى بالاورام الخبيثة الثانوية وهي أورام تصل للعظام عن طريق الدم من اورام خبيثة موجودة في مواضع بالدم بعيدة عن العظام والحقيقة أنه خلال السنوات الماضية حصل تطور كبير في مجال علاج اورام العظام السرطانية, وذلك بفضل التحسن في مجال التشخيص المبكر الاشعاعي لتحديد مكان الورم, وكذلك التطور الذي طرأ على الاسلوب الجراحي لاستئصال هذه الاورام والتقدم الكبير في استخدام العلاج الاشعاعي والكيميائي. استاذ طب الاطفال واستشاري امراض الدم والسرطان