اشتهر في الوسط الشعري والادبي ببحتري العصر الحديث وشاعر الاسلام والعروبة وهو الاديب المصري والشاعر والمؤلف المسرحي ولد باحدى قرى محافظة المنوفية بجمهورية مصر العربية في عام 1902 حفظ القرآن الكريم ومبادئ القراءة والكتابة بكتاب القرية والتحق بمعهد طنطا الازهري ثم تركه الى مدرسة القضاء الشرعي في عام 1920 ولم يستكمل الدراسة بها لالغائها فلحق بالثانوية الازهرية وحصل على شهادتها سنة 1924 ثم لحق بمدرسة دار العلوم وتخرج منها سنة 1929 وعين بعد تخرجه بمدينة كوم حمادة بمحافظة البحيرة وكانت امنيته ان ينتقل الى القاهرة وهي مركز الثقافة والصحافة والاضواء حيث نقل اليها عام 1938 وساعده في ذلك انطوان الجميل رئيس تحرير الاهرام انذاك وبذلك تمكن من الاتصال بالصحافة والمجالس الادبية واشتهر اسمه وظل يتدرج في وظائف التربية والتعليم بانه الشاعر المصري الكبير محمود غنيم. في عام 1943 عمل مفتشا للنشاط الادبي بالوزارة ثم عين مديرا لقسم المباريات الادبية وادارة المجمع اللغوي بادارة الثقافة العامة بالوزارة ثم مفتشا للغة العربية بالتعليم الاجنبي ثم مفتشا عاما الى ان وصل الى عميد اللغة العربية بوزارة التربية والتعليم حيث انهى حياته الوظيفية عام 1963. تجلت مواهبه الشعرية وهو لا يزال في مراحل الدراسة المبكرة وكانت اولى قصائده المنشورة في رثاء الزعيم الوطني الراحل محمد فريد وهو في سن السادسة عشرة من عمره، وحظيت تجاربه الاولى بترحيب الصحف اليومية والمجلات الادبية حيث نشر شعره في الرسالة وابوللو والثقافة وتصدرت قصيدته في رثاء سعد زغلول كتاب دموع الشعراء على سعد زغلول عام 1927. حصل ديوانه الاول (صرخة في واد) على الجائزة الاولى في اول مسابقة شعرية ينظمها المجمع اللغوي على مستوى الاقطار العربية سنة 1947، وحصل ديوانه الثاني (في ظل الثورة) على جائزة الدولة 1962، ثم صدر ديوانه الثالث بعد وفاته سنة 1986 بعنوان (رجع الصدى) بمعرفة اسرته، ثم قام ابناؤه باصدار اعماله الشعرية الكاملة في طبعة فاخرة سنة 1993 احياء لذكراه وتذكيراً بدوره في مجال الشعر العربي المعاصر. من جهة أخرى يعد محمود غنيم من رواد المسرح الشعري بعد احمد شوقي امير الشعراء حيث يضم نتاجه الشعري المسرحي خمس مسرحيات شعرية هي (المروءة المقنعة 1944) ومسرحية (الجاه المستعار 1945) ومسرحية (غرام يزيد 1950) ومسرحية (يومان للنعمان 1958) ومسرحية (النصر لمصر او هزيمة لويس التاسع 1960). وقد نظم محمود غنيم في مجالات الشعر الاسلامي والعربي والقومي والسياسي والاجتماعي والفكاهي واصبح من كبار شعراء العالم العربي وكانت قصائده تهز المحافل الادبية واختير عضواً بلجنة الشعر بالمجلس الاعلى لرعاية الفنون والاداب وكان له دور بارز في الدفاع عن الشعر العربي في المعارك الادبية التي شهدتها الساحة الثقافية مع نهاية الخمسينيات عند ظهور الشعر الحر. واقترب غنيم من الجمعيات الادبية المعنية بأمور الشعر منذ ثلاثينيات القرن الماضي ثم مدرسة البعث او الديوان وجماعة ابوللو وجماعة ادباء العروبة ورابطة الادب الحديث وغيرها. الا انه اتخذ موقفاً مستقلاً من هذه الاتجاهات يعتمد على رؤيته الخاصة واهمية التجديد وتطويع الشعر التقليدي لمقتضيات العصر والافكار الحديثة في اطار من المحافظة على الشكل الذي عرف به حتى ان البعض يراه ظاهرة متفردة في ادبنا الحديث تعز على اي مدرسة ادبية. يتميز غنيم بغزارة شعره الاسلامي وتشكيله بعداً عميقاً في شعره اضافة الى انه يعكس الروح الاسلامية الغالبة على موضوعاته بصفة عامة مع تنوع موضوعات شعره الاسلامي كما ان وضوح الفكرة الاسلامية في شعره كل الوضوح حتى انها لا تشكل لديه اتجاهاً فحسب بل منهجاً اسلامياً متكامل الابعاد والملامح. وقد نال غنيم جائزة وزارة الشئون الاجتماعية الاولى عن مسرحيته الشعرية غرام يزيد عام 1950 وجائزة المجلس الاعلى لرعاية الفنون والاداب عن مسرحيته النصر لمصر او هزيمة لويس التاسع كما يوجد تحت الطبع كتابه (اغاني الريف). اما عن الدراسات النقدية الادبية التي كتبت عنه فهناك كتاب حفني ناصف ضمن سلسلة من اعلام العرب سنة 1960 وكتاب خمسة من شعراء الوطنية صدر عن الهيئة العامة للكتاب الجزء الاول مع اخرين وكتب فيه عن الشاعر احمد الكاشف، وذلك الى جانب مئات المقالات والدراسات النقدية نشرتها الصحف والمجلات الادبية آنذاك مثل الرسالة ومجلة المجمع اللغوي ومجلة الهلال والوعي الاسلامي وقافلة الزيت ورابطة العالم الاسلامي وذلك على امتداد نصف قرن. كما اسهم محمود غنيم في كتب التراث وتحقيقها مثل اسهامه في تحقيق الجزء الحادي والعشرين والثاني والعشرين من كتاب الاغاني لابي فرج الاصفهاني. ولعل قصيدة (بغداد) التي يتيه الانسان بين مناظرها تدفع الانسان نحو ابراز موهبة هذا الرجل الذي يستحق أن نقف في ذكراه، وبعد مرور عامين على مئويته. ونسجل بعض أبيات هذه القصيدة بغداد قرة عين الشرق بغداد الدهر يعرفها للكون عاصمة ان تبتسم تشرق الدنيا وان غضبت تزهى الحواضر ما شأت بحاضرها الغرب يعرف ما ادى بنوك له بني عمومة طه ما اقول لكم. فأين بغداد الآن، من (بغداد) محمود غنيم